محللون يتخوفون من تضرر الاقتصاد البريطاني من حرب العراق

TT

لندن ـ رويترز: قال محللون ان الاقتصاد البريطاني الذي يعاني بالفعل من الاستغناء عن الاف العاملين في القطاع المالي الذي كان مزدهرا من قبل قد يتضرر بدرجة أكبر من جراء الحرب على العراق من احجام السياح ورجال الاعمال عن زيارة البلاد.

واجتذبت لندن 30 مليون زائر العام الماضي مما يجعل السياحة من اهم مصادر الدخل في البلاد بعد خدمات القطاع المالي الضخم. وتمثل السياحة نحو ستة في المئة من اجمالي دخل بريطانيا.

وقد يكون بدء الحرب قد بدد جانبا من حالة عدم التيقن التي كانت تسود اسواق المال لكن العديد من القطاعات تستعد لعدة اشهر من الركود التجاري.

وقال مايلز كوست المتحدث باسم أحد الاتحادات بقطاع السياحة «الاشهر الثلاثة الاولى من هذا العام كانت صعبة للغاية. القطاع يواجه ضغوطا والحرب ستزيد الوضع سوءا».

وأظهرت بيانات شركات السياحة انخفاضا بنسبة 15 في المئة في الحجوزات في يناير (كانون الثاني). وانخفض بشدة عدد السياح القادمين من شمال افريقيا.

وزاد الوضع سوءا بمشاهد على التلفزيون تصور دبابات تحرس مطار هيثرو بلندن بعد انذار امني.

وقال جورج جودهال ،56 عاما، سائق سيارة اجرة «الوضع يتدهور منذ هجمات 11 سبتمبر لكنه اتخذ خطوة جديدة نحو الهبوط في الاسبوعين او الاسابيع الثلاثة الماضية».

وكانت اعداد السياح الى بريطانيا قد انخفضت بعد حرب الخليج عام 1991 بنسبة 30 في المئة خلال العام. واحتاج الامر لفترة طويلة قبل ان يعود القطاع لطبيعته.

وقال كين ليفنجستون رئيس بلدية لندن هذا الاسبوع ان الحرب قد تخفض دخل العاصمة بنحو مليار جنيه استرليني.

وفاق أداء بريطانيا الاقتصادي أداء نظرائها في عام 2002 اذ دفع خفض أسعار الفائدة الى زيادة الانفاق مما حافظ على نمو قطاع الخدمات حتى مع تراجع الصادرات بسبب ضعف الاسواق العالمية.

لكن يخشى ان تضر الحرب التي تضعف الثقة هذا الاداء وتدفع قطاع الصناعة الى مرحلة كساد جديدة. وخفض بنك انجلترا سعر الفائدة الشهر الماضي الى أدنى مستوياته منذ 48 عاما عند 3.75 في المئة لمنع حدوث ذلك.

ويحذر الاقتصاديون من ان ثقة المستهلكين التي تبلغ بالفعل أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات قد تتعرض لضربة جديدة مع زيادات الضرائب التي اعد لتنفيذها في ابريل (نيسان) ومن شأنها الحد من الانفاق.