«اير كندا» ضحية أخرى لأزمة جديدة تهدد صناعة الطيران العالمية

TT

شيكاغو ـ رويترز: تقدمت «اير كندا» التي تحتل المركز الحادي عشر بين كبرى شركات الطيران في العالم بطلب حماية من الدائنين امس الأول، فيما اعلنت المزيد من شركات الطيران الاستغناء عن عمالة وتقليص رحلاتها لمواجهة ازمة الطيران العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب في العراق. ولم يسبق ابدا ان تعرضت صناعة الطيران لمثل هذا الكم من العوامل السلبية الخارجة عن نطاق سيطرتها، وهناك مخاوف من ان تضطر كبرى شركات الطيران في العالم لاشهار افلاسها.

وبدأ تراجع صناعة الطيران عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع اسعار وقود الطائرات وانتشار مرض رئوي جديد في آسيا مما حد من الاقبال على السفر الى جانب الحرب في العراق التي اشعلت الشرق الاوسط.

واوردت «اير كندا» جميع هذه العوامل عند تقديمها طلب الحماية وفقا للقانون الكندي، وهي اول شركة طيران كبرى تطلب الحماية من الدائنين منذ بداية حرب الخليج. وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من تفادي اكبر شركة طيران في العالم «اميركان ايرلاينز» نفس المصير باعجوبة عن طريق توقيع اتفاقيات مع نقابات العمال لخفض النفقات بشدة.

واعلن الاتحاد الذي يمثل طياري الشركة امس ان نحو 2500 طيار سيحصلون على اجازات او يتقاعدون خلال العام المقبل في اطار الاتفاق. وامس اعترفت «اميركان ايرلاينز» بان وضعها المالي ضعيف والمستقبل غير مضمون، كما ان «يونايتد ايرلاينز» ثاني اكبر شركة طيران في العالم تخضع للحماية من الدائنين وتكافح من اجل اعادة هيكلة عملياتها.

وتوقع محللون ان تضطر شركات طيران اخرى لاشهار افلاسها اذا استمرت الحرب في العراق طويلا، وخفضت مزيد من شركات الطيران الكبرى رحلاتها واستغنت عن عمالة فيما تصارع لمواجهة تراجع الاقبال على السفر. فقد قالت «كونتيننتال ايرلاينز» خامس اكبر شركة طيران في الولايات المتحدة امس الأول انها تنوي تقليص جدول رحلاتها الصيفية بنسبة اثنين في المائة نتيجة ضعف الطلب وانه يتعين عليها خفض عدد اكبر من الوظائف اضافة الى 1200 وظيفة اعلنت عنها في الشهر الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد اجراءات مماثلة من شركات اوروبية كبرى من بينها الخطوط الجوية البريطانية «بريتش ايروايز» والخطوط الجوية الفرنسية «اير فرانس» و«لوفتهانزا» الالمانية. وخفضت جميع شركات الطيران الاميركية الكبرى رحلاتها منذ بدء الحرب في العراق واعلنت العديد منها الاستغناء عن عاملين.

واقتربت الحكومة الاميركية امس الأول من تقديم بعض المساعدة لشركات الطيران المتعثرة على الرغم من ان الصناعة اعلنت بالفعل انها لن تكون كافية. ووافقت لجنة بمجلس الشيوخ على خطة مساعدة بقيمة 3.5 مليار دولار، واقرت لجنة بمجلس النواب اقتراحا مماثلا قدره 3.2 مليار دولار.