خسائر أسواق المال الأميركية من حرب العراق بلغت 1.1 تريليون دولار قبيل العمليات العسكرية

TT

سان فرانسيسكو ـ رويترز: اظهرت دراسة ان شبح الحرب ضد العراق افقد بورصة الاسهم الاميركية 1.1 تريليون دولار من قيمتها حتى قبل ان تندلع شرارة الحرب.

وتقتفي الدراسة اثر اداء المراهنات على «سند صدام» الذي يتكهن بتوقيت الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وصدر البحث اول من امس فيما سجلت السوق اكبر زيادة في اسبوع واحد منذ القفزة التي حققتها في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول).

ودرس الباحثون في جامعتي ستانفورد وهارفارد حجم خسارة قيم الاسهم الاميركية فيما تزايد الرهان على ان الولايات المتحدة ستخوض حربا للاطاحة بصدام حسين.

وفيما ارتفع مؤشر اسهم ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 7.5 في المائة الاسبوع الماضي توقعا لنهاية سريعة للحرب اوضحت الدراسة ان زيادة احتمالات نشوب صراع افقدت البورصة 15 في المائة من القيمة التي يمكن ان تكون عليها لو لم تشن الولايات المتحدة حربا ضد العراق.

وقال الباحثون ان معظم هذه الخسائر تكبدتها شركات السلع الاستهلاكية وشركات الطيران وشركات التكنولوجيا وتلك التي تعتمد على الانفاق بلا قيود. وقال اريك زيتزويتز استاذ الاقتصاد في كلية الاعمال بستانفورد والذي شارك في اعداد الدراسة «جميع الانباء التي صدرت هذا الاسبوع لها صلة بالتوقيت. جرى حساب تكلفة الحرب منذ فترة».

ولقياس تأثير مخاوف الحرب على السوق تتبع الباحثون اثر عمليات مراهنة عبر الانترنت من خلال موقع تريدسبورتس ومقره ايرلندا.

ومنذ سبتمبر في العام الماضي يعرض الموقع التعامل على أداة مالية باسم «سند صدام» تدر عشرة دولارات وتقوم على المراهنة على الاطاحة بالرئيس العراقي في وقت معين.

وقال الباحثون ان تتبع حركة المراهنة يعطي صورة عن قرب لتوقعات السوق لاحتمالات انتهاء الحرب بالاطاحة بصدام.

وعلى سبيل المثال كان آخر سعر لسند صدام لشهر مارس (آذار) 7.80 دولار اول من امس فيما يشير الى ان احتمال الاطاحة بصدام بنهاية الشهر يصل الى 78 في المائة. وهذا يمثل ارتفاعا من الاقفال السابق عند 65 في المائة وارتفاعا حادا من 17 في المائة في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال زيتزويتز «نظر الكثير من الخبراء للتكلفة من ناحية ميزانية الحرب. ونحن اعتقدنا ان هذا يمثل التطلع لقمة جبل الجليد. فقد أردنا دراسة التأثير على الاصول المالية».

وقدر خبراء آخرون التكلفة المباشرة للحرب الاميركية بين 22 و140 مليار دولار اعتمادا على طول فترة النزاع ومدى استعداد الولايات المتحدة لتمويل اعادة بناء العراق.

وقالت الدراسة ان السوق وضعت في الحسبان احتمالا بنسبة 70 في المائة ان المحصلة النهائية للحرب ستؤدي لتراجع السوق بنسبة تتراوح بين صفر و15 في المائة، وان هناك احتمالا بنسبة 20 في المائة ان يتراجع بين 15 و30 في المائة.

وقال الباحثون ان اسوأ الاحتمالات وهو احتمال ضعيف لا يزيد عن عشرة في المائة ان يهوي السوق بنسبة تزيد عن 30 في المائة.

وقال جاستن وولفرز استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاعمال في ستانفورد «هذا يعني انه حتى منتصف مارس احتسب السوق في اسعار الاسهم بالفعل 95 في المائة من اثر الحرب لتختفي 1.1 تريليون دولار من ثروة البلاد».