سباق محموم بين شركات النقل السعودية للحصول على عقود الحرب وسط عقود متوقعة تصل الى 6 مليارات دولار

TT

ارتفعت مخاوف شركات النقل السعودية الكبرى، من فقدان حصة كبيرة من سوقها، مع بدء عمليات حرب الولايات المتحدة على العراق، ودخول ملاك الشاحنات والناقلات، الذين يملكون شاحنتين إلى سبعة شاحنات، إلى مدن مثل عرعر، والخفجي وتبوك وبعض المناطق التي يتوقع أن يحصلوا فيها على عقود نقل. ما يعني فقد حصة كبيرة من عقود سوق النقل وأيضا التأثير على أسعارها. وقال متعاملون في السوق ان سعر الايجار اليومي الذي تتعامل به الشركات، معرض للتخفيض والتراجع بنسبة تتراوح بين 25 ـ 40 في المائة، خاصة أن نحو أكثر من 120 الف شاحنة يمتلكها أفراد، يجدون ان الفرصة متاحة لهم لكسب حصة من السوق. وقال لـ«الشرق الأوسط» سعيد محمد البسامي، رئيس مجلس إدارة شركة البسامي، ونائب رئيس اللجنة الوطنية للنقل في مجلس الغرف، ان حدث في الايام الماضية زيادة الطلب على الشاحنات في بعض المدن، إلا أن هذه الزيادة طفيفة، واعتبر البسامي تنامي الطلب على الشاحنات في بعض المناطق تخفيضا للاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، ولفرص العمل في جميع المدن السعودية. واعتبر فلاح المطيري، صاحب شاحنات نقل في جدة وتبوك، أن فرص العقود متاحة له ولغيره من ملاك الشاحنات في الفترة الحالية ويتوقع أن تصل قيمة العقود المتوقعة بينه وبين جهات حكومية وخاصة أو حتى عسكرية، الى قيمة تتراوح ما بين 15 مليون ريال (حوالي 4 ملايين دولار) ـ 25 مليون ريال (حوالي 6 ملايين دولار)، مبينا أن العقود تتمثل في نقل وتوصيل، حيث دخلت شركة مصنع الجبيل للحديد في تنفيذ عقود مع أصحاب الشاحنات والشركات.

وقال سعد ابو الحجاج مدير مكتب نقليات المقبل والقرين في جدة، انه بالفعل لاحظ في الاسابيع الاخيرة انسحاب الكثير من التريلات والشاحنات وأيضا سيارات نقل المياه متوجهة الى مدن سعودية قريبة من الاحداث تبحث عن عقود وفرص عمل، وأوضح سعد أن مؤسسته تقوم بتوصيل و تزويد تلك الجهات، وعن نوعية الشاحنات التي انسحبت من المدن السعودية إلى خطوط المواجهة قال انها رؤوس شاحنات وتريلات وسيارات ماء وسيارات نقل من الحجم الكبير والمتوسط، موضحا أن الاسعار بالنسبة للايجار لم ترتفع، بل يتوقع أن تحافظ على أسعارها، مبينا أن هذا الانسحاب سوف لن يؤثر على السوق في بقية المدن لكون ان هناك فائضا كبيرا في سوق الشاحنات.

ويعود سعيد البسامي ليؤكد أن الشاحنات الموجودة في السعودية مستعدة للتعامل مع الازمات متى ما طلب منها، عند الضرورة، وقد سبق لها العمل في ازمات ماضية في حرب الخليج الثانية عند الغزو العراقي للكويت، مبينا أن الشركات الكبرى هي التي يمكنها تقديم تسهيلات وضمانات، مشيرا الى انه غير صحيح أن يكون هناك مخاوف بهذا الشأن، نظرا الى أن التنافس مفتوح، ومن يقدم عرضا جيدا يحصل على عقود، يشار إلى انه في السعودية نحو أكثر من 10 شركات كبرى من بينها المسلم والسيف والبسامي والمجدوعي والعايد فضلا عن أكثر من 60 مؤسسة صغيرة تمتلك شاحنات ما بين أكثر من 10 ـ 30 شاحنة ونحو أكثر من 500 من ملاك الشاحنات. يذكر هنا أن الشركة السعودية للنقل البري قد وقعت عقدا مع العراق للتصدير مباشرة عبر الحدود بين البلدين.