«فيلا» السعودية تواصل فورة تأجير ناقلات لشحن نفط خام لأميركا

TT

لندن ـ رويترز: قال سماسرة صناعة النقل البحري ان المملكة العربية السعودية دخلت سوق الناقلات النفطية للمرة الثانية في شهر، إذ استأجرت اربع ناقلات ضخمة لشحن كمية اضافية من النفط الخام قدرها 8.5 مليون برميل الى الولايات المتحدة لتصل في أواخر ابريل (نيسان) المقبل.

وكانت هذه ثالث طلبية تأجير كبيرة من جانب السعودية لنقل كميات اضافية من النفط الخام على متن سفن مستأجرة الى الولايات المتحدة في الاشهر الاخيرة، وهو أمر يقول المراقبون والخبراء انه غير معتاد.

وقال الوسطاء ان ذلك يشير الى ان الرياض من المحتمل ان تبقي صادراتها عند مستويات عالية خلال مارس (اذار) وابريل بعد الزيادة الحادة التي طرات عليها في الاشهر الاخيرة لسد النقص في امدادات المعروض من جراء الاضراب الفنزويلي، وقبل حرب محتملة في العراق.

واوضح روي ماسون من مؤسسة الاستشارات النفطية اويل موفمنتس، ومقرها بريطانيا «انه أمر لم يسبقه مثيل قياسا بمعايير الاحداث في الآونة الاخيرة». وقال لرويترز «كانت موجة التأجير الكبيرة السابقة في اواخر التسعينات ولكن لا شيء كان متواصلا مثل هذا».

واضاف ان عمليات حجز الناقلات التي قامت بها شركة فيلا انترناشيونال مارين، ذراع التأجير لشركة ارامكو السعودية، تشير الى انها شحنات فورية، وهي كميات اضافية زيادة على المتطلبات المعتادة.

وتعني عمليات التأجير ان اسطول فيلا نفسها من الناقلات محجوز كله بالفعل لنقل كميات من النفط الخام الى مصافي التكرير. وتؤجر شركات النفط الكبرى ناقلاتها للشراء مباشرة من السعودية على اساس التسليم على ظهر السفينة «فوب» من الموانئ السعودية.

وتملك فيلا واحدا من اكبر اساطيل الناقلات في العالم وتقوم بتشغيله وهو يتألف من 21 من الناقلات العملاقة والضخمة تحت تصرفها.

وقال وسطاء ان 8.47 مليون برميل من النفط الخام تم التعاقد على نقلها على متن ثلاث ناقلات عملاقة بين التاسع من مارس و17 منه، وناقلة ضخمة في23 مارس من الخليج.

وقال الوسطاء ان عمليات حجز الناقلات النفطية ما زالت مبدئية ورهناً بموافقة اصحاب السفن.

وفي منتصف فبراير (شباط) حجزت السعودية سبع ناقلات لنقل 14 مليون برميل من النفط الخام الى الولايات المتحدة لتصل في اوائل ابريل.

وفي اوائل يناير (كانون الثاني) فاجأت السعودية سوق التأجير بحجز سبع ناقلات لنقل 17 مليون برميل من النفط الخام الى الولايات المتحدة، اكبر زبائنها.

وقال احد سماسرة النفط الخام «كل شيء في ما يبدو ينبئ بأن السعوديين يوجهون مزيدا من النفط الى الولايات المتحدة».

وكانت السعودية تعهدت بإبقاء أسواق النفط العالمية في وفرة من المعروض في حالة نشوب حرب. واشارت الى انها ترى متسعا لإعادة تكوين المخزونات الاميركية المنخفضة خلال الربع الثاني للعام حينما يخف الطلب على النفط في نصف الكرة الشمالي بعد فصل الشتاء.

وقد قفز الانتاج السعودي من نحو ثمانية ملايين برميل يوميا في ديسمبر (كانون الاول) الى 8.5 مليون برميل يوميا الشهر الماضي وهو يقترب الان من تسعة ملايين برميل يوميا.

وتشير مبيعات التعاقدات الطويلة الاجل الى انها ستضيف بضع مئات الالاف من البراميل كل يوم في مارس.

وتقول الرياض ان بمقدورها ان تضخ عشرة ملايين برميل يوميا، وان تصل الى طاقتها الانتاجية الكاملة (10.5 مليون) خلال ثلاثة اشهر.