افتتاح مشروعات صناعية في الرياض ترفع استثمارات المؤسسات إلى 9.3 مليار دولار

الأمير سلمان يدشن أول منطقة صناعية يملكها القطاع الخاص ويدشن مشاريع طبية واستهلاكية جديدة بالعاصمة السعودية

TT

أضاف القطاع الصناعي في السعودية الذي سجل خلال العام الماضي ارتفاعاً في معدل نموه ليصل إلى 9.3 في المائة محققاً أعلى معدل في نمو القطاعات الإنتاجية والثاني بين القطاعات المختلفة أضاف عدداً من المشاريع الصناعية الجديدة إذ افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أمس مجموعة من المشروعات الصناعية والطبية والاستهلاكية، كما تم تفعيل قرار مجلس الوزراء السعودي المتعلق بإنشاء هيئة لتنمية المدن الصناعية ومناطق التقنية بتدشين أول منطقة صناعية يملكها القطاع الخاص وذلك في المدينة الصناعية الثانية بالرياض.

وقد افتتح الأمير سلمان جملة من المشروعات الاقتصادية بدأها بمركز العبد اللطيف للتدريب الذي يعود لمجموعة العبد اللطيف التي تعتبر من اكبر المجموعات الصناعية على مستوى السعودية وتعمل في مجال إنتاج السجاد والموكيت والمواد الأولية اللازمة لصناعتها وتمتلك 13 مصنعاً مقامة على مساحة حوالي 450 ألف متر مربع وأزاح أمير منطقة الرياض اللوحة التدريبية لمركز العبد اللطيف للتدريب الذي بلغت تكاليف إنشائه وتجهيزه 21 مليون ريال (5.6 مليون دولار)، وتجول في داخله وما تضمنه من خدمات تأهيلية للشباب السعودي والمركز عبارة عن نموذج لمصنع حقيقي مصغر يمارس فيه الطلاب التدريب العلمي والعملي الذي يؤهله للعمل في مختلف المصانع دون مقابل وذلك لمدة 6 اشهر يحصل المتدرب بعدها على شهادة تأهيل معتمدة من قبل المجموعة، تبعه افتتاح شركة ادما للبطانيات والشركة الوطنية للغزل التابعتين لمجموعة العبد اللطيف، ويختص مصنع الشركة الأولى في إنتاج البطانيات المطبوعة بإنتاج يصل إلى 3 ملايين بطانية سنوياً ويغطي المصنع قسماً من احتياجات السوق المحلي كما يصدر 20 في المائة من إجمالي الإنتاج إلى دول الخليج في حين بلغت تكلفة إنشاء مصنع الشركة الوطنية للغزل 110 ملايين ريال (29.3 مليون دولار) ويبلغ إنتاجه 30 ألف طن من البولستير والاكرليك والسايتون والبولي بروبلين لتغطية حاجة مصانع المجموعة والسوق المحلية من هذا المنتج وتصدير 53 في المائة منه إلى دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية والأردن اندونيسيا واستراليا وباكستان وتايوان.

وشملت المشروعات التي تم افتتاحها أمس مشروع شركة العبيكان سانت فوبان المحدودة وهو مشروع مشترك بين مجموعة العبيكان للاستثمار الصناعي وشركة سانت فوبان الفرنسية لإنتاج أجود أنواع المنسوجات الفنية التي تستخدم في الأعمال الإنشائية واللوحات الإعلانية الضوئية والمنسوجات المغلفة، ويعتبر مشروع مدينة الخيام بمشعر منى ابرز أعمال الشركة منذ انطلاقتها حيث قامت بتوريد الخيام إلى منى والمصنعة من نسيج الألياف الزجاجية «الفايبر جلاس» المغلفة المضادة للحريق، كما افتتح الأمير سلمان مصنع الشركة العربية للأنابيب وهي شركة مساهمة سعودية متخصصة في صناعة وتغليف الأنابيب الحديدية الملحومة طولياً ذات الجودة العالية والمواصفات العالمية. وتستعمل هذه الأنابيب في صناعة البترول من خلال أنابيب حفر الآبار البترولية والأنابيب الخاصة بصناعة النفط والغاز ومشتقاتها والخطوط البرية والبحرية كما يستخدم في مجالات صناعية متعددة وفي مستلزمات هندسية البناء فن العمارة وفي المجال الزراعي من خلال أنابيب الآبار الارتوازية وتمديدات المياه وخطوط النقل.

وافتتح ضمن هذه المشروعات مصنع شركة المنتجات الطبية والتجميلية المحدودة /الرياض فارما «الذي بلغت تكلفة إنشائه أكثر من 300 مليون ريال (80 مليون دولار)، ويشتمل المصنع على 10 خطوط لإنتاج الأدوية من اقراص وكبسولات واشربة ومعلقات ونقط للفم وقطرات للعين والانف والإذن ومراهم وكريمات للعين والجلد بالإضافة لإنتاج محاليل المطهرات والمواد المعقمة.

وشهد الاحتفال الذي أقيم أمس وضع حجر الأساس لمشروع مصنع العبيكان لإنتاج كرتون الدوبلكس حيث وقعت مجموعة العبيكان للاستثمار في مارس الماضي عقداً مع مجموعة من الشركات الكورية لإنشاء المصنع من خلال إعادة تدوير مخلفات الورق داخل السعودية بتكلفة قدرها 500 مليون ريال (133 مليون دولار) وبطاقة إنتاجية قدرها 150 ألف طن سنوياً وسيساهم المصنع في الحفاظ على البيئة من خلال استهلاك كمية كبيرة من الورق الذي يرمى في الحاويات كما سيستخدم كمية من مياه الصرف الصحي ومعالجتها كي تصبح صالحة للاستعمال في المصنع.

