شركات سعودية تستثمر 150 مليون دولار بقطاع المحلات التجارية في موسم الحج

ارتفاع الطلب على المواد الغذائية في منطقة المشاعر المقدسة يزيد سلسلة مطاعم الوجبات السريعة

TT

قدر متعاملون في سوق الانشطة التجارية في المشاعر المقدسة، حجم المبالغ التي تم ضخها لتأمين المواد الغذائية والمستلزمات الخاصة بالحجاج بنحو 40 مليون ريال (150 مليون دولار) من خلال 670 محلا تجاريا منحت امانة العاصمة المقدسة لها تصريحا لممارسة النشاط في موسم الحج. اضافة الى الترخيص لنحو 164برادة لتقديم المواد الغذائية في منطقة المشاعر.

ورغم ان هذا المبلغ يعد ضئيلا امام زيادة الاحتياجات لمحلات تجارية تعمل في موسم الحج، فان العاملين في السوق يرون ان المستثمرين الكبار لا يتشجعون للعمل في المواسم نظرا لعدم وجود ضمانات وتسهيلات تمكنهم من تقديم الخدمة، بشكل افضل، الامر الذي فتح المجال امام المستثمرين الصغار وخاصة لدى العمالة المقيمة في لبلاد التي دخلت سوق المشاعر بهدف الكسب المادي البحت دون النظر إلى الخدمة الجيدة والنوعية الممتازة، في ظل عدم وجود رقابة صارمة من قبل الجهات المختصة.

ويعتقد وليد أبو راشد المدير التنفيذي وعقود الامتياز في «الطازج» ان عدم وجود تسهيلات من حيث وصول الشاحنات والسيارات التي تحمل الوجبات في وقتها المحدد، وخاصة للسيارات العاملة في الموسم، فإن دخول شركات كبرى يبدوا امرا صعبا نظرا لمكانة هذه الشركات لدى العملاء وتميزها بالجودة.

ويضيف أبو راشد ان مطاعم الطازج تمتلك ستة محلات لها في منى، بينما لم تتمكن من الدخول الى عرفات ومزدلفة لكون برادات السبيل الموجودة هناك لا تشجع على فتح مطاعم هناك، ويرى ان هذه المحلات غير كافية في الوقت الراهن ولدى المؤسسة مشروعات لعمل توسعات في المشاعر.

والحقيقة ان مطاعم الوجبات السرعة والاسماء المعروفة رغم عمرها القصير في المشاعر، فإنها تحاول تقديم الخدمة وفق معاييرها، الا ان نتيجة عدم وجود تسهيلات من حيث خروج ودخول السيارات الخاصة بها يجعلها غير ملتزمة امام عملائها، وهو الامر الذي يهدد بخروج تلك الشركات من المشاعر وترك السوق امام مستثمرين غايتهم المكسب المادي فقط، خاصة ان مدة النشاط التجاري في المشاعر لا تزيد عن ستة ايام.

وعلى الرغم من تأكيدات الجهات المختصة على المراقبة المستمرة للمحلات، فان ذلك يبدو صعبا، ويلاحظ ذلك من تفاوت الاسعار بالنسبة للمواد الغذائية والمياه والمشروبات الباردة بينما تقدم بعض المطاعم وجباتها باسلوب غير صحي ولا تتوفر فيها وسائل السلامة.

والحقيقة ان المحلات التجارية الموجودة في المشاعر 90 في المائة منها اكشاك ويسيطر عليها مقيمون.

ويقول عوض الثقفي وهو صاحب مطاعم في جدة ومكة المكرمة، انه حاول ان يدخل في المزادات التي تعلن عنها أمانة العاصمة المقدسة للمباسط ولكن لدخول اشخاص ليست لديهم معرفة بأمور السوق وتجاوزهم في رفع المزاد جعلني انسحب خاصة وان العمل في المشاعر لا يستهدف الربح بشكل مباشر، بقدر ما هو تقديم خدمة مميزة لضيوف الرحمن.

وركزت معظم المحلات المشاركة في موسم الحج على بيع الفواكه والخضروات وهذه حصتها من السوق 30 في المائة، تليها المشروبات والمياه وتليها المواد الغذائية والخبز بنسب متفاوتة، وتوجد في مشعر منى شركتان فقط تقدم وجبات جاهزة هي «البيك» و«الطازج» وشركات اخرى مثل ابو الجدائل ومطاعم تقدم وجبات متكاملة الا ان مثل هذه المطاعم لا تغطي حاجة السوق وحصتها 7 في المائة فقط كما ان توزيعها الجغرافي غير عادل فمعظم هذه المطاعم تتركز في منطقة الجمرات.

وقال عوض الثقفي ان عدم دخول شركات كبرى الى منطقة المشاعر لتقديم خدماتها، يعود الى وجود منافسين غير جادين في السوق هدفهم الكسب فقط، فضلا ان الامانة، لا تضع مواصفات وشروط لتلك المحلات ما يعني ان المطاعم ذات السمعة الجيدة لن تجد مكانا لها فضلا عن عدم وجود تسهلات من قبل المرور والجهات الامنية الاخرى التي تعرقل دخول سيارات الخدمات.

ويضيف الثقفي انه من الضروري ان تدعو امانة العاصمة الشركات الكبرى ليس فقط في مجال اعداد الوجبات ولكن تلك الشركات ايضا التي تخصصت في مجال بيع المواد الغذائية والمشروبات.

ويفضل الحجاج الوجبات السريعة، ومنذ نجاح تجربة الوجبات الجاهزة التي تعدها الشركات باتت هذه الوجبات المفضلة لدى الحجاج لأسباب ابرزها سعرها التنافسي اذ يمكن الحصول على وجبة كاملة من الدجاج المطهي والبطاطس المقلية بسعر 10ريالات سعودية (2.2 دولار).

وتتوقع وزارة التجارة السعودية، ان يصل عدد الوجبات الغذائية للحجاج في موسم هذا العام الى مليوني وجبة منتجة من قبل الشركات والمؤسسات المتخصصة في التغذية. وأكدت الوزارة أن الموقف التمويني لموسم حج هذا العام سيلبي حاجة الحجاج، إذ يتوافر حاليا في منطقة المشاعر المقدسة نحو 50 مخبزا آليا توفر نحو خمسة ملايين خبزة يوميا كما تتوافر مائة شاحنة سعة 40 قدما مربعا محملة بمختلف المواد الغذائية ومتطلبات الحجاج وكذلك 14 محلا تجاريا في الجانب الجنوبي لجسر الجمرات تسندها وتدعمها أكثر من 1800 وحدة متنقلة تجوب عرفة ومزدلفة ومنى لتقديم الوجبات الخفيفة.

وتحقق المؤسسات والشركات المشاركة ارباحا تساوي ثلاثة اضعاف رأسمالها، وفي كثير من الاحيان يدخل مجموعة من الشركاء في الادارة لكونها تصادف ايام الاجازة الرسمية وسعيهم الى الربح الجيد خلال الموسم.

=