أسعار النفط تقفز لأعلى مستوياتها بسبب أزمة العراق مع المفتشين الدوليين

برنت يتجاوز 31 دولارا والخام الأميركي ينتعش.. وفنزويلا تستعد لإنتاج 2.1 مليون برميل يوميا آخر الأسبوع

TT

قفزت أسعار النفط أمس لاعلى مستوياتها منذ اكتوبر (تشرين الاول) من عام 2000 بعد اعلان هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة اكتشاف مواد مهربة ذات صلة بأسلحة في العراق وهو الامر الذي من المحتمل ان يعزز حجة الولايات المتحدة في مهاجمة العراق. الا ان بليكس قال انه لم يتضح ما اذا كانت تلك المواد مرتبطة بأسلحة دمار شامل. وقفزت اسعار خام القياس الاوروبي مزيج برنت في العقود الاجلة في بورصة البترول الدولية في لندن 95 سنتا الى 31.15 دولار للبرميل ، فيما ارتفع الخام الاميركي الخفيف ـ خام غرب تكساس الوسيط ـ 53 سنتا الى 32.78 دولار للبرميل. وعلق لورانس ايجلز المحلل بمؤسسة «جي.ان.اي مان فاينانشال» على تصريحات بليكس بقوله: السؤال يتمثل فيما اذا كان هذا الامر يشكل دليل ادانة. وتابع قائلا: قبل ان تقفز الاسعار بهذا المقدار، لأن هناك بعض الشكوك بشان طبيعة تلك المواد، فان السوق لم تتحرك الا بمقدار نصف دولار فقط وليس اكثر.

وكان مزيج برنت قد تراجع بعد ذلك متحركا في نطاق 30 دولارا مسجلا 29.90 عند الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش.

كما تخلى برنت أول من أمس عن جانب من المكاسب التي حققها من جراء الانباء التي ترددت عن زيادة المكسيك وهي دولة غير عضو في «اوبك» لإنتاجها تمشيا مع القرار الذي اتخذته «اوبك» الاحد الماضي بزيادة انتاجها الرسمي بنسبة سبعة في المائة. واستهدفت تلك الزيادة الانتاجية المساهمة في احتواء تداعيات الاضراب النفطي، المستمر منذ ستة اسابيع والذي عطل صادرات فنزويلا النفطية. الا ان كثيرين في سوق النفط متشككون فيما اذا كان في وسع نفط أوبك التي تهيمن عليها الدول الاعضاء من منطقة الشرق الاوسط تعويض هذا العجز اذ ان النفط يستغرق وصوله الى الولايات المتحدة ما يصل الى ستة اسابيع. ولا يستغرق نفط فنزويلا سوى خمسة ايام فقط للوصول الى السوق الاميركية المهمة. كما ان المتعاملين ايضا متشككون فيما اذا كانت المحادثات المقررة يوم الخميس بين الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز ستتناول كسر الجمود القائم حاليا بين شافيز وزعماء المعارضة.

في جانب آخر أعلن وزير الطاقة والمناجم الفنزويلي رافاييل راميريس أمس ان بلاده ستنتج 2،1 مليون برميل يوميا بحلول نهاية الاسبوع الحالي على ان يبلغ الانتاج مليوني برميل يوميا بحلول شباط (فبراير). وصرح راميريس لوكالة «أوبك» ان شركة المحروقات الفنزويلية العامة «تسعى الى اعادة الانتاج الى هذه المستويات والى اعادة عمل المصافي الى مستواه الطبيعي، واكدت المعارضة الفنزويلية ان البلد لا ينتج حاليا سوى 413 الف برميل نفط يوميا بسبب الاضراب الذي يشل البلاد منذ 42 يوما وليس 800 ألف برميل، كما أعلن رسميا راميريس مساء الاثنين في خطاب متلفز، وأوضح الوزير ان الاجهزة المركزية لشركة المحروقات الفنزويلية التي تتخذ من كاركاس مقرا لها وحيث يعمل موظفوها السبعة آلاف، ستلغى وان الشركة ستقسم الى شركتين تغطي احداهما نشاطات شرق البلاد وثانيهما غربها. وقال ان هذه التغييرات تهدف الى الحؤول «دون تسييس» الشركة المملوكة للدولة.