رهان النصر السريع وتعهد «أوبك» بسد النقص يهبطان بأسعار النفط لأدنى مستوى في 3 أشهر

TT

هبطت اسعار النفط الى ادنى مستوياتها في ثلاثة اشهر أمس بعد ان بدأت الولايات المتحدة قصف العراق ورهان المتعاملين على نصر اميركي سريع لا يعطل الامدادات من الشرق الاوسط بدرجة تذكر.

وتعهدت اوبك بسد الفجوة في المعروض التي قد تنتج عن الاعمال العسكرية في الشرق الاوسط في حين قالت وكالة الطاقة الدولية انها لا ترى مبررا للسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية في الوقت الراهن.

وبعد بضع ساعات من سقوط صواريخ كروز الاميركية على اهداف في بغداد قال مسؤولون في الكويت المجاورة ان انتاج النفط لم يتأثر رغم سقوط صاروخين عراقيين على شمال البلاد.

وهبط مزيج برنت القياسي الاوروبي ثمانية سنتات الى 26.67 دولار للبرميل بعد ان بلغ ادنى مستوى له منذ ثلاثة اشهر عند 25.50 دولار بعد بدء الهجوم.

وفقد سعر النفط ربع قيمته خلال الايام الستة الماضية بسبب رهان جماعي من جانب صناديق الاستثمار على ان الحرب ستنتهي بسرعة بدون الحاق اضرار جسيمة بمنشآت النفط.

وهبط سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود مايو (ايار) 43 سنتا الى 28.93 دولار للبرميل.

وقال قال بيتر جينيو من شرودر سالمون سميث بارني «علاوة مخاطر الحرب بدأت تتقلص مع تنامي اليقين بان قوات التحالف ستنتصر وتسمح للعراق بزيادة الانتاج».

وقال جيف باين الاستشاري النفطي: ما زالت هناك مخاطر قادمة قد تدفع الاسعار للارتفاع مرة اخرى. وأضاف «اكثرها وضوحا هو احتمال ان يلجأ صدام لتفجير حقول النفط العراقية».

ونفى وزير النفط العراقي عامر محمد راشيد تقرير بثه التلفزيون الكويتي عن ان ابار النفط القريبة من مدينة البصرة الجنوبية تشتعل بها النيران.

وقالت اوبك انها مستعدة لاستخدام طاقتها الانتاجية الفائضة لتعويض اي نقص في الامدادات من العراق رغم ان وضع الامدادات جيد الان في الاسواق.

وقال عبد الله العطية رئيس المنظمة «لا نفكر في اي زيادة في الانتاج». وأضاف «اسعار النفط تهبط. وهذا يظهر ان هناك كميات نفط في الاسواق اكبر مما يمكن استيعابه».

وقال مصدر سعودي ان السعودية، ابرز اعضاء اوبك، ستسد اي نقص في الامدادات بعد الهجوم الاميركي على العراق. لكنه يرى كذلك ان الامدادات كافية.

وقال «السوق تصلها امدادات كافية. ما يخشاه الجميع هو ان يشعل صدام حسين النار في حقول النفط».

وتجاوز انتاج الرياض بالفعل مستوى تسعة ملايين برميل يوميا بالمقارنة مع حصتها داخل اوبك البالغة ثمانية ملايين برميل يوميا.

وقالت وكالة الطاقة الدولية انه لا حاجة لان تسحب الدول الصناعية الغربية من احتياطياتها الاستراجية، مشيرة الى ثقتها في ان اوبك قادرة على سد اي نقص في الامدادات.

وقال كلود مانديل المدير التنفيذي للوكالة لرويترز «في اللحظة التي نتحدث فيها الان اعتقد انه ليست هناك حاجة (للسحب من المخزونات)... تلقينا تأكيدات قوية من اوبك قالت انها ستضمن سد اي نقص ونحن واثقون انهم سيبذلون ما في وسعهم».

وتوقفت الصادرات العراقية بعد ان اجلت الامم المتحدة طاقمها عن العراق بمن فيهم المشرفون على تنفيذ برنامج مبادلة النفط بالغذاء التابع لها.

واستمرت بعض الصادرات عن طريق خط انابيب عراقي يصل الى تركيا لكن بمستويات منخفضة للغاية.