تهريب النفط يزدهر في الشيشان ويستفيد منه مسؤولون روس وشيشانيون

TT

شيشان أول ـ روسيا ـ أ.ف.ب: رغم الحرب في الشيشان ما زال استثمار النفط مستمرا بمساعدة مئات المصافي الصغيرة ويزدهر التهريب الذي يعود بالفائدة على عدد من المسؤولين الروس والشيشانيين الذين يقومون بابتزاز منتجي الوقود الذين لا يملكون تصاريح.

وقال سعيد محمد الذي يقيم في شيشان اول الضاحية الجنوبية الشرقية لغروزني «نشم رائحة النفط باستمرار وفي الليل نكاد نختنق».

وتكرير النفط ممنوع رسميا، لكن في ادارة مولوتشتني زافود 15 في ضاحية غروزني يقول عدلان مازاييف ان «المصافي تعمل بكثرة حول البلدة».

واضاف «لجأنا مرات عدة الى الهيئات العليا لاغلاقها لكن هناك عددا كبيرا من الاشخاص المهتمين بعدم توقف هذه التجارة».

ولا تبعد هذه البلدات اكثر من بضعة كيلومترات عن المقر العام للقوات الروسية في الشيشان، أما المنشآت فهي مؤقتة وتتألف من صهاريج يتم تسخينها بمواقد وأنبوب للغاز لتمديد النفط الذي يتم شراؤه او سرقته.

وتتوجه شاحنتا صهريج للحصول على النفط الخام من الانبوب الذي يمر عبر البلدة ويتم شراؤها بـ300 روبل (اقل من عشرة يورو) للطن الواحد من الذين يتحكمون بصنابير الخدمة قبل تسليمها الى المصافي بـ500 روبل للطن الواحد.

ويتقاسم السائقون الربح مع الذين يقومون بحمايتهم من ضباط في الجيش الروسي ورجال شرطة شيشانيين.

ويقوم بعض اصحاب المصافي بالارتباط مباشرة بانبوب النفط بفتح ثغرة صغيرة فيه.

وقال ايوب كاسوييف «بمشاركة صديق قررنا ان ننشئ مصفاتنا الخاصة الصغيرة وهي تنتج عشرة اطنان يوميا».

ونفى بشدة ان تكون الارباح تسلم الى المتمردين. وأكد «بعد دفع المبالغ لحمايتنا من عسكريين روس ورجال شرطة شيشانيين يكاد ما يبقى يكفينا لتأمين الغذاء لعائلاتنا».

ويباع الوقود الذي يتم انتاجه ونوعيته رديئة في الجمهورية الانفصالية في غروزني او في القرى وخصوصا في المناطق الجبلية.

أما المازوت الذي يلقى رواجا خارج الشيشان فينقل في قوافل من الشاحنات الصهاريج بحماية الجيش الروسي وعن طريق غوراغورسك الى جمهورية انغوشيا المجاورة.

وقال شامل سوغايبوف «املك شاحنة صهريج تتسع لـ15 طنا وعادة يقومون بابلاغنا بوجود المازوت في المصافي الصغيرة». واضاف ان «هناك ما بين ثماني وعشر شاحنات في كل قافلة التي تقوم مدرعات وسيارات جيب بحمايتها».

ويتم عبور مراكز المراقبة الثلاثة التي تفصل بين مولوتشني زافود 15 وحدود انغوشيا بدون صعوبات. وقال شامل «لا نحتاج حتى للنزول من الشاحنة والحراس هم الذين يقومون بكل الترتيبات، ولم نواجه اي مشكلة خلال عام كامل».

وتابع ان «الشرطة تتولى حراستنا في انغوشيا حيث يقوم عدد من الشاحنات بتسليم المازوت الى محطات الوقود وتتوجه اخرى الى اوسيتيا الشمالية».

وفي بداية القرن الماضي كانت الشيشان التي يمر عبرها احد اهم الانابيب النفطية الروسية، احدى اهم المناطق النفطية الروسية. وكانت تؤمن قبل الثورة حوالي 18% من انتاج روسيا.

وفي 1991 قبل إعلان الشيشان استقلالها من جانب واحد، كان مجمع غوزنيفت الذي يستغل آبار النفط في الجمهورية الشيشانية الانغوشية ينتج اكثر بقليل من اربعة أطنان من النفط لكن هذا الانتاج تراجع 50% تقريبا في منتصف التسعينات.