المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة وبنك إنجلترا يبقي على معدلها

TT

خيب البنك المركزي الاوروبي آمال المراقبين بخفضه معدل سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة فقط وهو الاقل خلال اربع سنوات، خلافا للتوقعات التي كانت ترى خفضا بمقدار نصف نقطة، وعلل المركزي الاوروبي قراره بانه يهدف لاحياء النمو المتعثر في اقتصاد منطقة اليورو ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ومن جهة اخرى ابقى بنك انجلترا على معدل الفائدة عند 3.75 في المائة. ويعاني قطاع الخدمات الضخم الذي يمثل عماد الاقتصاد الاوروبي الذي يبلغ حجمه سبعة تريليونات دولار من الانكماش بينما يدور قطاع الصناعات التحويلية في دوامة. وتعاني ألمانيا من ركود بينما تتراجع ثقة المستهلكين في فرنسا. وقال فيم دويسنبرج رئيس البنك قبل 12 يوما انه يشك ان من الممكن ان يستعيد النمو في منطقة اليورو قوة الدفع هذا العام وان هذا يمثل عاملا مهدئا للتضخم. وأعلن البنك في نهاية اجتماعه الشهري للنظر في السياسات النقدية انه خفض أسعار اعادة التمويل الرئيسي الى 2.50 في المائة. وبانتظار قرارات اسعار الفائدة ارتفعت أسهم الشركات القيادية في بورصة لندن للاوراق المالية امس بفضل ارتفاع بنسبة ثلاثة بالمائة في أسهم شركة «رويال ان صن الايانس» المتعثرة في قطاع التأمين رغم خفض توزيعاتها النقدية ونتائجها المتوسطة. وارتفعت أسهم شركات النفط بقيادة سهم مجموعة بي.جي للنفط والغاز الذي صعد 2.1 في المائة بعد ان رفع بنك ليمان براذرز الاستثماري تصنيفه لقطاع النفط الاوروبي. وفي نيويورك هبطت الاسهم الاميركية في بداية المعاملات ببورصة وول ستريت امس بعد ان ساعدت زيادة كبيرة غير متوقعة في مطالب البطالة الاسبوعية وتحذيرات جديدة من هبوط ارباح الشركات على تنامي مخاوف المستثمرين القلقين بالفعل من حرب محتملة في العراق.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 59.17 نقطة اي بنسبة 0.76 في المائة الى7716.43 نقطة فيما انخفض مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا والمؤلف من اسهم 500 شركة 5.46 نقطة او 0.66 في المائة الى 824.39 نقطة.

وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 11.55 نقطة او 0.88 في المائة الى 1302.85 نقطة. وجددت زيادة كبيرة غير متوقعة في مطالب البطالة الاسبوعية المخاوف من ان انتعاشا كاملا للاقتصاد الاميركي ما زال بعيد المنال فيما تجاهل المستثمرون تقريرا يظهر ان الانتاجية في الولايات المتحدة نمت بمعدل اكبر من المتوقع في الربع الاخير من العام الماضي.

وفي طوكيو تراجع مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية مقتربا من ادنى مستوياته في عقدين امس بعد ان تأثرت اسهم كبار المصدرين مثل سوني كورب بالمخاوف السياسية ومبيعات البنوك وصناديق المعاشات قبل نهاية السنة المالية. وفقد مؤشر نيكاي 1.22 بالمائة او 103.47 نقطة ليغلق على 8369.15 نقطة بارتفاع 0.8 بالمائة فقط فوق ادنى اغلاق في 20 عاما عند 8303.39 نقطة الذي بلغه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.80 بالمائة الى 816.22 نقطة. وقال هيروشي ساتو المدير العام في كوزمو سيكيوريتيز «الحرب الوشيكة في العراق واحدث انباء من كوريا الشمالية تلقي ظلالا كثيفة على السوق». وانخفض سهم سوني عملاق الالكترونيات الاستهلاكية 2.26 بالمائة الى 4330 ينا بعد ان بلغ ادنى مستوى في 17 عاما عند 4320 ينا. وفي قطاع السيارات هبط سهم هوندا موتور 4.19 بالمائة الى 4120 ينا.

وعلى صعيد العملات الرئيسية استقر الدولار عند مستوى اعلى قليلا من ادنى مستوياته في اربع سنوات التي بلغها مؤخرا امام اليورو والفرنك السويسري امس الخميس مع تأهب المتعاملين لخفض محتمل في اسعار الفائدة في منطقة اليورو وترقبهم لاي بوادر على امكانية رأب الصدع في الامم المتحدة بشأن العراق.

وقال دبلوماسيون ان بريطانيا اقترحت اتاحة مزيد من الوقت للعراق للالتزام بمطالب نزع السلاح بعد تبني مشروع قرار يجيز الحرب وذلك في محاولة لاستمالة الاعضاء الذين لم يحسموا رأيهم في مجلس الامن بعد ان اوضحت فرنسا والمانيا وروسيا معارضتها لاستخدام القوة. وفاقمت المخاوف السياسية من الخمول المعتاد في نشاط السوق قبل قرار البنك المركزي الاوروبي بشأن الفائدة. واظهر استطلاع رأي اجرته رويترز ان 20 من 22 متعاملا يتوقعون ان يخفض البنك المركزي الاوروبي سعر فائدته الاساسي،حيث توقع 12 متعاملا خفضا نسبته نصف نقطة مئوية بينما توقع ثمانية ربع نقطة مئوية. ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار في اواخر معاملات اسيا امس خلال فترة انتظار اجتماع البنك المركزي الاوروبي لاقرار سعر الفائدة.

وفي المعاملات الصباحية ارتفع الدولار قليلا اثر انباء ذكرت ان بريطانيا اقترحت منح بغداد مزيدا من الوقت لنزع اسلحتها مما اوحى لبعض المتعاملين بتراجع احتمالات حرب وشيكة تقودها الولايات المتحدة ضد العراق.