أجواء الترقب والهدوء والحرب تختلط في أسواق المال العربية

إقبال على أسهم «السعودي الهولندي» * مكاسب محدودة في الأسهم الأردنية * استمرار الفتور في المغرب

TT

دبي ـ لندن: «الشرق الأوسط» ـ القاهرة: مصباح قطب: رغم أجواء الحرب التي تمتد من خارج قاعات التداول في الأسواق العربية الى داخلها، فان الاسبوع الماضي شهد حالة من النشاط الحذر في بعض البورصات العربية، في حين ظل الفتور سمة عدد آخر من الاسواق.

* الأسهم السعودية

* مرت سوق الاسهم السعودية باسبوع هادئ نسبيا حيث لم تسجل قيمة المؤشر اي تذبذبات كبيرة حيث اغلق يوم امس الخميس عند 2555.47 نقطة متراجعا بنسبة 0.6 في المائة متأثرا بتباين اداء الشركات الكبرى. ففي حين ارتفع سهم الاتصالات بنسبة 0.6 في المائة وسابك 0.3 في المائة تراجع سهم الكهرباء 0.5 وكذلك الحال في الراجحي المصرفية التي هبط سهمها 4.8 في المائة والسعودي الامريكي 0.2 في المائة.

وذكر التقرير الاسبوعي الصادر عن مركز بخيت للاستشارات المالية ان المستثمرين تملكتهم الحيرة في ظل اغراء تدني اسعار الاسهم وايجابية النتائج المالية لغالبية الشركات المدرجة ومن جانب اخر فان المستثمرين متخوفين من نشوب حرب ضد العراق.

وشهد اداء القطاعات لهذا الاسبوع تباينا ففي حين تراجع مؤشر البنوك بنسبة 1.5 في المائة، وتبعه الاسمنت 0.6 في المائة والكهرباء 0.6 في المائة والزراعة 1.3 في المائة فقد تحسن اداء الاتصالات كما ذكرنا سابقا وكذلك الخدمات.

وعلى صعيد قيمة التداول فقد شهدت قيمتها لهذا الاسبوع 2.9 مليار ريال مقابل 2.7 مليار ريال للاسبوع الماضي، وقد شكل سهم البنك السعودي الهولندي وعلى غير العادة ما نسبته 41.9 في المائة من اجمالي التعاملات بواقع 1.2 مليار ريال وسط تصويت الجمعية العامة العادية للبنك السعودي الهولندي فيما كانت الجمعية العامة للبنك قد صادقت اول من امس الاربعاء على توزيع ارباح على المساهمين بواقع 9 ريالات للسهم عن النصف الثاني من السنة المالية 2002 بعد توزيع أرباح مرحلية بواقع 7 ريالات للسهم عن النصف الأول من السنة المالية 2002 ليصبح اجمالي الربح الموزع عن السنة 16 ريالاً صافياً للسهم الواحد. فيما جاء سهم شركة عسير في المرتبة الثانية بواقع 474 مليون ريال وشركة الاتصالات 411 مليون ريال.

* الأسهم الإماراتية

* حافظ السوق على مستويات ادائه من حيث التداول والاسعار في وقت تسود فيه حالة من الترقب للوضع العسكري والسياسي في المنطقة، واختلفت الاراء في تقدير تأثيرها على الاسواق المالية عامة والاسهم خاصة وسط قناعات بان نذر الحرب قد اقتربت وان هناك تأثيراً سلبياً قادماً على الاقل من الناحية النفسية. مقابل ذلك فان عوامل ايجابية عديدة اهمها النتائج المالية الجيدة والنمو الحاصل في ارباح الشركات وتوزيعاتها النقدية هذا اضافة الى السيولة العالية المتوفرة واستمرار بقاء الفوائد المصرفية منخفضة، وهذه العوامل تدفع السوق الى الافضل خصوصا فيما يتعلق بالاسعار مما خلق نوعاً من التوازن وفقاً للمحلل المالي زهير الكسواني.

وفي حالة انجلاء الموقف حرباً او سلماً فان سوق الاسهم سيشهد تحسنا ملحوظا خصوصا وان اسواق المال العالمية لم تعد تشكل عامل جذب مهماً للسيولة المحلية في ظل الخسائر المتلاحقة او على الاقل عدم تحقيق اي ارباح في تلك الاسواق.

وبلغ حجم تداول الاسهم 51.1 مليون درهم مقابل 44.4 مليون بارتفاع 6.7 مليون وبنسبة 15% مقارنة مع الاسبوع السابق، وبلغ متوسط التداول اليومي 10.2 مليون مقابل 7.4 مليون للاسبوع السابق، وبلغت حصة الخدمات 53.2% والمصارف 46.2% والتأمين 0.6%.

