اليونسكو تنشئ جهازا للتحكيم في النزاعات على المياه

TT

كيوتو (اليابان) أ.ف.ب: اعلنت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) امس اثناء المنتدى الثالث حول المياه المنعقد في كيوتو (اليابان) انشاء جهاز دولي للتحكيم في النزاعات التي يمكن ان تنشأ عن ادارة الاحواض المائية التي تتكون من الامطار والسيول وغالبا ما تكون مشتركة بين عدد من الدول او تتقاسمها قرى ومدن.

واعلن اندراس سولوزي ـ ناجي مدير برنامج المياه الدولي في اليونسكو ان جهاز التعاون من اجل المياه «سيلعب دور مستشار زواج» كما لو كان مستشارا لزوجين في حالة طلاق ولديهما امكانية التصالح في اللحظة الاخيرة.

واوضح ان هذا الجهاز «سيسهل المباحثات لكي تطلع الاطراف المعنية على حاجات الآخرين وتجنيبها ضرورة التقدم بدعوى طلاق امام محكمة».

وكان موضوع المياه والنزاعات احد اكثر المواضيع دراسة في المنتدى الثالث للمياه الذي جذب اكثر من 12 الف مندوب من 165 دولة ويستمر حتى يوم غد في كيوتو.

وقالت اليونسكو ان جهاز الوساطة سيقام في مقرها العام في باريس بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه والمحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي وعشر جامعات من جميع انحاء العالم.

لكن موعد انشاء هذا الجهاز الجديد لم يتحدد بعد ولا كلفات تشغيله.

ومن اصل 263 حوضا نهريا دوليا، اعتبر ان 17 فقط يمكن ان تثير اعمال عنف وتوتر او حتى نزاعات، ومنها احواض انهر هان وميكونغ وغرانج ـ برامابوترا والسنغال وبحيرة تشاد.

ولن يتدخل جهاز الوساطة الا بعد ان تطلب منه الاطراف المتنازعة، وسيزود خصوصا المتنازعين «بالأدوات والخبرة» التي يأخذها من مختلف المنظمات التي ستسهم في انشائه، بحسب وليام كوسغروف نائب رئيس المجلس العالمي للمياه.

من جهة اخرى، اعلن الاتحاد الاوروبي الذي يعد الآن دراسة حول الاحواض المائية التي تتكون من مياه الامطار في افريقيا، امس اثناء المنتدى العالمي للمياه، زيادة مساعداته للتنمية في مناطق تفتقر الى المياه في القارة.

لكن كوس ريشيل المدير العام للتعاون والتنمية في المفوضية الاوروبية اوضح ان المؤسسات الاوروبية لن «تقدم وعودا بالارقام اثناء المنتدى».

وذكر ريشيل ان الدول الاروروبية «تعهدت» بزيادة برامج المساعدات للتنمية الى اكثر من المبلغ المحدد حاليا بـ4.1 مليار يورو.

يشار ايضا الى ان بنود اتفاقية جنيف حول تزويد المدنيين بالمياه في زمن الحرب ينبغي تعديلها بهدف توضيحها لانها غامضة جدا، على حد ما اعلن نائب رئيس المجلس العالمي للمياه لوييك فوشون في كيوتو امس.

وقال فوشون على هامش المنتدى العالمي الثالث للمياه «ان طلبا رسميا من المجلس بشأن «تنقيح النصوص حول الوصول الى المياه» في الاتفاقية ستحمله اليونسكو خلال هذا العام لتنقله الى الامم المتحدة».

واضاف ان «النصوص تعود إلى 50 عاما. وحتى لو جرى تعديلها مرارا الا انها لا تزال تتضمن غموضا حول ما يمكن ادانته ام لا في مجال عمليات التدمير».

وكانت جلسة عرض التقرير حول تمويل البنى التحتية للمياه قد تعطلت امس بسبب اقتحام خمسين متظاهرا قاعة المؤتمر.

وكان قد سمح لناشطين مناهضين لـ«تخصيص المياه» بالقاء كلمة تنديد بالتقرير الذي اعدته عشرون شخصية (من رجال مصارف ووكالات دولية وشركات خاصة ومنظمات غير حكومية) برعاية ميشال كامديسو المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، كما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.