رئيس مجلس إدارة جدة للتسويق ينفي تغطية نفقات المنتدى من غرفة جدة أو منتسبيها

الدباغ: تخصيص برنامج يوم كامل للمرأة ليس مبالغة فأرصدتها البنكية شاهد على مساهمتها الاقتصادية

TT

يحتشد اليوم في جدة أكثر من 600 رجل أعمال حضروا من مختلف دول العالم للمشاركة في منتدى جدة الاقتصادي الرابع الذي تنطلق فعالياته في فندق هيلتون، وتشارك نحو 300 سيدة أعمال سعودية وضيوف أجانب قدموا من دول مختلفة للمشاركة.

ورغم أن عمر المنتدى قصير من الناحية الزمنية فإنه استطاع خلال هذه المدة القصيرة أن يكتسب سمعة إعلامية، وأيضا يواجه انتقادات لاذعة من بعض المعارضين لافكاره سواء للضيوف الذين يختارهم أو محاور الجلسات. وواجه المنتدى في العام الماضي انتقادا لمشاركة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون، من قبل المجتمع الاقتصادي السعودي. اما هذا العام فيواجه مجلس جدة للتسويق انتقادات لاستخدام المنتدى لتخصيص برنامج يوم كامل للمرأة كدعاية للمنتدى، فضلا عن المشاركات القادمات من الخارج.

ويرى البعض أن الموضوعات المطروحة في المنتدى بعيدة تماما عن الواقع المطلوب بالنسبة للقضايا الاقتصادية المحلية التي يتطلب التركيز عليها. وأتهم البعض أن تغطية نفقات المنتدى تتم عبر المبالغ التي تحصلها الغرفة من المنتسبين، كما ذهب البعض الى أن سبب تراكم الديون على الغرفة يعود الى المصاريف الباهظة التي تصرف على المنتدى.

كل هذه الانتقادات والتساؤلات وضعت أمام عمرو الدباغ رئيس مجلس غرفة جدة للتسويق المنظمة للمنتدى، الذي أجاب على أسئلة «الشرق الأوسط» كما تحدث بالتفصيل عن أفكار وتوجهات المنتدى مستقبلا إلى الحوار:

* تخصيص يوم كامل لفعاليات المرأة في ظل عدم وجود نشاط فعلي لها على المستوى المحلي من حيث المشاركة في التنمية الاقتصادية، مبالغة كبيرة، ألست معي في هذا؟

ـ أنا أختلف معك في الرأي بأن المشاركة النسائية محدودة، وتأكيدا لذلك مشاركتها الفعالة والكبيرة، وعدد السجلات التجارية التي تصدر في السعودية لسيدات الاعمال، وأيضا من واقع حجم الارصدة البنكية. والحقيقة أن المرأة السعودية تساهم بشكل إيجابي في دفع عجلة التنمية، وإذا وفرت لها الفرصة التعرف على خبرات وطرق جديدة في الادارة وتكوين علاقات في الاعمال كما هو الحال لرجال الاعمال فإن ذلك سيزيد من إسهاماتها ومشاركتها. ومن المنطقي جدا تخصيص حيز جيد من منتدى جدة لسيدات الاعمال، وقد وجدنا دعم هذه الفكرة من قبل الامير سارة العنقري، حرم الامير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة.

* ولكن يوما كاملا فيه مبالغة كبيرة ألم تبحثوا هذا المشروع من حيث تخصيص جلسة مثلا؟

ـ لا ليس مبالغا فيه خاصة أنه تم دعوة أكثر من 100 سيدة أعمال، وكثيرات منهن أكدن رغبتهن في المشاركة، والفرص متاحة لبحث الموضوعات الاقتصادية والخبرات وتبادل الآراء. في العام الماضي شاركن بفعالية من خلال الجلسات والمحاور وهذا العام وجدنا الرغبة في إتاحة الفرصة وإعطاء المزيد من الاحتكاك والتجربة الفعلية والعملية.

