وزير الطاقة المغربي يؤكد رصد إجراءات ضرورية لمواجهة تداعيات الأزمة العراقية على الاقتصاد المحلي

محمد بوطالب لـ«الشرق الأوسط»: رفع مخزون الاحتياطي النفطي إلى 90 يوما وثروة بترولية هائلة سنكشفها خلال أيام

TT

قال وزير الطاقة والمعادن المغربي محمد بوطالب ان «المغرب قرر الرفع من مخزون احتياطاته النفطية من 60 الى 90 يوما لضمان استهلاك عادي داخل السوق المغربية» على حد تعبيره.. وأضاف بوطالب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المغرب «اتخذ كل الاجراءات الضرورية لمواجهة تداعيات الازمة العراقية وتأثيرها على الاقتصاد المغربي خاصة في حالة الارتفاع الكبير لأسعار النفط». وتجدر الاشارة الى ان لجنة وطنية مختصة تم تشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عقب الحريق الذي نشب في مصفاة لاسمير الواقعة بمدينة المحمدية قرب الدار البيضاء، وتعتبر هذه المصفاة التي تمتلكها الشركة السعودية كورال هولدينك المؤسسة النفطية الوحيدة، التي كانت في الماضي تستورد النفط الى المغرب من دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية، والامارات وايران والعراق. وتبلغ واردات المغرب من المواد النفطية حوالي عشرة ملايين طن سنويا بمقدار مليار دولار على الاقل.

وقال الوزير ان الاجراءات التي اتخذتها اللجنة الوطنية، والتي تضم خبراء من القطاع الخاص والعام والمؤسسات المتخصصة في التوزيع، تهدف الى اللجوء الى دعم «صندوق المقاصة ( صندوق دعم المواد الاستهلاكية) في حالة استعجالية قد تعرف فيها اسعار المحروقات تدهورا ملحوظا في الاسواق العالمية.

وكان صندوق المقاصة قد تدخل سنة 2000ـ1999 لدعم اسعار المحروقات في السوق الداخلي بمعدل 500 مليون دولار حين ارتفعت فاتورة المحروقات الى 1.4 مليار دولار.

وكانت وزارة المالية قد كشفت في بداية هذه السنة بانها وضعت مخططا لدعم القانون المالي لسنة 2003 انطلاقا من معطيات تقديرية لاسعار النفط في السوق العالمية في حدود 24 دولاراً للبرميل الواحد.

وتتوقع الحكومة المغربية ان تؤدي الحرب الدائرة في العراق وتأثيرها على الاقتصاد المغربي الى انكماش في قطاع السياحة وارتفاع في اثمان الطاقة تقدر بأزيد من مليار دولار هذه السنة.

وفي حديثه عن قطاع الطاقة قال الوزير المغربي بوطالب ان المغرب يظل من البلدان التي تحتوي اراضيها على كميات هامة من النفط الا ان الابحاث الاستكشافية لم تشمل إلا جزءا صغيرا بالمقارنة مع البلدان المغاربية الاخرى كالجزائر وليبيا.

واضاف قائلا: «ان المغرب يتوفر على ثروة نفطية هائلة... وهذا شيء سوف تكشف عنه الايام المقبل.

وحسب الوزير فان شركة دلة البركة السعودية قد اشترت حصة الشركة الاميركية «لون ستار انيرجي» وتعمل بكل جد لاكتشاف النفط في كل من منطقة تالسينت الواقعة قرب الحدود الشرقية مع الجزائر وكذلك في مناطق اخرى من المغرب خاصة في عرض المحيط الاطلسي.

وتوجد حاليا في المغرب 13 شركة دولية متخصصة في الاكتشافات النفطية من بينها شل (هولندية ـ بريطانية)، إنيرجي افريكا (جنوب افريقيا)، طوطال فينا الفرنسية وكير ماكغي الاميركية وهاتان الشركتين الفرنسية والاميركية تقومان بالبحث عن النفط في مياه الصحراء الغربية وسوف تكشف عن نتائج دراستهما في بداية 2004 على حد تعبير الوزير. الذي أضاف قائلا: «سوف يكون لنتائج دراسات هاتين الشركتين وقع ايجابي وكبير على المغرب وعلى مستقبل البحث النفطي في المياه المغربية». وحسب التحاليل الجيوفيزيائية للخبراء الغربيين فان المناطق البحرية المغربية تشبه خليج المكسيك وغرب افريقيا حيث توجد كميات هائلة من النفط والغاز.. ويعتبر المغرب البلد الوحيد في شمال افريقيا الذي لم يكتشف بعد اي نفط على اراضيه حتي اليوم».