الشركات الأميركية تتسابق منذ الآن لتنفيذ عقود في عراق ما بعد التغيير

TT

تطمح جميع الشركات الكبيرة في العادة بعقود كبيرة، ومثل غيرها من الشركات تفكر ثلاث شركات من كاليفورنيا هي «باكتل غروب أي ان سي» التي تنفذ عقداً لمصهر المنيوم في البحرين بقيمة 1.7 مليار دولار ، وشركة «بارسونز كورب» التي تعتزم بناء مدينة لايواء 200 الف شخص في صحراء المملكة العربية السعودية اضافة الى شركة «فلاور كورب» التي وقعت عقدا لتطوير حقول نفط في كازاخستان بقيمة 1.3 مليار دولار.

وحين تطرح وكالة التنمية الدولية صفقة قيمتها 600 مليون دولار قد تبدو هذه الصفقة متواضعة نسبيا عند مقارنتها بمثل تلك العقود، لكن هذه الشركات تلقفت الامر عندما عرضت عليها الصفقة بغبطة كبيرة وسارعت الى تقديم عروضها ومخططاتها حينما علمت ان العقد خارج حدود الولايات المتحدة وبالتحديد في العراق. والسبب ببساطة انه لاتوجد شركة واحدة لاتفكر باغتنام فرصة تنفيذ عقد بناء في العراق لانها تدرك ببساطة انه ليس سوى بداية لسلسلة من العقود الاستثمارية الكبيرة.

وعبر عن هذه الطموحات تشارلس تايفر نائب المستشار العام لمجلس الممثلين للشركات الاميركية ان صفقة بقيمة 600 مليون دولار يمكن تخيلها ببساطة ان تتحول الى مليارات الدولارات، وستكون اموال حقيقية ولا اعتقد ان احداً يريد تفويت مثل تلك الفرصة. كما ان هذه العقود ستكون مضمونة الارباح نظرا لما تتمتع به من تسهيلات ضريبية فضلا عن انخفاض التكلفة. وهذا الاسبوع سيتم الاعلان عن اول شركة تحصل على هذا الامتياز ومعروف ما يمنحها ذلك من اعفاءات وتسهيلات اضافية وكونها تحقق سبقا تجاريا في عراق ما بعد التحرير.

وبمجرد ان تأخذ تلك الشركات موطأ قدم هناك وتحقق بعض النجاح فانها تستطيع ان تطور من فرص استثماراتها بشكل اكبر.

وتدرك الشركات الاجنبية وحكوماتها ان لا حصة لها للمنافسة في الحصول على تلك العروض ، وبدأ منظمو الصفقات يستشعرون بخطورة قوة الروابط بين الوكالة واعضاء الحزب الجمهوري او ادارة الرئيس دبليوبوش ذلك لان وكالة التنمية الدولية التي كانت لاتحصل الا على اموال ضئيلة في السابق ستحصل في المستقبل على مليارات الدولارات من الادارة الاميركية عندما تباشر بتنفيذ تلك العقود.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»