مساهمو البنك الدولي وصندوق النقد قلقون من استغلال الولايات المتحدة لهما لتغطية انفرادها بإعمار العراق

TT

واشنطن ـ رويترز: يريد رئيسا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اجماع الدول المساهمة في المؤسستين قبل بدء العمل على اعادة اعمار العراق لكن بعض الدول تشعر بالقلق من ان تكون الولايات المتحدة تحاول استغلال البنك والصندوق لتحييد الامم المتحدة.

وقال مسؤول من البنك الدولي ان بريطانيا وفرنسا والمانيا لا تريد من البنك والصندوق تقديم مساعدات للعراق دون موافقة من الامم المتحدة. وتخشى هذه الدول ان يستغل الرئيس الاميركي جورج بوش الصندوق والبنك للقول بأنه ينتهج مسارا دوليا.

واغضب بوش العديد من الدول منها فرنسا والمانيا عندما تخطى الامم المتحدة وذهب للحرب مع العراق مع عدد محدود من الحلفاء. والآن تضغط هذه الدول من اجل دور اكبر للامم المتحدة في اعادة الاعمار.

وابلغ مسؤول من البنك الدولي «رويترز»: «البريطانيون والفرنسيون والالمان يعملون معا لضمان ان يتم عمل البنك بالتنسيق مع الامم المتحدة».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته «انهم قلقون من ان تكون الولايات المتحدة تستغل البنك والصندوق باعتبارهما غطاء دوليا هزيلا لسياساتها المنفردة».

وكثيرا ما تتهم الولايات المتحدة باعتبارها المساهم الاكبر في المؤسستين الدوليتين بانها تستغلهما لتحقيق اهدافها السياسية الخاصة. وتطالب واشنطن بان يبدأ البنك والصندوق العمل في العراق على الفور.

ويحاول جيمس وولفنسون رئيس البنك الدولي وهورست كويلر مدير صندوق النقد تجنب التورط في ذلك. وقالا انهما مستعدان للمساعدة اذا طلب منهما ذلك لكنهما يحتاجان لمساندة من جانب المساهمين في المؤسستين وهي الدول نفسها الاعضاء في الامم المتحدة قبل البدء في مهمة تقييم حجم احتياجات العراق.

وقال وولفنسون في مؤتمر صحافي اول من امس «بسبب تعقيد الوضع وبسبب العقوبات ...هذا امر اعتقد انا شخصيا انه يتعين عرضه على مجلس الادارة».

وفي حديث مستقل اتفق كويلر على ذلك وحث العالم على السعي للتماسك في ما يتعلق باطار عمل لاعادة اعمار العراق وقال انه لا يستطيع بدء العمل «الا بعد اجماع مجلس الادارة».

ومن ناحية اخرى قال جون سنو وزير الخزانة الاميركي ان وولفنسون يجب ان يعيد النظر في تصريحاته وقال انه ليس هناك حاجة لمزيد من التفويض ليبدأ البنك العمل.

وقال سنو في مؤتمر صحافي في وقت لاحق ردا عل سؤال «اشعر بالدهشة ازاء التصريحات بانه حتى المساعدات الفنية يجب ان ينتظر (وولفنسون) تفويضا قبل ان يقدمها... آمل ان يعيد النظر لاني اعتقد ان البنك الدولي يجب ان يشارك اليوم في اعداد هذه التقييمات».

وابلغ رئيس البنك الدولي رويترز في وقت سابق هذا الاسبوع انه لا يمكنه اجراء تقييم لتكاليف اعادة اعمار العراق وهو جالس في واشنطن.

وقال انه عمليا فور وقف القتال لن يكون هناك ما يمنعه من «وضع نحو ستة من طاقم البنك على متن طائرة للذهاب الى هناك والقاء نظرة».

لكنه يريد ضمان ان تحظى هذه الخطوة بإجماع المساهمين في البنك.