أسواق المال العربية تواصل التداول رغم بدء الحرب في المنطقة

ارتفاع الأسهم السعودية 2.3 في المائة * مؤشر الكويت يرتفع 100 نقطة * الأسهم الأردنية تتجاهل الحرب

TT

الكويت: فادية الزعبي ـ دبي : «الشرق الأوسط»: استأنفت اسواق المال العربية خاصة في منطقة الخليج العربي نشاطها في قاعات التداول بشكل طبيعي رغم بدء الحملة العسكرية الأميركية على العراق، بل ان بعض الأسواق تفاعلت مع الأحداث على عكس المتوقع وسجلت كميات تداول جيدة وارتفع مؤشرها بنسب قياسية كما كان حال مؤشر الكويت الذي ارتفع بمقدار 100.5 نقطة وهو ما لم يسجله المؤشر منذ عام 1997.

* الأسهم السعودية

* صعدت قيمة مؤشر تداول كافة الاسهم السعودية خلال الجلسة الصباحية ليوم امس الخميس، التي جاءت بعد ساعات من نشوب الحرب ضد العراق بنسبة 2.9% وبذلك يكون هذا السوق قد ارتفع بنسبة 2.6% خلال الاسبوع مخالفا التوقعات التي اشارت الى احتمال هبوطه.

وذكر التقرير الاسبوعي الصادر عن مركز بخيت للاستشارات المالية ان سوق الاسهم السعودية سجل صعودا كبيرا في ادائه هذا الاسبوع فبعد تعرضه للانخفاض في بداية الاسبوع فاقدا مكاسبه التي حققها في نهاية الاسبوع السابق، حقق السوق ارتفاعا حادا مسايرا لمعظم الاسواق العالمية.

وجاء تحسن سوق الاسهم السعودية مدفوعا بالتحسن الجيد في اسعار الشركات العشر الكبرى، وهي شركة الاتصالات التي ارتفع سعرها الى 215.75 ريال بواقع 5.1%، كما ارتفع سهم شركة الكهرباء بنسبة 4.4%، وشركة سابك 2.3 % وسهم البنك السعودي الامريكي 1.3%، وشركة الراجحي المصرفية بشكل طفيف، وكذلك سهم بنك الرياض، 3.7%، والسعودي الفرنسي 2.3%، والسعودي البريطاني 4%، والسعودي الهولندي 1.2%. وتحسن خلال الاسبوع مؤشر قطاع البنوك بنسبة 2% وهو القطاع الذي يشكل 126.8 مليار ريال من حيث القيمة السوقية، كما تحسن قطاع الاسمنت 2.1%، والصناعة 1.2%.

ورصد التقرير تحسن اسعار 45 شركة تصدرتها السعودية للصادرات الصناعية بنسبة 15.4%، ثم اسمنت اليمامة بنسبة 7.9%، وشركة الفنادق والمناطق السياحية 6.7%، وشركة سافكو 5.3%، واخيرا بنك الجزيرة 5.3%.

* الأسهم الكويتية

* فيما أعلن مدير عام سوق الكويت للأوراق المالية الدكتور صعفق الركيبي عن وقف التداول في السوق مع بداية الاسبوع المقبل تحسباً لتأثير الإشاعات على أسعار الأسهم التي غالباً ما تنطلق في أوقات الحرب، ارتفع المؤشر السعري للسوق خلال الاسبوع الماضي بمقدار 100.5 نقطة عن إغلاق الاسبوع السابق مسجلاً 2796.1 نقطة، وهذا ارتفاع قياسي لم يسجله المؤشر منذ نهايات عام 1997 .

ورد المراقبون هذا الارتفاع إلى قناعة المتداولين بأن الحرب ضد العراق ستكون سريعة، وستعقبها مرحلة إعادة إعمار مع انفتاح على الدول المجاورة. وتوقعوا أن يواصل السوق نشاطه التصاعدي على غرار الاسبوع الماضي حال عودة التداول للسوق.

وبلغ إجمالي كمية التداول خلال الاسبوع الماضي 986.33 مليون سهم، بقيمة إجمالية بلغت 246.96 مليون دينار كويتي تمت من خلال 17622 صفقة. وقد تصدر قطاع الاستثمار تداول الاسبوع الماضي مستحوذاً على 45.26% من إجمالي كمية التداول، وتصدرت شركة مشاريع الكويت الاستثمارية قائمة أكثر الشركات تداولا من حيث الكمية مستحوذة على 11.47% من إجمالي كمية التداول.

