تراجع الدولار عن مستوياته المرتفعة في أوروبا وآسيا

أسهم طوكيو تغلق على هبوط وتراجع مؤشرات أوروبا مع تحول الاهتمام إلى أرباح الشركات

TT

انخفض الدولار عن أعلى مستوى في اسبوعين الذي سجله مقابل اليورو واعلى مستوى في ثلاثة اشهر امام الفرنك السويسري أمس فيما يترقب مستثمرون التطورات في بغداد ومعرفة مصير الرئيس العراقي صدام حسين. وارتفعت العملة الاميركية بصفة عامة اول من أمس بعد توغل الدبابات الاميركية الى قلب العاصمة العراقية لتؤجج التكهنات بان الحرب ستنتهي خلال أيام وليس أسابيع.

الا ان الاتجاه الصعودي للعملة تعثر فيما يتوقع المستثمرون نزاعا دمويا في المستقبل ونتيجة مخاوف بان تستمر هشاشة الاقتصاد الاميركي وعلاقاتها الدبلوماسية حتى بعد ان تنتصر الولايات المتحدة في الحرب. وقال ستيفن بيرسون من هاليفاكس بنك اوف سكوتلاند تريجيري سرفيسيز «تراجع الدولار نتيجة لمخاوف تتعلق بالحرب ومبيعات لاسباب فنية. قد يتحول الوضع الى قتال دموي في الشوارع مما لا يسهم في وضع نهاية سريعة للحرب».

وقامت القوات الاميركية بمحاولة اخرى لقتل الرئيس العراقي وقصفت مبنى بمنطقة سكنيه في بغداد. ولم يعرف ما اذا كان صدام حيا او ميتا. واستقرت العملة الاميركية عند 1.07 دولار مقابل اليورو في منتصف جلسة التعامل الاوروبية لتنخفض اكثر من واحد بالمائة من اعلى مستوى لها في اسبوعين الذي سجلته أمس. وبلغ سعر الدولار 119.50 ين بانخفاض أكثر من ين عن أعلى مستوى في أسبوعين.

ورجح متعاملون ان تهيمن الاحداث في العراق على التعاملات حتى صدور بيانات مبيعات التجزئة الاميركية ومسح معنويات المستهلكين الاميركيين لجامعة ميشيجان لشهر ابريلة (نيسان). وستراقب الارقام الاميركية عن كثب فيما يحاول المحللون تقييم مدى الضرر الذي الحقته الحرب بالانفاق الاستهلاكي وهو المحرك للاقتصاد الاميركي. وقال بنك اليابان المركزي انه سيبقي سياسته النقدية المتساهلة للغاية دونما تغيير كما كان متوقعا. وقال البنك انه يدرس شراء اسهم تدعمها اصول بصفة خاصة من شركات صغيرة ومتوسطة الحجم.

واخفق الدولار في الاحتفاظ بمكاسبه في معاملات اسيا أمس بينما حدت الشكوك بشأن آفاق الاقتصاد الاميركي بعد الحرب من تأثير تقدم القوات الاميركية في العراق. وارتفع الدولار الى 120.15 ين ولكنه ظل دون اعلى مستوى في اسبوعين.

الذي بلغه اول من امس عند 120.89 ين. الا ان الدولار تراجع لاحقا ليصل بحلول الساعة 0629 بتوقيت غرينتش الى 119.62/ 119.65 ين مقارنة مع اغلاق نيويورك امس على 120.02/ 120.10 ين. وقال متعاملون ان الدولار شهد موجة صعود طوال اسبوع تقريبا حتى امس الاول بفضل توقعات بان الحرب في العراق تقترب من نهايتها لكن انظار السوق تتحول الآن في ما يبدو الى آفاق الاقتصاد الاميركي بعد انتهاء الحرب.

الى ذلك هبطت الاسهم اليابانية عند الاغلاق أمس مع اقبال المستثمرين الذين يتطلعون لما بعد الحرب في العراق على بيع اسهم شركات كبرى مثل مجموعة ميزوهو المالية بسبب المخاوف بشأن الانكماش المحلي والتوقعات المرتقبة للاقتصاد الاميركي. واعلن بنك اليابان المركزي خلال اليوم انه قرر ترك سياسته النقدية دون تغيير بعد اجتماع استمر يومين. وقال محللون انه رغم ان قرار البنك المركزي كان متوقعا على نطاق واسع في السوق فانه لم يترك املا يذكر في نهاية سريعة للمشاكل الهيكلية في اليابان بما فيها الهبوط المستمر للاسعار. واغلق مؤشر نيكي القياسي على 8131.41 نقطة بانخفاض 1.44 بالمائة او 118.57 نقطة بعد ان قفز امس 2.18 بالمائة. وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.98 بالمائة ليغلق على 802.86 نقطة بعد ان ارتفع امس 1.89 بالمائة عندما اقتحمت دبابات اميركية وسط بغداد. وانخفضت اسهم الشركات الكبرى في اوروبا أمس فيما سلطت الاضواء من جديد على ايرادات الشركات. وقال خبراء ان المستثمرين ينظرون الى ابعد من التبعات الاقتصادية المحتملة للحرب ويتابعون من جديد البيئة الضعيفة المحيطة بثقة المستهلكين ونمو ايرادات الشركات. وقال روبرت طومسون من إي تريد سيكيورتيز «فيما تدخل الحرب مراحلها الاخيرة فان الاهتمام يعود الى حالة الاقتصاد التي لا تزال ضعيفة». وتابع «تراجعت ثقة المستثمرين ورغبة الشركات في الانفاق عالميا حتى قبل نشوب الحرب ورغم ان المؤشرات وعمليات المسح قد تنتعش قليلا في ابريل فانها لن تعوض كل خسائرها».

وهبطت اسهم كبرى الشركات البريطانية أمس متأثرة بوول ستريت مع عودة الغيوم الاقتصادية الى السوق اثر اعلان سلسلة متاجر ماركس اند سبنسر البريطانية تباطؤ النمو. وقال متعاملون ان انتعاش السوق اول من امس وسط تفاؤل بنهاية سريعة للحرب في العراق انحسر أمس وان المستثمرين يركزون على اخبار شركتي متاجر التجزئة الكبيرتين ماركس اند سبنسر وتسكو.

وقال نايجل كوبي المدير في جيه.بي مورجان «كثيرون شعروا بالاحباط لما حدث في الولايات المتحدة امس. المسألة هي ان الوضع في العراق يتراجع الى خلفية الصورة في حين يتقدم الاقتصاد الى الصدارة. قد نرى انتعاشا اذا وصلوا الى صدام حسين ولكن فرص الصعود من هنا تبدو محدودة». وثار الحديث في السوق عن مصير الرئيس العراقي صدام حسين وولديه بعد ان قال مسؤول اميركي ان هجوما للطائرات الحربية الاميركية استهدفهم. وهبطت اسهم «ماركس اند سبنسر» اربعة بالمائة بعد بيان تجاري مخيب للآمال في حين لم يطرأ اي تغير على اسهم تسكو اكبر سلسلة متاجر للمواد الغذائية في بريطانيا بعد ان حققت ارباحا عند الحد الاعلى من توقعات السوق.