هبوط عام للأسهم الأوروبية والأميركية والبريطانية مع بدء العمليات العسكرية وسط قلق المستثمرين

TT

هبطت اسهم كبرى الشركات الاوروبية امس بينما عكف المستثمرون على متابعة بداية الحرب في العراق ونتائج قصف القوات الاميركية لاهداف في بغداد.

وهوى سهم شركة التأمين الالمانية اليانز سبعة في المائة بعد ان اعلنت الشركة انها ستسعى لجمع ما يصل الى خمسة مليارات يورو.

وبحلول الساعة 0807 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر يوروتوب/ 300 للاسهم الاوروبية الممتازة واحدا في المائة في حين هبط مؤشر يورو ستوكس/50 نحو 1.4 في المائة.

وقد ارتفع مؤشر يوروتوب بشدة خلال الجلسات الخمس السابقة.

وهبطت الاسهم الاميركية عند الفتح امس بعد ست جلسات من المكاسب لمؤشر داو جونز الصناعي فيما سعى المستثمرون الى معرفة تداعيات الحرب التي بدأت قبل ساعات على العراق والتي تقودها الولايات المتحدة.

وانخفض مؤشر ستاندارد اند بورز القياسي المؤلف من اسهم 500 شركة اربع نقاط او 0.49 في المائة الى 869 نقطة فيما هبط مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 42 نقطة او 0.51 في المائة الى 8223 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 12 نقطة او 0.90 في المائة الى 1384 نقطة.

وفي بداية الجلسة ساد الصمت سوق نيويورك للاوراق المالية لدقيقتين في لفتة تأييد للقوات الاميركية والقوات المتحالفة المشاركة في الهجوم على العراق.

وواصلت الاسهم الاميركية الهبوط في وقت لاحق من التعاملات الصباحية لتصل خسائر داو جونز الى اكثر من 90 نقطة وخسائر ناسداك الى اكثر من 15 نقطة.

وفي لندن هبط مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة امس بعد تأرجحه داخل نطاق 25 نقطة صعودا وهبوطا مع ترقب المستثمرين لمعلومات جديدة بعد انباء بدء الحرب على العراق.

وتأثرت السوق بدرجة كبيرة بانخفاض سهم شركة الادوية سميث اند نفيو الذي هبط 10.2 في المائة بعد انباء عن اعتزامها شراء شركة سنتربلس السويسرية مقابل 1.5 مليار جنيه استرليني اي بسعر يبلغ نحو نصف قيمتها السوقية.

وتراجعت اسهم شركات النفط مع بدء الحرب مما زاد من الضغوط على المؤشر الذي هبط بحلول الساعة 0940 بتوقيت جرينتش 15.9 نقطة الى 3749.5 نقطة بعد ارتفاعه في وقت مبكر الى 3790.7 نقطة لكنه ارتفع عن 3737.9 نقطة.

وسجل المؤشر احدث هبوط بعد انباء الساعة 0930 بتوقيت جرينتش عن انخفاض مبيعات التجزئة البريطانية في فبراير (شباط) مما احبط توقعات بارتفاعها.

وتوقع المراقبون ان يشهد المؤشر بعض التصحيح النزولي بعد ارتفاعه بنسبة 15 في المائة عن ادنى مستوى له منذ ثماني سنوات الذي سجله الاسبوع الماضي عند 3277 نقطة. لكن بعض المراقبين رصدوا دلائل على ان المستثمرين مازالوا راغبين في الشراء عند مستويات الاسعار الراهنة.

وقال مراقبون ان الاسراع بالحرب سينهي شهورا من عدم التيقن اثرت على اتجاهات الاقتصاد مما قد يدعم النمو.

وارتفعت اسعار شركات التأمين فزاد سهم افيفا 1.6 في المائة وصعد سهم ليجال اند جنرال بنسبة واحد في المائة.

وقال المتعاملون ان انباء عن زيادة كبيرة في رأسمال شركة اليانز للتأمين حدت من ارتفاعات اسهم شركات التأمين البريطانية. وهبط سهم سيج لبرامج الكمبيوتر 10.7 في المائة بعد ان خفض بنك استثماري تصنيفه للسهم .

وفي طوكيو اغلقت الاسهم اليابانية امس على اعلى مستوى في اسبوعين يقودها سهم نومورا هولدنجز بارتفاع خمسة في المائة واسهم شركات سمسرة اخرى مع بدء الحرب التي طال انتظارها على العراق.

وصعد مؤشر نيكي القياسي 1.79 في المائة ليغلق على 8195.05 نقطة. وزاد نيكاي خلال اليوم ثلاثة في المائة الى 8287.09 نقطة.

وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 2.33 في المائة الى 807.48 نقطة.

وقال ماسايوشي اوكامتو رئيس قسم المعاملات في جوجيا سيكيوريتيز " بدء الحرب خفف الشكوك في الوقت الحالي مما ادى الى مكاسب امس " .وعلى صعيد حركة العملات الرئيسية هبط الدولار نحو نصف نقطة مئوية امام اليورو والفرنك السويسري امس متراجعا بسرعة عن اعلى مستوى له منذ شهرين الذي سجله بعد فترة وجيزة من انباء بدء الولايات المتحدة الحرب على العراق.

وقال متعاملون ان التعاملات محدودة والاسواق تشهد حالة توتر مع ارتفاع الدولار في بادئ الامر الى اعلى مستوياته منذ شهرين بعد انباء هجوم صاروخي على العراق في الساعة 0230 بتوقيت جرينتش. وكانت الاسواق تترقب هذه اللحظة منذ شهور.

وهبط الدولار بحدة بعد ذلك وسط مخاوف من ان تمتد الحرب لفترة اطول من المتوقع لكنه عوض أسوأ خسائره بحلول الساعة 1015 بتوقيت جرينتش ليسجل 1.0616 دولار لليورو و1.3858 فرنك سويسري.

وكانت المخاوف من الاثار السياسية والاقتصادي للحرب التي تقودها الولايات المتحدة على العراق قد دفعت الدولار الى ادنى مستوياته منذ اربع سنوات امام اليورو ومنذ ثلاث سنوات امام الفرنك السويسري هذا الشهر.

لكن الامال في نهاية سريعة للازمة دفعت الدولار للارتفاع في الايام القليلة الماضية.

الا ان الرئيس الاميركي جورج بوش قال في كلمة بعد نحو ساعتين من انتهاء المهلة التي حددها للرئيس العراقي صدام حسين لمغادرة البلاد ان الحرب قد تكون اطول واصعب مما توقع البعض.

ويقول المحللون والمتعاملون ان الاسواق تتطلع لمزيد من الدلائل التي قد تشير لامد الحرب واغلبهم يتخاذلون عن التعامل في الوقت الراهن. وأضافوا ان نقص السيولة يزيد من حدة الارتفاعات والانخفاضات في الاسعار.

وفي اسيا قال المتعاملون ان السوق تحرص على عدم التوسع في بيع الدولار مقابل الين تحسبا لتدخل محتمل من جانب السلطات اليابانية ببيع الين.

وقال زيمبي ميزوجوتشي مسؤول العلاقات الخارجية بوزارة المالية بعد بدء الهجوم على العراق ان السلطات اليابانية ستتخذ الاجراءات الملائمة لتجنب الاضطرابات والتحركات الحادة للاسعار في سوق الصرف.

وقال البنك المركزي الاوروبي الذي عقد اجتماعا دوريا امس لبحث السياسات النقدية انه يرقب الاسواق كما يفعل دائما.