فقراء أفريقيا يزدادون فقرا باستمرار الحرب في العراق

TT

جوهانسبرج ـ رويترز: حرب العراق بعيدة جدا عن امثال كولن كوانيلي الوافد من زيمبابوي والعامل بمحطة بنزين باحدى ضواحي جوهانسبرج الراقية.

وعلى خلاف كثيرين مثله لا يستطيع كوانيلي، 21 سنة، ان يشاهد في بيته تطورات الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على القنوات الفضائية. ولكنها تؤثر فيه دون ان يعرف.

رفعت الحرب اسعار النفط العالمية وقال كوانيلي «سعر لتر البنزين الخالي من الرصاص 4.26 راند وكان 4.22 راند».

وبينما تتطلع اميركا وأساطين التنمية في العالم الى عراق ما بعد صدام فان افريقيا بفقرائها وتعسائها سقطت من الحساب. يمكن ان يؤذي ارتفاع اسعار النفط اقتصاديات الدول التي تستورد الوقود وتتحول المعونات الى الشرق الاوسط ويغض العالم الطرف عن زعماء افارقة مستبدين.

قالت فومزيلي لانجيني من مؤسسة «مازواي سكيوريتز» للسمسرة بجوهانسبرج «ستؤدي الحرب الى استبعاد القضايا الافريقية من المسرح العالمي. ولننظر الى الاموال التي ستضخها اميركا في الحرب. طلب جورج بوش 74.7 مليار دولار واعتقد ان اية مبالغ خصصت لمعونات افريقية قد تأجلت». وقبل اسابيع قليلة كانت انجولا وغينيا والكاميرون ترفل في ثوب قشيب بالامم المتحدة حيث كانت الدول الكبرى تخطب ودها في موضوع التصويت على حرب العراق.

واختفى الاهتمام عندما تخلت اميركا وبريطانيا عن طلب تأييد الامم المتحدة للحرب.

قال رئيس موزامبيق يواكيم تشايسانو في تصريح لرويترز «نشعر بالقلق بان الموارد التي كانت ستستخدم في التنمية ستذهب للحرب... والحرب تعني ارتفاع أسعار الوقود بالنسبة للبعض في القارة وايضا غموض الاسواق المالية وهذا لا يشجع الاستثمار».

ووعدت فاليري اموس وزيرة الشؤون الافريقية البريطانية بان مشروعات اعادة بناء العراق بعد الحرب لن تؤثر في تنمية افريقيا. وقالت للصحافيين في جنوب افريقيا «هل سيكون الاعمار مكلفا.. نعم. هل سيؤثر في التزامات المملكة المتحدة تجاة افريقيا.. كلا».

ولكن بخروج العاملين بمنظمات الاغاثة والمعونة من افريقيا الى افغانستان المنكوبة بعد الحرب هناك بقيادة الولايات المتحدة عام 2001 فان افارقة كثيرين لم يقتنعوا بمثل هذه الوعود.

وسببت الحرب تقلبات في اسعار النفط تهدد بزعزعة اقتصاديات اكثر القارات فقرا. ويمكن ان يستفيد من حرب طويلة مصدرون للخام جنوب الصحراء الكبرى مما يشجع شركات غربية على الابتعاد عن الشرق الاوسط غير المستقر.

وقالت لانجيني «بالنسبة للدول المستوردة يحدث العكس الا اذا تحسنت عملاتهم كما رأينا في جنوب افريقيا».

ولكن نيجيريا، أكبر مصدر للنفط في افريقيا، تشهد صراعات عرقية قلصت انتاجها اليومي ومقداره 2.22 مليون برميل يوميا الى 800 الف برميل يوميا.

وقال ريتشارد كورنول من معهد الدراسات الامنية بجنوب افريقيا «لم يكن التأثير الاقتصادي كما كانوا يظنون. كما ان الاسعار لم تقفز الى اعلى.. في الحقيقة وعلى الامد الطويل فانه بزيادة انتاج النفط بتدفقه من العراق في ظروف مختلفة فانه يمكن توقع انخفاض اسعاره».

وألقى القلق الامني بظلاله على صناعة السياحة في كينيا التي تبلغ قيمتها 300 مليون دولار سنويا والتي تعتبر اكبر مصدر للعملة الاجنبية لثالث اكبر اقتصاد جنوب الصحراء. وألغت سفينتان سياحيتان على الاقل التوقف في ميناء ممباسا الذي تعرض لتفجير في العام الماضي.

وقالت مساعدة وزير السياحة بيث موجو ان نسبة الاشغال في الفنادق الساحلية في كينيا انخفض من 70 في المائة الى 50 في المائة بالمقارنة مع هذا الوقت من العام الماضي وان اجتذاب مليوني سائح هذا العام سيكون مهمة صعبة.

وشهد شهر مارس (اذار) هذا العام انتفاضات عنيفة في جمهورية افريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية وليبيريا ونيجيريا وزيمبابوي. وكلها نجمت من صراعات عرقية محلية.

واي اطالة للحرب في العراق في مواجهة معارضة دولية قد يثير ذكريات الحرب الباردة عندما كانت الولايات المتحدة تتعاطف مع حكام على حساب الديمقراطية وحقوق الانسان.

وكانت النتيجة قيام حكام مستبدين مثل موبوتو في زائير واشتعال حروب اهلية دموية في دول مثل انجولا ورواندا. وفي زيمبابوي قام الرئيس موجابي بمداهمة المعارضة بعد اشتعال اعنف مظاهرات في الشهر الماضي ضده منذ توليه قبل 23 عاما.