* الأسهم الإماراتية

* ارتفعت التداولات الاجمالية لهذا الاسبوع بنسبة جيدة بلغت 66.5% وبذلك يكون السوق قد شهد نمواً كبيراً في تداولاته في الاسبوعين الماضيين بنسبة قاربت 132%، وتركزت التداولات هذا الاسبوع على سهم شركة تبريد، الذي شهد اول مزاد علني لبيع ستة ملايين من اسهمه الى مستثمر من السعودية بسعر 10.20 درهم ليبلغ اجمالي تداولات السهم خلال الاسبوع 69.260 مليون درهم ممثلة 49.3% من اجمالي التداولات.

ومع بدء الحرب على العراق الخميس يرى محللون ان التداولات خلال الاسبوع القادم قد تنخفض بشكل ملحوظ نتيجة انتظار المستثمرين لما، ستسفر عنه الايام الاولى للحرب، قبل ان يقرروا ما سيفعلون باستثماراتهم، وقد قامت ادارة سوق دبي المالي الخميس بخطوة مهمة بتخفيض نسبة حركة اسعار الاسهم الدنيا اليومية من 15% الى 5% كمحاولة للحد من اية خسائر قد يتعرض لها المستثمرون نتيجة اية حالة خوف مؤقتة قد تنتج عن الحرب على العراق. كما يعتقد ان ادارة سوق ابوظبي للاوراق المالية قد تتخذ نفس الخطوة يوم السبت، ولو بشكل مؤقت.

ومع استمرار ظهور نتائج الشركات المساهمة العامة، اعلن بنك الفجيرة الوطني عن صافي ارباحه التي بلغت 80.7 مليون درهم عن اعماله لعام 2002 بارتفاع نسبته 15.1 عن ارباح عام 2001، ووافقت الجمعية العمومية على رفع رأسمال البنك الى 431 مليون درهم عن طريق توزيع اسهم منحة بنسبة 17.25% على المساهمين، كما اعلن بنك دبي الاسلامي عن صافي ارباحه على المساهمين التي بلغت 160 مليون درهم عن اعماله لعام 2002 بانخفاض نسبته 4.6% عن ارباح عام 2001، ووافقت الجمعية العمومية على توزيع ارباح نقدية بنسبة 10% وبواقع درهم واحد للسهم، واعلن البنك التجاري الدولي عن صافي ارباحه التي بلغت 66.2 مليون درهم عن اعماله لعام 2002 بارتفاع نسبته 20.4% عن ارباح عام 2001، واقرت الجمعية العمومية توزيع ارباح نقدية على المساهمين بنسبة 5% اي بواقع 5 فلوس للسهم الواحد، ورفع رأسمال البنك بنسبة 16% عن طريق توزيع اسهم منحة على المساهمين.

* الأسهم الأردنية

* تجاهلت الاسهم الاردنية اجواء الحرب وبدء العمليات العسكرية الاميركية ضد العراق، وارتفعت احجام التداول والاسعار في سلوك خالف كافة التوقعات، وتخطى مؤشر الاسعار الرسمي المرجح الحاجز النفسي لمستوى 166 نقطة في تعاملات متوسطة.

وقال متعاملون لـ«الشرق الأوسط» ان هبوط اسعار الاسهم الاردنية خلال الاسابيع القليلة الماضية الى مستويات كبيرة دفع مستثمرين الى تنفيذ شراء متوسط على اسهم ممتازة ساهم في رفع الاسعار واحجام التداول في البورصة الاردنية.

وتوقع وسطاء ان تشهد السوق حالة ترقب لتطورات الحرب التي اندلعت في العراق، وانخفاض الطلب على الاسهم الصناعية، خاصة بعد ان اعلن الاردن رسميا عن توقف صادراته الى العراق منذ اول من امس اثر انسحاب موظفي الامم المتحدة من الحدود الاردنية ـ العراقية الذين يدققون بيانات الشحنات السلعية المتجهة من الاردن وغيره الى الاراضي العراقية.

واوضح مصدر في بورصة عمان ان السوق شهدت تعاملات جيدة خلال الاسبوع الماضي، حيث بلغ عدد الاسهم المتداولة في السوق خمسة ملايين سهم، بحجم تداول اجمالي قدره 8.8 مليون دينار 12.41 مليون دولار اميركي، نفذ من خلال 8032 عقدا، بارتفاع قدره مليون دينار، اي بنسبة ارتفاع بلغت 12.8% تقريبا.

وقادت الاسهم الصناعية الطلب في البورصة بتعاملات حجمها 5.2 مليون دينار، بنسبة 59.1% من اجمالي التعاملات، وجاءت اسهم البنوك والشركات المالية في المركز الثاني بتعاملات حجمها 2.1 مليون دينار، بنسبة 23.9%، واسهم الخدمات في المركز الثالث بتعاملات حجمها 1.4 مليون دينار، وبنسبة 15.9%، فيما جاءت اسهم شركات التأمين في المركز الرابع والاخير بتعاملات حجمها 0.1 مليون دينار، وبنسبة 1.1% من اجمالي التعاملات في السوق.

