مؤتمر في دبي يبحث خلال الشهر الحالي معوقات الشركات العائلية التجارية

100 مؤسسة عالمية تلتقي خبراء عربا وأجانب لاستعراض التجارب المحلية في مجال الاندماج والتطور

TT

تعود الشركات العائلية لتلتقي من جديد هذه المرة في مؤتمرها العالمي الذي سيعقد في دبي خلال الفترة من 23 -26 من الشهر الحالي بمشاركة أكثر من 100 شركة عائلية حضرت من دول الخليج والاردن ولبنان واليمن وأيضا من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وكندا. وتشارك من السعودية نحو 30 شركة تمثل أبرز العائلات التجارية فيها مثل أبو داود، بن لادن، كانو، العيسائي، العليان، الجفالي. والموضوعات الرئيسية المطروحة للنقاش في المؤتمر السابع للشركات العائلية والتي تنظمها الشركة الدولية للبحوث، القيادة الفعالة للشركات العائلية، وتسويق الاسم التجاري للعائلة، وإدارة الشركات العائلية واستراتيجيتها، ويتحدث فيها خبراء أميركيون وعرب وأيضا متحدثون سعوديون، لاستعراض التجربة المحلية في بقاء وحفاظ الكيانات العائلية. كما يطرح المؤتمر مستقبل هذه الشركات وما تواجهه من مشاكل نتيجة التطورات الاقتصادية العالمية. فضلا عن ظهور الجيل الثالث أو الرابع للشركات العائلية التي تفتقد إلى التعامل مع التطورات وقدرتها على الادارة عند الازمات، كما تعاني من مشاكل الاندماج فيما بينها، حيث تسيطر عليها العائلة التي ستدير الشركة.

ويؤكد المهندس محمد حسن أبو داود نائب رئيس مجلس الادارة والمدير العام في شركة أبو داود التجارية، وأحد المتحدثين الرئيسيين في جلسة نقاش تسويق الاسم التجاري للعائلة، أن أهمية التجارة العائلية تكمن في أنها قوام الاقتصاد. وكيانات لها تاريخ ومكانة في المجتمع، والحفاظ عليها مسؤولية الجيل القائم عليها.

وبين أبو داود أن الشركات العائلية في السعودية تشكل 95 في المائة من إجمالي الشركات والمؤسسات الموجودة في البلاد، منها 40 في المائة الشركات الكبيرة من حيث الملاءة المالية وفتح مجالات توظيف. معتقدا أن عدد الشركات العائلية التي تجاوزت أزمة الجيل الثالث والرابع قليلة جدا نتيجة أن ظهور العائلات التجارية في السعودية حدث بعد الطفرة، مشيرا إلى أن 70 في المائة من الشركات والمؤسسات اختفت خلال الخمسة العقود الماضية، ومن اهم عواملها الخلافات وغياب التخطيط الاستراتيجي، والمنافسة وعدم بناء التنظيم الجيد، أو لوفاة المؤسس وخلاف على الارث. كما أن فرصة بقاء التجارة في أيدي نفس العائلة للجيل الرابع نسبة 5 في المائة فقط.

ويعلق أحمد حسن فتيحي رجل الاعمال السعودي وأحد الذين لهم تجربة شخصية في تحويل شركته إلى مساهمة مفتوحة، بقوله انه بالضرورة أن يتفهم رأس الهرم على رأس المشروع أو الشركة أن النظريات شيء والتطبيق شيء آخر، ولا بد من التنازل عن بعض الصلاحيات والقرارات للاجيال المقبلة والتخطيط السليم، حتى لا تختفي الاسماء التجارية التي كان لها دور في وضع اللبنة الاولى للاقتصاد في بلدانها.

ويرى البعض ان العديد من الشركات العائلية ما زالت مترددة تجاه المتغيرات الاقتصادية، واستعدادها للتحولات المتوقعة.

وكانت وزارة التجارة السعودية قد أعلنت في وقت لاحق عن تحول 10 شركات عائلية إلى مساهمة، تمهيدا لطرح أسهمها لاكتتاب. وتنتقد الوزارة الشركات العائلية لكونها لم تستطع تشخيص الاسباب التي تقف وراء تعثر عدد من الشركات المساهمة وغياب دور صغار المساهمين وايضا الاسباب التي تقف وراء قلة عدد الشركات المدرجة في سوق الاسهم مقارنة بالشركات الخاصة والعائلية والمغلفة التي تقوم بدور فعال في الدورة الاقتصادية السعودية. وتتضمن شروط وزارة التجارة على الشركات الراغبة في التحول إلى مساهمة عامة: أن لا يقل العائد على حقوق الشركاء عن 10 في المائة في الخمس سنوات السابقة للتحول، وأن لا يقل عمر الشركة عن عشر سنوات، وأن يكون لديها جهاز إداري مؤهل، ورقابة داخلية، ولها القدرة على المنافسة في السوق، كما تعطي أهمية إلى حجم الشركة وربحيتها، ويدور الحديث دائما في السعودية عن الخلافات داخل كيانات عائلية معروفة بسبب وفاة المؤسس أو اختلاف الرأي بين الأجيال حول أسلوب الادارة، لكنه من الواضح تزايد الاقتناع بجدوى فكرة تغيير الشكل القانوني للشركات لتصبح «مساهمة عامة» حفاظا عليها من الزوال أو الضعف.

وصيغة «التوصية البسيطة» مهددة بوفاة الشريك المتضامن او المؤسس، لان النظام يقضي بحلها فور وفاته ومشكلة صيغة «المسؤولية المحدودة» تهددها الخلافات خصوصاً في التنازل عن الحصص بين الشركاء والادارة، خصوصاً اذا زاد عددهم على 20 شريكاً.

ولعل اهم عقبة امام الشركات العائلية هي عدم اقتناع ملاكها بمبدأ الفصل بين الملكية والادارة تجنباً للخلافات.

يشار إلى أن النسبة العظمى من الأعمال في السعودية تسيطر عليها شركات عائلية وتمارس أنشطة تجارية مختلفة مثل السيارات، الكومبيوتر، الأغذية، وكلاء الخطوط البحرية والجوية، الفنادق، القطاع الطبي الخاص، الحصص العظمى من البنوك المحلية.

ومن أشهر البيوت التجارية العائلية: الجفالي، عبد اللطيف جميل، الراجحي، الراشد، الزامل، بن لادن، الشربتلي، بن محفوظ، الزاهد، بالبيد، بقشان، الناغي، الجمجوم، المغربي، القصيبي، العجروش، العبيكان، العويضة، فتيحي، العيسى، السبيعي، كامل، العيسائي، كانو وآخرون.