أشار الدكتور جاسم المناعي رئيس مجلس ادارة صندوق النقد العربي إلى الآثار السلبية للحرب ضد العراق على اسواق المال العربية والتي يصل حجمها 200 مليار دولار، لافتا الى ان هذه الأموال قد تتعرض للفقد أو عدم الاستقرار في حالة نشوب الحرب، في الوقت نفسه الذي تسعى فيه الدول العربية الى تعظيم هذه الأموال لتحسين الاقتصاديات العربية.
وقال الدكتور المناعي هناك تحديات أخرى يواجهها الاقتصاد العربي تتمثل في تحسين المستوى المعيشي للأفراد واختيار السياسات الاقتصادية السليمة والمناسبة لتحقيق التنمية وكيفية مواجهة متطلبات الانفتاح والعولمة.
وأشار المناعي في ندوة التحديات التي تواجه الاقتصاد العربي التي عقدت بمركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري الى الاحصائيات التي أظهرت ان هناك 60 مليون عربي لا يصلهم الماء الصالح للشرب و80 مليوناً لا تصلهم خدمات الصرف الصحي فضلا عن وجود 20 مليون عاطل عربي بالاضافة الى البطالة وعدم الاعداد الجيد للحصول على فرصة العمل من حيث التأهيل العلمي وملاءمة التعليم لسوق العمل.
وأرجع رئيس مجلس ادارة صندوق النقد العربي ضعف معدلات النمو الى ضعف معدلات الاستثمار عربيا، مشيرا الى ان حجم الأموال في جميع أسواق المال العربية لا يتعدى 200 مليار دولار بينما في كوريا الجنوبية وحدها 260 مليار دولار، موضحا وجود هيمنة للقطاع العام على حساب القطاع الخاص، مشيرا الى ضرورة بذل جهود مضاعفة في اتجاه التخصيص.
وقال المناعي رغم قيام بعض الدول العربية باجراء اصلاحات اقتصادية وخطوات نحو التحكم في معدلات التضخم وعجز الموازنة إلا ان الاشكالية تكمن في تعزيز مستويات الادخار والاستثمار وتحسين البيئة الاستثمارية والتشريعية والمصرفية.
وحول تأثر النفط بالأحداث الجارية أكد الدكتور جاسم المناعي ان ارتفاع الاسعار لا يمثل ارتفاعاً حقيقياً بالاسعار حيث يتضمن علاوة الحرب متوقعا تراجع الأسعار في حالة توقف التوتر بالمنطقة مما ينعكس على مستويات الاقتصاد سلبا وتأثر الايرادات العربية.
وأكد تردد المستثمرين في ضخ أموال في المشروعات طويلة الأجل بالمنطقة العربية مما يؤكد انعكاس التوتر بالمنطقة وعدم وضوح الرؤية المستقبلية ليس فقط على الاوضاع السياسية وانما على القرارات الاقتصادية.
وأوضح ان بعض الدول العربية حاولت الخروج من أزمة استقلالية البنك المركزي واعطاء مرونة أكبر لسعر الصرف والتي تحتاج إليه الدول العربية لتحسين الوضع الاقتصادي العربي بالاضافة الى اهمية الثقافة الاقتصادية ووجود معايير جيدة لقياس معدل الأداء الاقتصادي عربيا.