وتم تداول 22 سهما تصدرها سهم إعمار بعدد 504.5 الف سهم باجمالي 11.4 مليون درهم وبنسبة 22.3% من اجمالي حجم التداول وتلاه سهم طيران ابوظبي بعدد 180.6 الف سهم باجمالي 11.38 مليون درهم، وجاء في المركز الثالث ابوظبي الاسلامي بعدد 435.3 الف سهم بقيمة 7.3 مليون درهم. وأستأثر سوق ابوظبي للاوراق بمبلغ 27.5 مليون درهم وبنسبة 53.8% من الاجمالي بارتفاع 18.4 مليون درهم وبنسبة 202.2% مقارنة مع الاسبوع السابق. وبلغ حجم التداول في سوق دبي المالي 17.4 مليون وبنسبة 34% من الاجمالي بانخفاض 12.5 مليون درهم وبنسب 41.8% مقارنة مع الاسبوع السابق. وبلغ حجم التداول في السوق الموازي 6.2 مليون درهم وبنسبة 12.2% من الاجمالي بارتفاع 800 الف درهم وبنسبة 14.8% مقارنة مع الاسبوع السابق.

* الأسهم الكويتية

* سجل سوق الكويت للأوراق المالية خلال الاسبوع الماضي نشاطاً واضحاً ارتفع فيه المؤشر السعري 89.1 نقطة عن إغلاق الإسبوع السابق مسجلاً 2674.8 نقطة أي بارتفاع نسبته 3.4 في المائة عن الاسبوع السابق، في حين سجل مؤشر الشال مؤشر قيمة 236.7 نقطة مرتفعاً بنسبة 1.2 في المائة عن الاسبوع السابق.

ويرجع المراقبون سبب هذا الارتفاع إلى الأرباح السنوية الجيدة التي أعلنتها بعض الشركات المدرجة خلال الاسبوع الماضي ، لكنهم يخشون من موجة جني أرباح في الاسبوع المقبل قد تذهب بمكتسبات السوق الحالية ، فقد بلغت القيمة السوقية لإجمالي الشركات المدرجة 10.745 مليار ديناركويتي بارتفاع نسبته 1.74 في المائة عن الاسبوع السابق و2.52 في المائة عن نهاية عام 2002.

وبلغ إجمالي قيمة الأسهم المتداولة في الاسبوع الماضي 185.851 مليون دينار كويتي وارتفع معدل قيمة التداول اليومية بنسبة 33 في المائة عن الاسبوع السابق، فيما بلغ إجمالي كمية الأسهم المتداولة 695.808 مليون سهم، وارتفع معدل كمية التداول اليومية بنسبة 44.5 في المائة عن الاسبوع السابق. اما اجمالي عدد الصفقات المبرمة فبلغ 14774 صفقة وارتفع معدل عدد الصفقات اليومية بنسبة 18.8 في المائة عن الاسبوع السابق.

* الأسهم المغربية

* واصلت سوق الاسهم المغربية تداولاتها العادية في اجواء من الفتور منذ دخول الشهر الجاري، حيث تعيش بورصة الدارالبيضاء على ايقاع الترقب منذ الاسابيع الماضية. ولم يتعد اجمالي التداولات يوميا حوالي 25 مليون درهم تصدرت خلالها اسهم المصارف اهم العمليات، حيث كانت اسهم «البنك المغربي للتجارة الخارجية» الوحيدة التي انعشت السوق المالية المغربية في غياب تدخل المستثمرين لتمثل حوالي 58.62 في المائة من رقم المعاملات الاسبوعي.

ولم تساعد جلسات الاسبوع الجاري على ارتفاع ايجابي لمؤشري الساحة المالية المغربية «ماسي» و«مادكس» خصوصا بعد يوم اول من امس الاربعاء التي لم تتداول فيه الاسهم (فاتح محرم) ليبلغا نسبتي 0.25 و0.30 في المائة على التوالي.

وسجلت اسهم «كريدي دو ماروك» و«البنك المغربي للتجارة الداخلية» و«بنك الوفاء» اهم الارتفاعات بحوالي 5.5 و3.6 و3.4 في المائة في حين انخفضت فيه شركة «مناجم» بحوالي 2.31 في المائة في الوقت الذي سجلت فيه شركة «سيمار» للاسمنت ارتفاعا سنويا يقدر بنسبة 10 في المائة ليبلغ سعر السهم الواحد حوالي 870 درهما.

