بيانات النمو الاقتصادي الصينية قد تكون أقل من الحقيقة

TT

بكين ـ رويترز: كان الاقتصاديون على مدى سنوات يشتبهون في ان الصين تضخم من بيانات النمو الاقتصادي معلنة بيانات اكبر من الحقيقة خوفا من ان يؤدي الاعتراف باداء اقل الى اثارة اضطرابات اجتماعية وتقويض ثقة المستثمرين.

وما زال الكثيرون يعتقدون ان الصين تتلاعب بالبيانات لكن البعض يروج لنظرية جديدة وهي ان الصين تعلن نموا اقل من المعدل الحقيقي وليس اكبر.

ويعتقد ان الصين تترك لنفسها مجالا للمناورة حتى اذا تعرضت لظروف صعبة ظل بامكانها اعلان اداء جيد لتجنب الاضطرابات.

وقد يمكنها ذلك على سبيل المثال من التعامل بسلاسة مع الانخفاضات الحادة في مستويات الاداء بسبب انتشار مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) الذي عطل بالفعل السياحة ومبيعات التجزئة في اسيا وقد يحد من الصورة المشرقة للاداء الاقتصادي للمنطقة اذا لم تتم السيطرة عليه بسرعة.

وقال روب سوبارامان من «ليهمان براذرز» عن بيانات الاقتصاد الصيني في دراسة اعدها «هناك اسباب تدعو للتشكك».

وأضاف «الحكمة التقليدية هي ان البيانات الصينية الرسمية تقدر النمو باكبر من حقيقته. لكن التلاعب بالبيانات قد يتم في الاتجاهين. ونعتقد ان الاقتصاد ربما ينمو بمعدل اسرع مما تشير اليه البيانات الرسمية وقد يصل الى 12 في المائة».

وقالت الصين ان معدل نمو اجمالي الناتج المحلي بلغ 9.9 في المائة في الربع الاول من العام بالمقارنة بالفترة نفسها من العام السابق اي بارتفاع اكبر بكثير من المستوى المستهدف البالغ سبعة في المائة في عام 2003 بالكامل. ونما الاقتصاد العام الماضي بمعدل ثمانية في المائة.

ووصل سوبارامان لتقديره للمعدل الاعلى للنمو بحساب متوسط نمو الناتج الصناعي ومؤشر للانفاق اعده لمحاولة التوصل الى صورة اوضح للاداء الاقتصادي.

وتمثل هذه الافكار اختلافا كبيرا عن الاعتقادات السائدة منذ اعوام عندما قال بعض الاقتصاديين ان الصين تبالغ في تقدير النمو لتغطية تباطؤ شديد نجم عن الازمة المالية الاسيوية.

وقدر توماس راوسكي من جامعة بتسبرغ في الولايات المتحدة اجمالي معدل النمو من عام 1997 الى عام 2001 بنحو 12 في المائة اي اقل بكثير من 34.5 في المائة اعلنتها بكين.

لكن ظهرت دلائل على ان الاحصائيين في الصين يأخذون عملهم بجدية اكبر رغم رفضهم الكشف عن اساليبهم.

وقال ايتشيرو اوتاني ممثل صندوق النقد الدولي في بكين «انا واثق ان الصين احرزت تقدما في جمع البيانات والاساليب الحسابية».

ورغم ذلك ظل الشك يساور حتى الاقتصاديين الحكوميين الذين عادة ما يتبنون الخط الرسمي.

وقال اقتصادي بارز انه يعتقد ان الصين تلاعبت في بيانات اجمالي الناتج المحلي في الربع الاخير من عام 2002 بالخفض لاعطاء الحكومة الجديدة الفرصة لاعلان بيانات افضل.

وقال باي هيجين الرئيس السابق لمركز للدراسات تديره لجنة التنمية والاصلاح الحكومية ان بعض الاستثمارات والصادرات رحلت فيما يبدو للربع الاول من هذا العام.

وابلغ رويترز «القيادة الجديدة لا تريد ان ترى الاقتصاد ينمو بمعدل ابطأ... طلب من الحكومات المحلية خفض تقديراتها لنمو اجمالي الناتج المحلي عام 2002 حتى تأتي المقارنة السنوية في الربع الاخيرة من العام الحالي افضل».