ارتفاع خام برنت إلى 33 دولارا بفعل مخاوف الحرب وتهديدات «القاعدة»

وكالة الطاقة: انتعاش إنتاج النفط العالمي بعد صدمة فنزويلا وتوقع ارتفاع إنتاج نفط روسيا 6 في المائة

TT

قفزت أسعار النفط لأعلى مستوياتها في عامين أمس بتأثير القلق من أن يتسبب سعي الولايات المتحدة لاستخدام القوة العسكرية ضد العراق، رغم معارضة حلفائها الرئيسيين، في تفاقم النقص الراهن في امدادات المعروض. كما عززت التوقعات بان تكون موجة قطبية قد نالت اكثر من المخزونات الشتوية المتهاوية من الوقود في الولايات المتحدة من الاسعار التي تقل بنحو خمسة دولارات عن ذرواتها التي بلغتها ايام الحشود العسكرية التي سبقت حرب الخليج الثانية في عام .1991 وبحلول الظهر في بورصة البترول الدولية في لندن ارتفع خام القياس الاوروبي مزيج برنت 28 سنتا الى 32.65 دولار للبرميل فيما قفز الخام الاميركي الخفيف (خام غرب تكساس الوسيط) 25 سنتا الى 35.69 دولار للبرميل وهو اعلى مستوياته منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من سنة .2000 وسلطت وكالة الطاقة الدولية التي تتولى الاشراف على قطاع الطاقة في الدول الصناعية الضوء على المخاوف من حدوث ازمة في امدادات المعروض باعلانها تقريرا يظهر ان الطاقة الانتاجية الفائضة التي تتمتع بها الدول النفطية الكبرى ربما لا تكون كافية لتعويض اي تعطل للامدادات العراقية. وقالت تلك الوكالة ومقرها باريس في تقريرها الشهري «من الواضح انه ربما لا يكون هناك فائض يذكر في تلك المنظومة اذا هوت الامدادات العراقية او امدادات خليجية اخرى قريبا، فيما لا تزال الامدادات الفنزويلية معطلة».

الى ذلك ارتفع مزيج برنت خام القياس الاوروبي في التعاملات الاجلة في بورصة البترول الدولية في لندن أمس تدفعه المخاوف من ان تشن الولايات المتحدة هجوما على العراق رغم المعارضة الدولية. وقال متعاملون ان الاتجاه الصعودي تدعم بفعل مخاوف من احتمال وقوع هجمات جديدة في بريطانيا والولايات المتحدة في اعقاب اذاعة شريط صوتي لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة امس الأول. والقلق بشأن مخزونات المنتجات المكررة الاميركية. وفي الساعة 1237 بتوقيت جرينتش ارتفع مزيج برنت في عقود مارس (اذار) 35 سنتا الى 32.72 دولار للبرميل بعد ان صعد في وقت سابق الى 35.78 دولار مسجلا أعلى مستوى منذ ديسمبر (كانون الاول) عام .2000 وكانت حركة التعامل محدودة على عقود مارس اول شهور التعاملات الاجلة والتي ينتهي تداولها اليوم.

وقد ارتفعت الاسعار رغم الخلافات العميقة في حلف شمال الاطلسي التي قد تؤدي الى تأجيل الحرب المحتملة على العراق. كما زاد سعر الدولار في عقود مارس ثمانية دولارات الى 305 دولارات للطن. وانتهى أجل تداول عقود فبراير (شباط) ظهر امس بارتفاع سعره 6.50 دولار الى 317 دولارا للطن. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود مارس 20 سنتا الى 35.64 دولار للبرميل في تعاملات نايمكس الالكترونية على نظام اكسيس.

الى ذلك ذكرت وكالة انباء اوبك أمس نقلا عن امانة منظمة اوبك ان سعر سلة خامات نفط اوبك السبعة انخفض أمس الثلاثاءالى 31.35 دولار للبرميل من 31.38 دولار يوم الاثنين الماضي ومازال سعر الاشارة لاوبك فوق النطاق المستهدف للمنظمة بين 22 و28 دولار اللبرميل منذ 16 ديسمبر (كانون الاول) الماضي وقرر اجتماع استثنائي لوزراء نفط أوبك في الثاني عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي زيادة انتاج المنظمة بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا الى 24.5مليون برميل اعتبارا من أول فبراير (شباط من جانب اخر قالت وكالة الطاقة الدولية أمسان انتاج النفط الروسي قد لا يكرر الزيادة التي تحققت في العام الماضي وبلغت عشرة في المئة اذا لم ترفع القيود التي تكبل الطاقة التصديرية. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري ان تعطل الصادرات بسبب حالة الطقس واسباب سياسية بالاضافة الى أنّ تراجع الصادرات ثلاثة أشهر على التوالي حتى شهر ديسمبر الماضي أثار تساؤلات عن امكانية زيادة الانتاج.