* الأسهم الأردنية

* طرأ تحسن طفيف على اسعار الاسهم الاردنية خلال الاسبوع الماضي في تعاملات متوسطة قادتها الشركات الصناعية، وتجاوزت الاسهم الرابحة الاسهم الخاسرة بنسبة 15:23 في سوق تترقب التطورات الاقليمية، سيما بالنسبة للعراق.

وقال متعاملون ان طلبا انتقائيا على اسهم صناعية ممتازة ساهم في رفع احجام التداول والاسعار، الا ان السوق ما زالت تحت تأثير تداعيات التهديد بشن الحرب على العراق، وسط مخاوف توقف تدفق النفط العراقي الرخيص للاردن، وتوقف الصادرات الصناعية الاردنية الى السوق العراقية. وتشير الارقام الصادرة عن بورصة عمان الى ان عدد الاسهم المتداولة في السوق خلال الاسبوع الماضي بلغ 4.7 مليون سهم بحجم تداول اجمالي قدره 7 ملايين دينار، نفذ من خلال 4941 عقدا، بارتفاع قدره 3.8 مليون دينار عن الاسبوع السابق اي بمعدل ارتفاع قدره 119 في المائة تقريبا.

وتصدرت الاسهم الصناعية السوق بالنسبة لاحجام التداول بتعاملات بلغ حجمها 4.3 مليون دينار، اي بنسبة 61.5 في المائة من اجمالي الحجم المتداول، وجاءت اسهم البنوك والشركات المالية في المركز الثاني بنسبة 25.7 في المائة، واسهم الخدمات في المركز الثالث بنسبة 11.4 في المائة، فيما جاءت اسهم شركات التأمين في المركز الرابع والاخير بتعاملات بلغت نسبتها 1.4 في المائة من اجمالي التداول الاسبوعي في السوق. واغلق الرقم القياسي العام للاسعار (المرجح) على ارتفاع بلغ 0.59 في المائة واغلق في نهاية التعاملات عند مستوى 164.97 نقطة، مقابل الاغلاق السابق البالغ 164 نقطة.

وارتفعت مؤشرات الاسعار للقطاعات الاربعة، وحققت اسهم الصناعة افضل المكاسب وارتفعت بنسبة 1.09 في المائة في تعاملات جيدة. وشمل التداول اسهم 96 شركة ارتفعت اسعار اسهم 46 شركة، وانخفضت اسعار اسهم 30 شركة، وحافظت اسهم 20 شركة على مستوياتها السابقة دون تغيير.

* الأسهم المصرية

* لم تزد قيمة التداول بالبورصة المصرية في الأسبوع المنتهي أمس عن 145.6 مليون جنيه، كان منها 49.4 مليون للسندات والباقي للأسهم، وقد سجل مؤشر هيرميس القياسي للأسعار أمس الخميس 6001.35 نقطة بزيادة طفيفة للغاية عن نهاية الأسبوع السابق. ولم يكن الهدوء في السوق من النوع الذي يسبق العاصفة لأن المحللين الماليين والمستثمرين يتوقعون اندلاع الحرب نهاية الأسبوع القادم، وأن تكون مجرد ضربات خاطفة وسريعة لأيام، ولذلك فان تأثيرها على الأسواق ـ من وجهة نظرهم ـ سيكون محدودا.

وكان أنشط الأسهم طوال الأسبوع سهم بني سويف للاسمنت بسبب تجدد الأقاويل عن اعتزام الايرلندية شراء حصة كبيرة في الشركة وبلغ سعر السهم في فتح الأحد 10.08 جنيه وفي اقفال الخميس 11.96 جنيه أي بزيادة نحو 18.7%، في ما عدا ذلك كانت الحركة عادية، والمثير أنه رغم ارتفاع أسعار حديد التسليح بنحو 20% في الأيام الأخيرة إلا أن سهماً مثل العز لحديد التسليح افتتح الأسبوع بـ1.59 جنيه، وأقفل أمس على نفس السعر، وكان من أسباب ذلك أن الشركة عليها سندات دولارية مما بدد أثر الزيادة في سعر طن الحديد التي جاءت بخاصة بعد تحرير سعر الصرف، ولم تشهد شركات الحديد الأخرى تداولات تذكر، ولم تتأثر أسهم شركات انتاج الأجهزة المنزلية على الرغم من أن المستورد أصبح مرتفع السعر للغاية وأن أمام المنتج المحلي فرصة كبيرة، ولم يجر أي تداول على أسهم بنك مصر ايران رغم فسخ عقد تصنيف سنداته مع احدى الشركات المصرية للتقييم، وقد شهد قطاع البنوك صعوداً بسيطاً واستقرت أسعار بقية القطاعات.