ناشد الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي، رجال الأعمال في بلاده بضرورة تحقيق المعنى الصحيح لروح الوطنية، وأهمية قيام مشروعات استثمارية في البلاد من قبل رجال أعمال سعوديين، وقال الامير عبد الله في تصريح عقب افتتاحه ظهر أمس في محافظة الليث (جنوب مكة المكرمة) المرحلة الاولى ووضع حجر الاساس للمرحلة الثانية لمجمع مشاريع شركة الربيان الوطنية والتي بلغت تكلفتها 1.3 مليار ريال (حوالي 346 مليون دولار) «أناشد كل ابناء هذا الوطن من رجال الاعمال لتحقيق المعنى الصحيح لروح الوطنية فعلا لا قولا وواقعا لا حلما وان ينفضوا عنهم نوازع الشك والتردد تجاه حفظ رأس المال السعودي داخل بلادهم من خلال استثمارات على الواقع ينتفع بها الجميع بدءا من صاحب رأس المال وصولا الى اصغر مساهم بجهده وعرقه من ابنائنا السعوديين».
وبين الامير عبد الله أن الدولة حريصة على تسهيل أمور المستثمرين ورعاية مصالحهم «ادرك باذن الله ان الدولة بكل قطاعاتها موجهة لخدمة وتسهيل امور المستثمرين ورعاية مصالحهم والجميع يعلم ذلك بدءا من تقديم القروض الميسرة الى اصغر الخدمات التي قد يحتاجها اي مشروع». ووجه ولي العهد السعودي حديثه إلى الاموال السعودية التي تكبر في الداخل ومن تجد طريقها إلى الخارج «كل مواطن سعودي له الحق في المشاركة والبناء من خلال توفير المشاريع الاستثمارية من قبل رجال الاعمال لذلك الله ـ الله في بلادنا وازدهارها فلا بارك الله فى مال كبُر من خلال هذا الوطن وهُجّر من صاحبه»، وحيا القائمين على مشروع الربيان الوطنية. واعتبر الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن معمر وزير الزراعة، المشروع بأنه يعد من اكبر مشاريع الاستثمار السمكي على مستوى دول العالم، مبينا ان المساحة الاجمالية لهذا المشروع تبلغ 129 كيلومترا فيما تقدر تكلفته الاجمالية بـ1.3 مليار ريال، بطاقة انتاجية تصل الى 30 الف طن من الربيان سنويا يصدر معظمها الى الاسواق العالمية. من جهته أوضح خالد الراجحي عضو مجلس الادارة في شركة الربيان الوطنية، ان الشركة تضم تجمعا كبيرا من رجال الاعمال الذين عملوا معا لتكوين قاعدة لتنمية مجال الاستزراع السمكي على مستوى السعودية مما يسهم في تشجيع صغار المستثمرين على الدخول في هذا المجال. وبين ان الشركة قامت في العام الماضي بتصدير اكثر من الفي طن من منتجاتها من الربيان الى كل من اليابان واميركا واستراليا وسنغافورة والصين وذلك بقيمة اجمالية تجاوزت 40 مليون ريال. وتوقع ان يصل انتاج الشركة الى 30 الف طن سنويا مع اكتمال انشاء مشاريع المرحلتين الاولى والثانية وتشغيلها بقيمة تصديرية تبلغ مليار ريال سعودي سنويا مما سيجعل السعودية واحدة من الدول الرائدة المصدرة للربيان على مستوى العالم.
ولفت المهندس أحمد رشيد البلاع النظر إلى ان التكلفة الإجمالية للمشروع في مرحلته الأولى تقدر بنحو 200 مليون دولار بطاقة إنتاجية 12.5 ألف طن سنويا، بحيث تتكون هذه المرحلة من عشر مزارع يبلغ إجمالي المسطحات المائية المستزرعة بها نحو 2.5 ألف هكتار، وتربطها شبكات متكاملة لتوزيع الكهرباء والطرق وقنوات الري والصرف.
وأشار المهندس البلاع إلى ان العمل في إنشاء المرحلة الأولى من المشروع بدأ في عام 1999، وسبق التنفيذ إنشاء محطة أبحاث وتجارب، والقيام بدراسات عديدة أثبتت الجدوى الاقتصادية لصناعة الربيان على السواحل الصحراوية للسعودية، كما تم القيام بهذه التجارب وتطويعها من حيث ما انتهى إليه الآخرون، بما يتناسب مع البيئة السعودية الصحراوية والاستفادة المثلى للموارد الطبيعية غير القابلة للنضوب، كالأجواء المعتدلة وأشعة الشمس القوية ومياه البحر النقية الخالية من التلوث والتربة المناسبة.