وكالة الطاقة الدولية: لن نلجأ للمخزون النفطي إلا إذا توقفت الإمدادات

TT

باريس ـ رويترز: قال المدير الجديد لوكالة الطاقة الدولية ان منظمة البلدان المصدرة للبترول «اوبك» قد يكون لديها ما يكفي من الطاقة الانتاجية الفائضة التي تجنب الدول المستهلكة السحب من احتياطياتها الاستراتيجية اذا اندلعت حرب في العراق.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود ماندل لرويترز في مقابلة هذا الاسبوع انه يأمل ان تتمكن اوبك من احتواء اثر توقف صادرات النفط العراقية ومنع حدوث ارتفاع كبير اخر في اسعار النفط قد يلحق الضرر باقتصاديات الدول المستهلكة.

واضاف انه اذا لم تتمكن «اوبك» من ذلك فالوكالة مستعدة لان تأمر «خلال ساعات» بسحب كميات من المخزونات الضخمة التي يتم الاحتفاظ بها لحالات الطوارئ لحماية امن امدادات الطاقة في بلدان مثل الولايات المتحدة والمانيا واليابان.

وقال ماندل انه يتوقع ان تزيد اوبك الانتاج مقتربة من كامل طاقتها الانتاجية اذا ادى هجوم تشنه واشنطن على العراق الى وقف الصادرات العراقية التي تقرب من مليوني برميل في اليوم الى السوق العالمية التي تستوعب 40 مليون برميل في اليوم. واضاف «نحن نتوقع ان يتم ذلك، ولن يكون علينا ان نبحث احتمال وجود نقص وضرورة اتخاذ اجراء ما الا اذا لم يتم ذلك او اذا تم بصورة غير كافية». وتابع «نحن على اتصال وثيق بالدول المنتجة الرئيسية وعندما يتعين علينا ان نتخذ قرارا سنضع في اعتبارنا تقديراتنا الاخيرة لطاقتها الانتاجية الفائضة وما اذا كانت ستسد النقص ام لا». وتتراوح الطاقة الانتاجية الفائضة لدى اوبك بين 2 و2.5 مليون برميل في اليوم معظمها لدى السعودية.

وقد تعاني الدول الصناعية الاعضاء في وكالة الطاقة الدولية من انتكاسة شديدة للانتعاش الاقتصادي اذا صعدت اسعار النفط الى ما يزيد على 40 دولارا للبرميل كما حدث ابان ازمة وحرب الخليج عامي 1990 و1991 على الرغم من انها الان قرب اعلى مستوياتها منذ عامين عند 35 دولارا للبرميل.

وكانت الوكالة قد انشئت عام 1974 لحماية الغرب بعد الحظر النفطي العربي خلال حرب الشرق الاوسط عام 1973 وهي تقتضي من الدول الاعضاء الاحتفاظ بمخزونات تعادل استهلاك 90 يوما على الاقل. ويبلغ حجم المخزونات الان استهلاك 114 يوما وهو ما يكفي لسد اي نقص في الامدادات قد ينتج عن الحرب ما لم يطل الصراع لفترة تتجاوز تقديرات معظم المحللين العسكريين الغربيين.

وقال ماندل ان الوكالة لم تضع تقديرا اوليا بخصوص احتمال الحاجة الى السحب من المخزونات في حالة اندلاع حرب ولن تتخذ مثل هذا القرار الا في حالة توقف الصادرات العراقية فعليا. واضاف «سننتظر تعطل الامدادات ونحن قادرون في هذه الحالة على التحرك خلال ساعات. نحن مستعدون للتصدي لاي تعطل للامدادات ولدينا القدرة على ان نفعل ذلك بسرعة كبيرة».

وتأمل اوبك التي تخشى من انهيار الاسعار بعد الحرب في اقناع وكالة الطاقة الدولية بعدم وجود حاجة للسحب من المخزونات ما لم يتمكن العراق بصورة غير متوقعة من الحاق اضرار جسيمة بالمنشآت السعودية او الكويتية.

وقال كلاوس جاكوبي رئيس تخطيط الطوارئ في وكالة الطاقة الدولية «سيكون اهم شيء هو تقدير احتمال اتساع نطاق الحرب لتطول دولا اخرى». ولما كان من الصعب على الدوام تقدير العوامل الاساسية في سوق النفط العالمية فالقرار دقيق بالنسبة لوكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا. وقال ماندل ان العوامل التي يتعين وضعها في الاعتبار عند اتخاذ القرار كثيرة ومن بينها مدى الاضرار التي قد تلحق نتيجة للحرب بالمنشآت النفطية في العراق او في دول مجاورة ومستوى الزيادة في انتاج فنزويلا وحالة الطقس وتباطؤ معدلات الاستهلاك بعد ذروة الطلب في فصل الشتاء.