تعكف «الادارة الوطنية لسلامة السير على الطرقات السريعة» NHTSA في الولايات المتحدة حالياً على دراسة عدد من التدابير الكفيلة بمعالجة المخاوف المختلفة من نقص معايير السلامة في المركبات الرياضية الوعرية المتعددة الاستخدامات الـ(SUVs). ومن جهة ثانية، اعلنت شركة جنرال موتورز، كبرى شركات صناعة السيارات في اميركا والعالم، خلال الاسبوع المنصرم زيادة مغريات الشراء على معظم المركبات الرياضية الوعرية التي تنتجها في حرب أسعار تأمل معها ان تعزز موقعها في هذا القطاع داخل السوق الاميركية على حساب منافسيها المحليين والاجانب، ولو على حساب هامش ربحيتها.
المخاوف العامة تتمحور حول كل فئات الشاحنات الخفيفة والناقلات العائلية، غير ان اهتمام «الإدارة» يتركز بصورة خاصة على المركبات الرياضية الوعرية المتعددة الاستخدامات، التي كان عدد من جماعات المقتنين والمدافعين عن مستويات السلام، قد وضع علامات استفهام حول كفاءتها وامانها. ويبدو ان تدخل جيفري رنج، احد كبار المسؤولين الحكوميين، في هذه المسألة أخيراً جعل منها موضوعاً أكثر إلحاحاً وجدية. فقد قال رنج، وهو طبيب طوارئ ومسؤول بارز في «الادارة» خلال يناير (كانون الثاني) الماضي ان على الشركات الصانعة رفع مستوى الامان والسلامة في مركباتها الوعرية تحت طائلة فرض انظمة صارمة جديدة عليها. وفهم ان «الإدارة» تعد الآن قائمة بتوصيات تتعلق بالسلامة، كما انه من المقرر ان يمثل رنج نفسه في جلسة استماع بهذا الصدد امام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ.
شركات صناعة السيارات طالما أكدت ان المركبات الرياضية الوعرية من أكثر المركبات اماناً، مع انه بعضها مثل شركة فورد بادرت بالفعل الى تعديل تصاميم بعض طرازاتها توخياً لدرجات اعلى من السلامة والامان، بالرغم من أن مثل هذا التعديل يزيد من كلفة الانتاج، وبالتالي سعر المركبة0 والواقع ان الاحصائيات الرسمية الاميركية، تسجل 300 وفاة لكل 100 الف حادث اصطدام بين شاحنة بيك آب وسيارة من فئة اخرى، وتهبط هذه النسبة الى 205 وفيات في حوادث المركبات الرياضية الوعرية الكبيرة الحجم، وتهبط أكثر الى 151 وفاة في الحوادث بين المركبات الرياضية الوعرية من الحجم المتوسط كالفورد «إكسبلورر».
«الادارة» مهتمة تحديداً بدراسة التأثيرات السلبية لنقطة صدم مصد المركبات الرياضية الوعرية لسيارات الركاب العادية التي هي دائماً في الجزء الاعلى من جسم السيارة بالنظر لارتفاع المركبات النسبي عن الأرض، وهنا قد يصار الى طلب خفض ارتفاع المنصة الهيكلية للمركبات او رفع المنصة الهيكلية للسيارات. والأمر الآخر الجاري درسه بعناية هو معالجة فارق الصلابة بين منصات شاحنات البيك آب والمركبات الوعرية من جهة، وسيارات الركوب العادية من جهة أخرى. وثمة نقطة ثالثة تشملها دراسة «الادارة» هي معالجة مشكلة تعرض المركبات وشاحنات البيك آب للانقلاب بنسبة اعلى من تلك التي تعاني منها سيارات الركوب وذلك لارتفاع قعر المركبات والشاحنات عن الارض. ولقد وجه الكونغرس الاميركي «الادارة الوطنية لسلامة السير على الطرقات السريعة» بتطوير اختبارات جديدة مخصصة لدرس مخاطر الانقلاب. وتبعاً لناطق باسم وزارة النقل الاميركية سيعلن عن توصيات السلامة والامان الجديدة قريباً، وبعضها قد يترجم خلال سنوات قليلة الى انظمة وقوانين مراعية للاجراء.
* جنرال موتورز... تشدد منافستها
* في هذه الاثناء، في مدينة ديترويت عاصمة صناعة السيارات الاميركية، باشرت جنرال موتورز التي تبدو متحمسة جداً للتغلب على غريمتها التقليدية فورد في قطاع الشاحنات والمركبات الوعرية، بعدما تخلفت عنها طويلاً في هذا القطاع، سلسلة مغريات ترويجية لزيادة حجم حصتها من السوق. فقد أقرت جنرال موتورز في نهاية يناير (كانون الثاني) الفائت إجراء حسوم تتراوح بين 500 و2500 دولار على مركباتها وشاحناتها المربحة من طرزات شيفروليه «تاهو» و«سوبربان» و«ترايلبلايزر» و«جي إم سي» و«يوكون» و«يوكون إس إل» (التي تباع في اسواق الشرق الاوسط تحت اسم جي إم سي «سوبربان») و«إنفوي»، وكذلك «اولدزموبيل» و«برادفادا» (التي لا تباع في الشرق الاوسط). وتأتي هذه الخطوة بعدما رفعت الشركة الحسوم ايضاً على شاحناتها الأكبر حجماً، وهي ستشمل ايضاً بالنسبة ذاتها شاحنتي «سافانا» و«إكسبرس». وبعدما ذكر ان الحسوم محددة بيوم الجمعة الماضي عادت جنرال موتورز فمددت مفعول الحسوم حتى نهاية فبراير (شباط) الجاري.
منافسو جنرال موتورز، ولا سيما فورد ودايملر كرايسلر داخل السوق الاميركية ينظرون الى ما تفعله الشركة على انه «حرب أسعار» علنية صارخة. وتفيد مصادر في الشركتين ان كلا منهما تدرس بعناية اسلوب الرد، مع الاشارة الى ان جيم كاين، الناطق باسم فورد، وصف مستوى الحسوم بأنه «جيد للمشتري لكنه ليس في مصلحة الصناعة ومن المستحيل مواصلة السير به لفترة طويلة».