السعودية: رصد حركة الأسعار وتأكيدات بتأمين مخزون استراتيجي لستة أشهر

أجواء الحرب ترفع المبيعات على قطاع الأغذية بنسبة 10 % في المنطقة الشرقية

TT

لم تشهد سوق المؤن الغذائية السعودية اندفاعا للشراء كما لم تسجل مراكز البيع بالتجزئة أي تذبذبات في الاسعار، فيما اكدت وزارة التجارة انها تنسق مع التجار والجهات الرسمية الأخرى لتأمين مخزون استراتيجي للسلع الاساسية لفترة تصل الى 6 اشهر.

واكد صالح الشعيبي وكيل وزارة التجارة المساعد للتجارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» ان وزارته تعمل بشكل مباشر بالتعاون مع كبار تجار المواد الغذائية لايجاد رصد اسبوعي لحركة الاسعار لقائمة مطولة من المؤن الرئيسية مثل القمح والشعير والدقيق والارز وغيرها ومدى توفر مخزون استراتيجي منها يغطي 6 أشهر مقبلة وبفترة صلاحية لا تقل عن عام كامل.

وقال الشعيبي ان ادارات متخصصة تابعة للوزارة عقدت اجتماعات مع الموردين والتجار في كافة المناطق والمدن وهي اجراءات مستمرة منذ مدة، ويجري خلال هذه الاجتماعات بحث العوائق امام عمليات الاستيراد ونقل البضائع ويجري التنسيق مع المؤسسة العامة للموانئ ووزارة المواصلات والمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق لتحقيق هذا الغرض.

ونفى الشعيبي تسجيل أي تذبذب غير طبيعي في اسعار السلع الغذائية مشيرا الى ان الدولة لا تباشر بشكل مباشر تخزين السلع، حيث تتم هذه المهام عبر القطاع الخاص الذي يقوم باعباء تدفق السلع فيما تقوم الدولة برصد حركة اسعار السلع وتوفرها، فيما تقوم المؤسسة العامة لصوامع الغلال بتنفيذ خطة للخزن الاستراتيجي بدأتها منذ حوالي 3 سنوات ويشرف عليها وزير الزراعة.

ومن جانبه اكد مصدر في شركة العزيزية بندة التي تمتلك 46 مركزا للتجزئة لـ«الشرق الاوسط» ان الايام القليلة الماضية شهدت ارتفاعا محدودا في الاقبال مابين 3 ـ 4 في المائة في فروع الشركة في المنطقة الغربية والرياض، فيما شهدت فروع الشركة في المنطقة الشرقية القريبة من الحدود مع العراق والتي يتواجد فيها 13 فرعا تابعا للشركة ارتفاعا في الطلب على المواد الغذائية بنسبة 10 في المائة تقريبا، مشيرا الى ان الشركة عززت محتويات مخازنها من المواد الغذائية الاسياسية مثل الارز والمياه المعدنية وقد تم الاتفاق مع الشركات المعنية لتوفير طلبات تغطي اي زيادة في الطلب.

واشار الى ان السوق لم تشهد اندفاعا على شراء وتخزين السلع ما عدا زيادة طفيفة في مشتريات العوائل تعكس شعور السعوديين بان الحرب لن تطال مدنهم على خلاف حرب تحرير الكويت في العام 1991.

واوضح المصدر ان مخازن الشركة وهي في كل من الخرج في المنطقة الوسطى، والخمرة جنوب جدة، والدمام لديها قدرة لتلبية الطلب لفترة طويلة تصل الى 25 يوما. وفي المنطقة الشرقية تجاهلت اسواق الخميس بدء الحملة العسكرية وذلك على الرغم من بدء حرب الخليج الثالثة بضربات صاروخية وجوية مارس السعوديون في المنطقة الشرقية حياتهم اليومية بالصورة المعتادة. وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» في الساعات المبكرة من صباح أمس والتى اعقبت اعلان شن الحرب على العراق كانت الحركة المرورية تسير بانتظام وواصلت الاسواق التجارية فتح ابوابها امام المتسوقين .

وهناك سوقان شعبيان في كل من الاحساء والقطيف يقتصر ممارسة النشاط التجاري فيهما منذ سنوات على يوم الخميس فقط وبدأت الحركة فيهما كما في السابق ووجود المتسوقين منذ ساعات الصباح الاولى، ولم تتأثر حركة البيع فيهما اطلاقا وعلى عكس ما كان متوقعاً ان تتأثر الاسواق بشكل عام في المنطقة نتيجة القصف الاميركي على العراق، ويذكر هنا ان سوقي الخميس في القطيف والاحساء يعدان من أقدم الاسواق الشعبية بالمنطقة الشرقية، حيث تعرض البضائع في ساحة مفتوحة وباسعار رخيصة، وتحظى باقبال من قبل المتسوقين سواء مواطنين ومقيمين .

ووصفت مصادر مطلعة في وزارة التجارة بالمنطقة الشرقية حركة البيع والشراء في الاسواق بالطبيعية، وهناك رقابة على الاسعار خوفا من استغلال الوضع الراهن من قبل التجار وادخال اية زيادة في الاسعار، وتتم تلك الرقابه من خلال جولات تفتيشية مستمرة تشمل جميع الاسواق والمحلات التجارية، وناشدت الوزارة جميع المواطنين والمقيمين بعدم الاسراف في شراء المواد الغذائية وتخزينها، حيث ان السلع بكافة انواعها متوفره في الاسواق .