الريال السعودي يتعزز أمام الجنيه المصري في سوق الصرف رغم انقضاء موسم الطلب

السعر تراوح بين 145 و148 قرشا والبنوك تعترف بمحدودية مواردها من العملة السعودية

TT

وصف مصرفيون مصريون صعود الريال السعودي في مواجهة الجنيه المصري خلال موسمي العمرة والحج العام الحالي بأنه غير مسبوق، وتوقعوا أن تتكرر الأزمة موسميا ما لم يتم حسمها بشكل نهائي، وأكدوا أن أسعار إقفال بيع وشراء الريال السعودي مع نهاية آخر يوم عمل بالبنوك قبل بدء اجازة عيد الأضحى التي تستمر الى الأحد المقبل تراوحت بين 145.6 قرشا و148 قرشا، الأمر الذي يثبت ان الريال ما زال يرفض التراجع أمام الجنيه رغم انقضاء موسم الحج الذي يشهد عادة زيادة كبيرة في الطلب على العملة السعودية. وقال مصرفيون ان الفجوة بين المعروض من الريال والطلب عليه ما زالت كبيرة، وان الريال لن ينخفض أمام الجنيه ما لم ينخفض الدولار، وأكدوا ان تجاوز تأشيرات العمرة لهذا العام لحوالي 250 ألف تأشيرة بالاضافة لحوالي 70 ألف تأشيرة حج ضاعفت الطلب على الريال وأدت الى صعوده بهذا الشكل أمام الجنيه، وأشاروا الى ان محدودية موارد البنوك من الريال السعودي ألقت بظلالها على وضعية الريال في سوق الصرف وأنعشت التعاملات عليه في السوق غير الرسمية قبل بدء تفعيل نظام الصرف الجديد، ويبدو ان أزمة الريال باتت مشكلة معتادة تزداد تعقيدا عاما بعد عام وأصبحت الزيادة التي يحققها الريال السعودي أمام الجنيه المصري بواقع حوالي 25 قرشا سنويا أمرا طبيعيا، ورغم ان مشكلة الريال السعودي تبدو مؤقتة ومرتبطة بموسمي العمرة والحج إلا انها اصبحت مؤثرة على سوق الصرف المصرية لا سيما انها عادة تكون مصحوبة بزيادة الطلب على الدولار الأمر الذي يضاعف من حدة الضغوط التي يتعرض لها الجنيه، علاوة على ان زيادة الريال تؤدي بدورها الى زيادة تكاليف العمرة والحج بما يتراوح بين 20 و25 في المائة سنويا.

واعترف طارق متولي بادارة المعاملات الدولية في بنك مصر ـ رومانيا أن مشكلة الريال السعودي لهذا الموسم غير مسبوقة حيث ان الطلب على الريال بدأ مبكرا نتيجة سعي معظم شركات السياحة والمعتمرين والحجاج تأمين احتياجاتهم لتغطية نفقات رحلات العمرة والحج قبل بداية الموسم بعدة أسابيع، مشيرا الى ان هذه الهرولة المبكرة تجاه حيازة الريال في الوقت الذي تعاني فيه البنوك من ندرة واضحة في مواردها من هذه العملة، وكذا زيادة الفجوة بين العرض والطلب، بالاضافة الى الزيادة المفرطة في اعداد المعتمرين.. كل هذه الاسباب ساهمت في اشتعال أزمة الريال على النحو الذي شهدته العام الحالي. كما اتهم متولي بعض شركات الصرافة بالتورط في عمليات مضاربة واسعة النطاق على الريال للضغط على السوق ودفعه تجاه زيادة سعر العملة السعودية والتأثير على البنك المركزي من أجل الاستجابة لطلبها والسماح لها باستبدال الدولار بفائض العملات العربية والأوروبية لديها بدعوى الحد من الارتفاع المستمر في أسعار العملات العربية.

وقال سكرتير عام شعبة شركات الصرافة المصرية ثروت الحريري ان تحرير سعر الصرف لم يحقق حتى الآن توازنا بين العرض والطلب على الريال السعودي الأمر الذي أدى لاستمرار صعوده أمام الجنيه حتى أمس. وأضاف ان موارد شركات الصرافة من الريال السعودي ما زالت ضعيفة ولكنها أفضل حالا من ذي قبل. وتابع انه من المنتظر ان يتوازن العرض والطلب على الريال السعودي بعد اجازة العيد بسبب انخفاض الطلب وليس زيادة المعروض. وقال ان سعر الريال الثابت أمام الدولار سيجعله يصعد أمام الجنيه المصري طالما تزداد قيمة الدولار أمام العملة المصرية.

واقترح رئيس مجلس ادارة بنك الدلتا الدولي علي نجم تفعيل آلية لدعم عمليات تبادل المدفوعات مع الجهاز المصرفي السعودي ليتم بمقتضاها تسوية رسوم العمرة والحج ومنح المعتمرين والحجاج بطاقات ائتمان مؤقتة ومحددة القيمة لصرفها من المصارف السعودية وذلك لقطع خط الرجعة على بعض شركات السياحة والصرافة وسماسرة العملة للمضاربة على الريال.

وأكد نائب رئيس البنك الأهلي المصري حسين عبد العزيز ان موارد البنوك من الريال تقلصت وباتت لا تسمح بأكثر من المتاح حاليا للمعتمرين والحجاج والذي يتراوح بين 500 و1000 ريال حسب امكانات كل بنك ومدى توافر العملة لديه، موضحا ان الشروط الموضوعة للحصول على الريال بالاطلاع على تأشيرة السفر والتذكرة أمر منطقي لضبط تداول هذه العملة خاصة في فترات زيادة الطلب عليها خلال موسمي العمرة والحج.