وكان الاحتفال بتدشين هذه المشروعات الصناعية والطبية والاستهلاكية التي سترفع حجم الاستثمارات في المصانع بالعاصمة السعودية إلى أكثر من 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار) قد تضمن كلمة لوزير الصناعة والكهرباء السعودي الدكتور هاشم بن عبد الله يماني أوضح فيها ان اهتمام الدولة بقطاع الصناعة منذ وقت مبكر يأتي تأكيدا للقناعة بان التنمية الصناعية تعد اهم وسيلة لتحقيق اهداف استراتيجية التنمية الوطنية الشاملة التي تتمثل في توسيع وتنويع القاعدة الانتاجية وتنمية مصادر الدخل ونقل التقنية الحديثة التي تسهم في رفع كفاءة الانتاج وتوفير المزيد من فرص العمل مؤكدا ان الاداء المتميز لقطاع الصناعة سجل خلال المدة الماضية افضل اداء بين القطاعات الاقتصادية الأخرى، مشيراً إلى ان هذا الاهتمام تجسد بشكل واضح في الزيادة المطردة لاسهامه في الناتج المحلي الاجمالي التي بلغت 10 في المائة فيما بلغ حجم استثمارات المشروعات الصناعية المنتجة حتى منتصف هذا العام حوالي 247 الف مليون ريال مفيدا ان المنتجات الصناعية استطاعت سد احتياجات الاسواق المحلية وبلوغ معظم الاسواق الخارجية.

وبين الدكتور يماني ان الصادرات غير النفطية تشهد معدلات نمو كبيرة ومشجعة وصل معدل نموها العام الماضي الى حوالي 23 في المائة مؤكدا ان هذا مؤشر يدل على الثقة بالمنتج السعودي سعرا وجودة حيث وصلت قيمة الصادرات غير النفطية التي معظمها منتجات صناعية خلال العام 2001/ 30.7 الف مليون ريال.

وعزا الوزير اليماني تحقيق تلك الانجازات الى فضل الله ثم اهتمام الدولة من خلال توفير البنية الاساسية الحديثة والحوافز التشجيعية والسياسات الملائمة.

ولفت وزير الصناعة والكهرباء الى ان الدولة ممثلة في الوزارة اهتمت في مجال توفير البنية الاساسية بانشاء العديد من المدن الصناعية المزودة بجميع المرافق والخدمات في مختلف مناطق المملكة التي وصل عددها الى اربعة عشرة مدينة صناعية بمساحة اجمالية تصل الى اكثر من 92 مليون متر مربع مستشهدا بذلك بالمدينة الصناعية بالرياض التي وفرت بها الدولة البنية الاساسية المتكاملة للمستثمرين حيث يبلغ اجمالي مساحتها اكثر من ثمانية عشر مليون متر مربع تحتضن 760 مصنعا تمثل اكثر من 60 في المائة من اجمالي عدد المصانع المنتجة في منطقة الرياض البالغ عددها 1264 مصنعا منتجا يستثمر في جميعها حوالي 35 الف مليون ريال. واشار وزير الصناعة والكهرباء الى ان الدولة اولت توطين الصناعة في مناطق جديدة اهمية كبرى بغرض تحفيز النشاط الانتاجي والاقتصادي في تلك المناطق واتاحة مزيد من فرص الاستثمار والتوظيف فيها موضحا في هذا الصدد ان الوزارة اقامت مدنا صناعية جديدة، فبالاضافة الى المدن الصناعية الثمان الاساسية والمدن في كل من المدينة المنورة وعسير وحائل وتبوك والجوف ونجران تم استلام اراضي مدن صناعية في كل من القريات وعرعر وضباء والباحة اضافة الى استلام اراضي مدن صناعية ثانية في كل من محافظة جدة والاحساء والقصيماما فيما يتعلق بمنطقة الرياض فقد تم استلام اراضي مدن صناعية في كل من الخرج وسدير والزلفي.

وابرز اهتمام الدولة بايجاد الية فاعلة للمحافظة على الخدمات المتميزة للبنية الاساسية والاستمرار في تطويرها وذلك بانشاء الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية التي تهدف الى تقديم احسن الخدمات للمستثمرين في المدن الصناعية وزيادة المعروض من الاراضي الصناعية المطورة بالخدمات التي ستؤدي الى زيادة كفاءة القطاع الصناعي وتعزيز قدرته التنافسية.

واشار الى ما ان يشهده العالم اليوم من تغييرات متعددة ومتسارعة تركز في جانبها الاقتصادي على الانتشار العالمي للمنتجات في بيئة تنافسية حادة سواء على تدفق الاستثمارات او تسويق المنتجات جعل العديد من الدول العالمية تسعى الى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في تعزيز اقتصادياتها عن طريق تحسين بيئاتها الاستثمارية وزيادة التبادل التجاري فيما بينها الامر الذي يتطلب من الجميع اهمية التركيز على عوامل تحسين البيئة الاستثمارية وجودة المنتجات واستخدام التقنية المتقدمة وتعزيز الكفاءة الانتاجية للعامل بهدف الوصول الى منتجات تتمتع بميزات تنافسية عالية تمكن من النفاذ الى الاسواق الخارجية مؤكدا ان الجهود مركزة لبلوغ هذا الهدف .ونوه في ختام كلمته بالعناية والاهتمام المستمرين اللذين يوليهما الامير سلمان بن عبد العزيز بجميع المجالات والقطاعات التنموية وبصفة خاصة قطاعي الصناعة والكهرباء في منطقة الرياض ثم تسلم الامير سلمان بن عبد العزيز درعا تذكاريا من وزير الصناعة والكهرباء بهذه المناسبة.

=