واغلق الرقم القياسي العام للاسعار (المرجح) على ارتفاع قدره 2.5% وبلغ في نهاية تعاملات الاسبوع الماضي المنتهي يوم الخميس 167.81 نقطة.

وحققت اسهم البنوك اكبر المكاسب وارتفعت بنسبة 3.33%، كما ارتفعت الاسهم الصناعية بنسبة 2.56% واسهم التأمين بنسبة 1.87%، واسهم الخدمات بنسبة 0.43%.

ولدى مقارنة اسعار الاغلاق للشركات المتداولة في بورصة عمان والبالغ عددها 101 شركة مع الاغلاقات السابقة، تبين ان الاسهم الرابحة الى الاسهم الخاسرة بلغ 3:13 في سوق قلقة، حيث ارتفع اغلاق اسهم 65 شركة، وانخفض اغلاق اسهم 15 شركة، فيما حافظت اسهم 21 شركة على اسعارها السابقة دون تغيير.

* الأسهم المصرية

* سجل مؤشر هيرميس للأوراق المالية أمس الخميس 5822.74 نقطة وتماثل بذلك مع نهاية الاسبوع الأسبق تقريبا، ومع ذلك فإن أبرز الظواهر في البورصة المصرية هذا الاسبوع، يمكن تلخيصها في عبارة وردت على لسان محلل مالي، حيث قال ان المستثمرين كانوا ينظرون الى شاشات التلفزيون بأكثر مما ينظرون الى شاشات التداول، وان تلاحق الأخبار كان أسرع كثيرا من حركة الأسعار في السوق، بدأ الاسبوع بحالة ترقب وتداول ضعيف، مع ان هذه الفترة من العام هي فترة جني الأرباح وظهور نتائج أعمال الشركات، ولم يزد اجمالي التعامل على السندات عن 26 مليون جنيه، وتم التنفيذ بهذه الكمية كلها يوم الثلاثاء، وهو اليوم ذاته الذي اعلنت فيه الحكومة عن طرح 20 شركة للخصخصة، منها شركة يترقبها المستثمرون وهي العربية للغزل والنسيج «بوليفارا» لكن الاعلان لم يحرك ساكنا في السوق.

ومع اعلان بدء المعارك فجر الخميس دبت الحركة في السوق ساعتين، راح المستثمرون يلعبون فيها لعبة «أغنياء الحرب» وبأسرع وتيرة ممكنة قبل ان يخمد السوق مع استمرار الحرب، وبلغ اجمالي قيمة الأسهم المتداولة أمس 32.5 مليون جنيه وقد بدأ سهم مدينة الانتاج الاعلامي امس بـ6.7 جنيه ووصل الى 8 جنيه ثم تراجع فأقفل على 7.65 جنيه، وتم التنفيذ بقيمة 4 ملايين جنيه، كما نفذ اوراسكوم تليكوم بقيمة 4.5 مليون جنيه وقد وصل السهم الى 14.4 جنيه منتصف يوم امس (كان 12 جنيها يوم الثلاثاء) ثم اقفل عند 13.8 جنيه وعادلت قيمة التداول عليه اجمالي التداول على السهم طوال الاسبوع، وقد شملت ظاهرة الصعود الافتتاحي يوم الخميس أيضا سهمي المحمول وتقدر بـ1.75 مليون جنيه واقفل على صعود 3.5 في المائة، واوراسكوم للانشاء والصناعة ونفذ بـ6 ملايين جنيه واقفل بصعود 10 في المائة، وكان التداول على أسهم الاسمنتات ضعيفا، وسجل سهما اسمنت سيناء واسمنت بني سويف هبوطا ملحوظا، كما لم يتأثر قطاع البنوك باعلان القاهرة باركليز انه يدرس شراء بنك مصري، وغلب على تعاملات الاجانب طابع البيع بعد عمل مساندات ذكية للاسهم التي يريدون التخلص منها لبيعها بأعلى سعر وبات السوق يترقب قرارا من الخارج (من غمار الحرب) بعد ان عجزت قرارات الداخل عن تحريكه، ويعتقد كثيرون ان الحرب لو طالت ـ افتراضا ـ فستقضي على السوق تماما وتم خلال الاسبوع عملية نقل ملكية واحدة بقيمة 2.5 مليون جنيه مقسمة على 6 عمليات تمت كلها يوم الاثنين ولم يعلن عن اسم الشركة المنقولة.