* ونحن في العام الرابع للمنتدى، هل أصبحت المشاركة والحضور مغرية لرجال الاعمال والاقتصاد؟

ـ أعتقد أن إحدى الادوات التي يجب أن نستخدمها لتقييم مدى نجاح المنتدى هو دعم القطاع الخاص لهذا المشروع في السنوات الماضية، ودعمه بالكامل ماليا، ولولا هذا الدعم لما أستمر، وهناك حقيقة يجب أن أقولها وهو إن غرفة جدة ومنتسبيها لم يتحملوا العبء المالي إطلاقا للمنتدى منذ انطلاقه، وهذا الدعم من القطاع الخاص مؤشر لنجاح المنتدى وقبول أفكاره، رغم ما نواجهه من انتقادات كثيرة. ونحن نحترم هذه الانتقادات ونقدرها ولا يوجد عمل خال من السلبيات. ولكن لاحظ الشخصيات التي استضافها المنتدى من شخصيات ورؤساء شركات عالميين ومعروفين، أمثال الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الاب، وبيل كلينتون، وهيلموت كول، وجيسكار ديستان، وولي عهد البحرين، والامير الوليد بن طلال ورؤساء شركات كبرى عالمية مثل «بروكتراند كامبل» و«يونيلفر» و«شل» و«مورغن ستانلي» وغيرها. كل هذه الاسماء وشخصيا هذا العام هي في نظري مؤشرات او معيار للنجاح.

* وما هو طموحكم لدور منتدى جدة الاقتصادي في المستقبل؟

ـ الحلم الذي يراودنا هو منتدى دافوس الذي يعقد سنويا في سويسرا ويستحوذ على أكثر من الف شخصية اقتصادية على مدار خمسة أيام، ولكن منتدى دافوس حقق هذه الشهرة أو الانجاز على مدار أكثر من 25 عاما، أما المنتدى فعمره الزمني أقصر بكثير. ولكن بعضاً ممن حضروا بدايات دافوس، قالوا لي ان بدايته كانت متواضعة جدا ولا يمكن مقارنتها ببداية منتدى جدة الاقتصادي.

* هذا يقودنا إلى سؤال، عند الحديث عن منتدى جدة، يتبادر إلى ذهننا دافوس تلقائيا. هل هذا يزعجكم أو أنه الحلم الحقيقي لكم أو أن هناك لكم خطا مختلفا؟

ـ منتدى دافوس متفق عليه أنه أهم محفل اقتصادي عالمي يجب أن ننظر إليه نظرا للتجارب الناجحة، ونحاول الاستفادة منها، وأتفق معك أنه يجب أن يتميز أو يختلف، ولكن طموحاتنا واحلامنا منطقية وقابلة للتحقيق، فمثلا إذا وصلنا إلى مستوى دافوس فهذا جيد في حد ذاته ولكن ذلك يأخدنا سنوات، وإن تقدمنا على دافوس سيكون إنجازا أكبر وأعظم، وهذا يتطلب دعما كبيرا ومشاركة جماعية من القطاع الخاص لدعم هذه المبادرة وتوحيد الجهود.

* منتدى دافوس خمسة أيام ويلقى إقبالا كبيرا، ومنتدى جدة مدته يومين ويتذمر الناس منه لماذا؟

ـ نحن كل سنة ندخل تغييرات وتنوع في الافكار والموضوعات، إلا أن تركيزنا سيظل اقتصاديا، من حيث اختيار الشخصيات والجلسات والمحاور وكذلك الموضوعات المطروحة، ولا تنسى أن المناخ الاقتصادي يشجع على طرح العديد من الافكار.

