ارتفاع أسعار الوقود في أميركا

TT

* رغم حالة الطقس البارد في أميركا مع انتصاف فصل الشتاء الا ان درجة حرارة محطات الوقود في انحاء الولايات المتحدة باتت تتصاعد مع تجاوز أسعار الغالون الواحد (8.3 ليتر) من الوقود لمعدل دولارين في بعض الأماكن، واحساس سائقي المركبات بأنهم تعرضوا لخديعة.

فعندما فاقت قيمة غالون الوقود قيمة كوب من القهوة الفاخرة، اعتبر سائقو العربات ان صناعة النفط تتحمل مسؤولية ذلك، والآن يوجه المستهلكون أصابع الاتهام لشركات النفط ويعتبرون انها تستغل احتمال اندلاع الحرب في العراق، وهو زعم تنفيه مصادر الصناعة وتعتبر ان له علاقة بنظرية المؤامرة لكن مالكي محطات الوقود يطرحون رأيا متعدد الأبعاد، ويوضحون ان ارتفاع أسعار الوقود يعود نسبيا الى جشع البعض، وليس جشعهم.

يذكر ان سعر التجزئة لغالون البنزين غير المعالج بالرصاص ارتفع من 66.1 دولار أميركي خلال أوائل العام الجاري، بحوالي 22 سنتا (من الدولار) هذه الأيام. بينما شهد سعر البيع بالجملة ارتفاعا بمعدل 14 سنتا فقط، خلال نفس الفترة ومع ان الأسعار في أميركا ماتزال أقل مما هي عليه في أنحاء عدة من العالم، الا أن الشعور بالقلق يسود أوساط العديد من الأميركيين. بينما هناك من يقبل بارتفاع أسعار البنزين كنتيجة متوقعة لحديث الحرب الذي تردده ادارة بوش.

فكورينا البار، 22 عاما، ترى شيئا من الارتباط بين أسعار البنزين واحتمال الحرب في العراق، لكنها ليست واثقة من ارتباط المسألة فقط بالأوضاع الدولية، حيث تقول:«أعتقد انهم فقط يستغلون الأزمة لرفع الأسعار».

وكان عضو مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور تشارلز شومر، الديمقراطي من ولاية نيويورك، قد بعث برسالة لرئيس لجنة التجارة الفيدرالية تيموثي موريس، أوائل الاسبوع الماضي، طالبه فيها بالبدء بتحقيق حول ما تشهده صناعة النفط، حيث قال: «يبدو ان ارتفاع الأسعار بات ظاهرة في أنحاء البلاد».

يذكر ان أسعار البنزين تتصاعد خلال فصل الربيع، عندما تنتقل المصافي من انتاج وقود موسم الشتاء الى انتاج وقود الصيف.

وعملية التحول هذه تتطلب وقف العمل ببعض المعدات لتنظيفها ثم تشغيلها مجددا في ما بعد، وهو اجراء يتسبب في احداث تغييرات في العقود وفي زيادة في الأسعارحتى في ظل أفضل الظروف.

ووفقا للمحللين فان تأثير هذه العملية بدا جليا مع احتمال قيادة الولايات المتحدة لعملية غزو العراق ومع اشتداد حدة المواجهة بين الجمهور وصناعة النفط، يشعر مالكو محطات الوقود بالقلق لاتهامهم بالسعي لتحقيق الربح، لكنهم يصرون على انهم ليسوا مسؤولين عما يحدث.