وقدر التقرير ان الانتاج الروسي سينمو ستة في المائة في العام الجاري بعد نموه بنسبة 9.5 في المائة في عام 2002 اي بزيادة تقدر بنحو 500 الف برميل يوميا خلال العام. وأضاف التقرير ان انتاج قازاخستان سيرتفع هذا العام بنحو 18 في المائة اي الف برميل يوميا وهو معدل نمو مماثل للمعدل الذي تحقق العام الماضي وقال ان انتاج روسيا ارتفع في يناير كانون الثاني الماضي 30 الف برميل في اليوم ليتجاوز ثمانية ملايين برميل يوميا بقليل.

وتتمثل القيود التي تكبل الطاقة التصديرية في انخفاض الشحنات من البحر الاسود عبر مضيق البوسفور ورفض الحكومة الروسية السماح بنقل النفط عن طريق خطوط انابيب في الربع الاول من العام الجاري عن طريق لاتفيا بسبب خلاف بين حكومة روسيا وشركات خاصة تريد من شركة ترانسنفت الحكومية التي تحتكر خطوط الانابيب توسعة شبكة انابيب التصدير.

وقالت وكالة الطاقة الدولية ان انتاج النفط العالمي سجل انتعاشا جزئيا من صدمة انخفاض انتاج فنزويلا في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي لكن طلبا أكبر من المتوقع على أنواع الوقود التي يرتبط استهلاكها بفصل الشتاء ما زال يؤثر على المعروض العالمي وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان صناعةالنفط ستستغرق وقتا قبل تهيئة الطاقة غير المستغلة للعمل واعادة بناء المخزونات بعد الاضراب الذي اجتاح فنزويلا.

وحذر التقرير من مزيد من التقلبات في الاسعار هذا العام وقال التقرير «ان التحسن التدريجي في ميزان العرض والطلب، لا يعني ان الامور بدأت تعود الى طبيعتها. وارتفع انتاج فنزويلا من النفط الى 625 الف برميل يوميا في المتوسط في الشهر الماضي ووصل الى 1.4 مليون برميل يوميا في المتوسط في أوائل فبراير (شباط) الجاري بالمقارنة مع 3.4 مليون برميل يوميا قبل الاضراب. وأضاف التقرير ان فنزويلا ما زالت بعيدة فيما يبدو عن استئناف الانتاج بالمعدلات العادية.

وقالت الوكالة «من الواضح ان الفائض سيكون محدودا في حالة تراجع الامدادات من العراق او بعض دول الخليج الاخرى في المستقبل القريب واستمرار القيود على انتاج فنزويلا».

وأشارت المنظمة أيضا الى اضطراب محتمل في اثناء الاستعداد للانتخابات النيجيرية في ابريل (نيسان) المقبل. وزاد اجمالي انتاج منظمة اوبك بمقدار 890 الف برميل في الشهر الماضي بفضل نمو انتاج السعودية والعراق والامارات ونيجيريا. وتابعت الوكالة ان انتاج الدول العشر الملتزمة بحصص انتاج بعد استبعاد العراق بلغ 23.17 مليون برميل يوميا بزيادة 717 الف برميل مقارنة بشهر ديسمبر (كانون الاول).

ويبلغ سقف الانتاج الرسمي لدول اوبك العشر 23 مليون برميل يوميا في يناير (كانون الثاني) وارتفع الى 24.5 مليون برميل بداية من الاول من فبراير ومع توقع نمو أكبر للانتاج في فبراير ليصل الانتاج لاعلى مستوياته في عامين يتساءل المحللون عما اذا كان يمكن لاوبك التوسع اكثر في الانتاج والحفاظ عليه في حالة شن هجوم اميركي على العراق وتوقف صادراته.

واضافت الوكالة «ينبغي ان تبين الاسابيع القليلة المقبلة لاي مدى يمكن الحفاظ على مستويات الانتاج المرتفعة والتي لم تختبر لفترة طويلة في كثير من الحالات وارتفع انتاج النفط العالمي 1.2 مليون برميل يوميا في يناير (كانون الثاني) بعد انكماشه بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في ديسمبر لارتفاع انتاج السعودية والعراق والامارات العربية المتحدة ونيجيريا لكن الطلب في الدول الصناعية نما بقوة أيضا بسبب برودة الطقس في النصف الشمالي من الكرة الارضية وانتعاش صناعة الطيران وقالت الوكالة انها عدلت بالزيادة ايضا بمقدار 400 الف برميل يوميا تقديرها للطلب العالمي على النفط في الربع الاول من العام الجاري الى 78.2 مليون برميل يوميا. واضافت انه بعد سنوات من النمو الضعيف للغاية أصبح من المتوقع ان ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا في العام الجاري باكمله بزيادة 100 الف برميل يوميا عن تقديراتها السابقة.

لكن تراجع النمو الاقتصادي على المستوى العالمي ادى لاستمرار الطلب عند مستويات منخفضة. ففي أوروبا على سبيل المثال انخفض الطلب على النفط في العام الماضي وليس من المحتمل ان يرتفع هذا العام الى مستواه عام .2001