* رغم تعديل الكثير من الانظمة التي تتوافق مع المتطلبات العلمية في السعودية، ذات المكانة الاقتصادية عالمياً، فإنها ما زالت تجاهد من أجل الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، في رأيك هل ساعدت مثل هذه المنتديات في الاصلاحات الاقتصادية في البلاد؟

ـ كوننا نستمع إلى تجارب وخبرات الآخرين من دول أخرى في عملية إعادة هيكلة وتطوير اقتصادياتها، هذا في حد ذاته فرصة للاستفادة من التجارب الناجحة وايضا التعلم من التجارب الفاشلة. البعض يقول أن هناك بطئا في إعادة الهيكلة الاقتصادية. ولكن إقتصاد السعودية كبير، واتخاذ قرار التخصيص في دولة صغيرة قد يكون قيمته 100 مليون دولار ولكن في السعودية معظمها بالمليارات وحجمها كبيرا جدا، ولا يمكن مقارنة الوضع في البلاد بدول أخرى في المنطقة.

* وما هي تطلعاتكم للمنتدى مستقبلا؟

ـ الرؤية المستقبلية هي تحقيق أهداف اقتصادية وتعليمية وإعلامية والوصول إلى العالمية من خلال المنتدى، ونرغب أن يظهر كمحفل اقتصادي عالمي.

* هل أعتذرت شخصيات عن الحضور أو المشاركة؟

ـ نرسل سنويا دعوات لمئات الشخصيات، سواء للحضور أو المشاركة، ويحدث أن البعض منهم يصادف ارتباطه بعمل أو انشغال فيعتذر عن عدم الحضور، أما ان كنت تقصد شخصا بعينه لا لم يحدث أن أعتذرت شخصية وجهت لها الدعوة ويكون اسمها مدرج في القائمة.

ولكن لا تنسى أن الاعتذارات هي سمة من سمات أي منتدى اقتصادي دائما وهناك من يؤكد الحضور او يعتذر.

* لماذا لم تطلبوا مشاركة الملك عبد الله الثاني ملك الاردن في المنتدى شخصيا بدلا من اعتماد كلمته؟

ـ تم الاتفاق على أن يقدم كلمة الملك رئيس الوزراء علي ابو الراغب، وهذا في حد ذاته مكسب كبير لمنتدى جدة، لأنه لاول مرة يحضر المنتدى رئيس وزراء حالي.

* وهل تعتقد أن التخطيط للمنتدى سار وفق البرنامج الذي يريده؟

ـ بمجرد الانتهاء من منتدى العام الماضي قررنا أن نعد البرامج والافكار المرتبطة والمواضيع التي ستطرح في هذا المنتدى. وبالفعل قررنا عمل بحث ومقابلات شخصية مع عدد من رجال الاعمال والاعلام ورجال التعليم والاكاديميين لأخذ مرئياتهم عن المنتدى السابق فتبين لنا أن الكثير عاتبوا أو أبدوا ملاحظات عديدة من بينها طول مدة المنتدى. وأيضا توجه المنتدى في السنوات الاخيرة إلى الغرب وخاصة الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا، مع الرغبة في أن يكون اتجاهنا نحو الشرق ودول أخرى، بحيث الاستفادة من التجارب الاخرى. وطالب البعض بمتحدثين جدد لديهم رصيد جيد من الخبرات والمعلومات، وأيضا ضرورة أن تكون الموضوعات المطروحة للنقاش لها إرتباط مباشر بقضايا المنطقة إضافة إلى تخصيص جلسات للمرأة ومناقشة قضاياها الاقتصادية.

* بصراحة هل منتدى جدة يبحث عن تسويق لبرامجه أم أنه يتبنى أفكارا وأطروحات اقتصادية، أو أنه يتحول إلى اسم فقط دون معنى؟

ـ منتدى جدة الاقتصادي آلية صممت لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية منها هدف اقتصادي وإعلامي وتعليمي. من الناحية الاقتصادية يحدث ذلك من خلال اللقاءات التي تتم مع رجال الاعمال والصفقات والحوارات التي تتم ونشوء تحالفات واستراتيجيات وشراكات. أما الهدف الاعلامي فهو من خلال الشخصيات الاعتبارية والسياسية والاقتصادية التي تزور البلاد وتتعرف عليه وتنقل ما تراه. أما الجانب التعليمي، فيتمثل من خلال المتحدثين والمشاركين والخبرات الدولية وهذه اهم الاسس التي نعتمد عليها.