خبراء: الاكتشافات النفطية الجديدة تعزز مكانة السعودية في احتياطي الغاز في العالم

TT

علقت مصادر نفطية مطلعة على الاكتشافات الجديدة التي اعلنت عنها السعودية والمتمثلة في اكتشاف حقول نفطية جديدة في المنطقة الشرقية، وقالت ان تلك الاكتشافات ستلعب دورا هاما في جعل السعودية في طليعة الدول المنتجة للغاز في العالم، كما انها ستعزز مكانتها في احتياطيها من الغاز .

وكان علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي قد اعلن اول من امس عن اكتشاف حقل نفطي جديد بالمنطقة الشرقية اطلق عليه اسم «يبرين» تبلغ طاقته الانتاجية الاولية حوالي 5100 برميل من النفط الخام وحوالي 4.7 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا.

ويتوقع مراقبون ان تساهم الاكتشافات الجديد لآبار الغاز في السعودية في رفع نسبة استخدام الغاز كوقود بدلا عن الزيت الخام او زيت الوقود في محطات الكهرباء ومعامل التحلية والمصانع البتروكيميائية والتي تعد المستهلك الاكبر للغاز مما سيوفر جزءا اكبر من الزيت الخام والمنتجات البترولية لتصديرها للخارج والحصول على عوائد اضافية، كما ان استخدام الغاز عوضا عن الزيت له دور فعال في حماية البيئة. وتأتي الاكتشافات الجديدة لحقول الزيت والغاز تأكيدا لقدرات السعودية النفطية والاقتصادية حيث ان اراضيها تختزن الكثير من المعادن الثمينة، اضافة الى النفط والغاز اللذين يشكلان عصب التنمية الاقتصادية.

وتفيد الدراسات موثوقة ان الطلب المحلي للغاز يواصل ارتفاعه وفي تزايد من قبل الصناعات البتروكيميائية، ويتوقع ان تتوسع تلك الصناعة بشكل اكبر مقارنة بالسنوات القليلة الماضية وذلك لمواجهة الطلب العالمي المتزايد على المنتجات البتروكيميائية، واكــدت شركة «ارامكو السعودية» التي تقف وراء قطاع انتاج النفط والغاز في السعودية، ان لديها استراتيجية طويلة المدى لصناعة الغاز في السعودية حددت من خلالها تصورات الزيادة في الطلب عليه لدعم احتياجات محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه والقطاعات الصناعية المختلفة، ويتطلب تنفيذ هذه الاستراتيجية المزيد من اعمال التنقيب عن الغاز وتطويره.

ويتوقع ان يبلغ انتاج السعودية من الغاز، المرافق وغير المرافق، حوالي 10 بلايين قدم مكعب قياسية في اليوم وذلك بحلول عام 2010، فيما يبلغ احتياطيها من الغاز حوالي 220 تريليون قدم مكعب منها 135 تريليون من الغاز المرافق و85 تريليون من الغاز غير المرافق، وفي ظل الاحتياطات الضخمة تتمتع السعودية بفرص استثمارية وفيرة في قطاع الغاز، فقد تم طرح العديد من هذه الفرص امام المستثمرين الاجانب عبر سلسلة اعمال الغاز، ووقع الاختيار على مجموعة من الشركات الاجنبية للمشاركة في الاستثمار من خلال ثلاثة مشاريع رئيسية في مجال الغاز، ويتوقع ان تتراوح قيمة الاستثمارات في هذه المشاريع الثلاثة مجتمعة ما بين 20 الى 25 بليون دولار، كما ان فوائد هذه الاستثمارات لن تقتصر على قطاع الغاز فحسب بل ستمتد لتطال مجالات اخرى مثل المياه والكهرباء والصناعات البتروكيميائية، بجانب اعمال الانشاء والخدمات والتنمية العمرانية المحلية واسواق التجزئة .

يذكر ان شبكة الغاز الرئيسية التابعة لأرامكو السعودية تمتد اليوم من الخليج العربي الى البحر الأحمر، كما انها تصل الى الاطراف الشمالية والجنوبية للسعودية، وانه تم انشاء ما يزيد على 17 مرفقا من مرافق الغاز الرئيسية الى جانب نحو 150 من المعامل المساندة ومعامل الصناعات الخفيفة التي حولت السعودية الى قوة بتروكيميائية معروفة على الصعيد الدولي، ويتوقع ان يتضاعف انتاج السعودية من الغاز تدريجيا مما يجعله القوة الدافعة في تلك المرحلة الجديدة من مراحل التنمية الصناعية بالسعودية .

من جانب اخر توقعت شركة «ارامكو السعودية» ان تنجز مشروع معمل الغاز في «حقل حرض» خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل، ويعد هذا المشروع ثاني معمل لأرامكو السعودية يخصص للغاز غير المرافق لمعالجة 1.6 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وقد صمم من خليط الغاز الحلو والمر مما سيعمل على امداد شبكة الغاز الرئيسية بـ1.5 بليون قدم قياسية مكعبة من غاز البيع يستخدم معظمها في المنطقة الشرقية وتنقل الكمية المتبقية الى الرياض وينبع، كما سيقوم المعمل بمعالجة 90 طنا متريا من الكبريت في اليوم .

.