الرئيس التنفيذي لطيران الخليج: أبوظبي وضعت خطة إنشاء شركة طيران لها «على الرف»

TT

اكد الرئيس التنفيذي لشركة طيران الخليج ان خطط امارة ابوظبي لانشاء شركة طيران تجارية خاصة بها «وضعت على الرف» في الوقت الراهن وان الاتجاه الآن بين مالكي الشركة وهي حكومات ابوظبي والبحرين وسلطنة عمان هو اشلتركيز على انجاح خطة الانقاذ التي وافق عليها مجلس ادارة الشركة في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وقال جيمس هوغن (47 عاما) في حديث خاص لـ«الشرق الاوسط» في دبي هذا الاسبوع ان «طيران الخليج» تخطط لامتلاك اسطول مكون من 60 طائرة بحلول عام 2009 من 38 طائرة حاليا. وكان رئيس طيران الخليج السابق الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان ادلى بتصريحات مؤخرا عن وجود خطط لامارة ابوظبي لاطلاق شركة طيران دولية خاصة بها الا انها «تنتظر الوقت المناسب» للاعلان عن هذا المشروع الا انه لم يتطرق حينها الى تفاصيل الخطة او ان كان هناك جدول زمني لهذا المشروع.

وقال هوغن ان الحكومات المالكة للشركة كانت لديها «خطط طوارئ» في حالة انهيار طيران الخليج ومنها انشاء ناقلات خاصة بها.

ويبدو ان وصول طيران الخليج الى مرحلة الانهيار في مايو (أيار) من العام الماضي حفز ابوظبي الى التعامل مع الواقع الممكن من خلال دراسة جاهزة عن شركة طيران تجارية تملكها الحكومة، الا ان هذا التهديد قد زال على ما يبدو بعد عرض خطة انقاذ طيران الخليج التي تستمر لثلاثة اعوام.

وقال هوغن: «هذه الدراسة على الرف». وعند سؤاله الى متى ستبقى كذلك اجاب ضاحكا: «ستبقى على الرف».

الا انه اردف قائلا بأن شركات الطيران الصغيرة الحجم لا يمكنها البقاء في عالم الطيران السائد حاليا مشيرا الى وجود مباحثات بين طيران الخليج و«الطيران العماني» وكذلك «الملكية الاردنية» حول ما وصفه «بالتعاون» فيما بين هذه الناقلات وخاصة في مجال استفادة هذه الناقلات من شبكات بعضها البعض والمشاركة في بعض التكاليف اللوجستية مثل عقود صيانة الطائرات. وقال «اننا ننظر لقطاع الطيران (في الشرق الاوسط) كما سيكون عليه بعد 15 عاما. المنطقة تتغير والعراق سينفتح وهناك احتمال للتوصل الى سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال اربع سنوات. يجب علينا الا ننظر الى الامام ونكون مستعدين». ويبدو ان الرئيس التنفيذي للشركة الذي تم تعيينه في مايو (ايار) من العام الماضي ليكون «المنقذ» يعرف قواعد اللعبة جيدا خاصة ان تاريخه المهني في استراليا وبريطانيا ارتبط بالتدخل لانقاذ شركات كانت على حافة الانهيار من خلال اعادة هيكلتها من جديد ووضعها على مسار الربحية من جديد. ومن هذا المنطلق يؤكد هوغن قائلا «لدينا شركة قوية لها تاريخ عريق ونحن الآن نقوم بتغيير المنتج وجعله اكثر جاذبية للزبائن». وبالنسبة لهوغن فإن خطة الانقاذ او الانعاش كما يفضل ان يطلق عليها بدأت تؤتي ثمارها مشيرا الى ان الشركة الاستشارية التي كانت تتولى الاشراف على هيكلة طيران الخليج توقعت في مايو (ايار) 2002 ان تصل خسائر الناقلة حتى نهاية العام الماضي الى 132.5 مليون دولار الا ان الادارة الجديدة تمكنت بعد شهرين فقط من تخفيض الخسائر المتوقعة الى 111 مليون دولار بحلول يوليو (تموز) والى 108 ملايين دولار بنهاية العام 2002 اي وفرت خسائر قدرها 26.5 مليون دولار في ستة اشهر. ويتطلع هوغن الى تخفيض الخسائر هذا العام الى 53 مليون دولار وتحقيق التعادل في الميزانية العام القادم والبدء بتحقيق الارباح في 2005. ويبدي الرئيس التنفيذي تفاؤله بتحقيق النجاح مشيرا بذلك الى النتائج «القياسية» التي حققتها الشركة خلال الربع الاول من العام الحالي حيث تراوح النمو الاجمالي للعمليات بين 22-24% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويقول «حتى مع الحرب (على العراق) ووباء الالتهاب الرئوي حققنا نتائج قياسية باستثناء شهر مارس (اذار)». كما تستعد الشركة لاطلاق رحلات مكونة من درجة واحدة فقط هي الدرجة السياحية في الاول من يونيو (حزيران) المقبل. ويقول هوغن ان هذا لا يعني ان طيران الخليج ستتحول الى ما يطلق عليه في اوروبا «الطيران الرخيص Low Budget » مشيرا الى ان الناقلة ستواصل تقديم ثلاث درجات على الخطوط الرئيسية وتسيير رحلات الدرجة السياحية فقط على الخطوط التي لا طلب فيها على الدرجتين الاولى ورجال الاعمال مثل جاكرتا ومانيلا ومانشستر وغيرها. وقال: «الطائرة حرز ثمين يجب علي ان اعرف كيف استخدمها لجني مزيد من العوائد». كما قامت الشركة الشهر الحالي بتغيير شعارها وهويتها التجارية والوان طائراتها وبدلت ازياء المضيفين والمضيفات كجزء من حملة شاملة لتعزيز جاذبية الشركة في السوق. وكشف هوغن ان طيران الخليج تعتزم رفع اسطول طائراتها من 38 حاليا الى 60 طائرة بحلول عام 2006. وقال ان الشركة تعتزم الحصول على طائرتين او ثلاث طائرات العام الحالي لتعزيز شبكتها ورحلاتها الا انه لم يشر ان كانت الشركة تعتزم شراء هذه الطائرات او استئجارها مكتفيا بالقول «نتطلع الى الحصول على افضل صفقة». وقال «مع تطور الاداء وتعزيز شبكتنا من خلال اطلاق رحلات منتظمة الى سيدني واثينا وغيرهما فإننا نحتاج لطائرات جديدة. وكلما برزت فرص سنقوم بشراء طائرات الا انه بين الآن وحتى 2005 سنكتفي بتشغيل ما لدينا (من طائرات)». وكشف انه ابتداء من عام 2006 ستبدأ طيران الخليج بتجديد اسطولها حيث باشرت عقد مباحثات مبدئية مع كل من «ايرباص» الاوروبية و«بوينغ» الاميركية.

وقال: «يجب ان يكون لدينا مزيج من الطائرات ذات الجسم العريض والجسم الضيق والطائرات الاقليمية (متوسطة وقصيرة المدى)». واضاف «هدفنا تعزيز شبكتنا الاقليمية وزيادة عدد الرحلات. واستبعد هوغن الاعلان عن اية نتائج هذا العام عن المباحثات مع عملاقي صناعة الطائرات. وتهيمن على اسطول الشركة الحالي طائرات من طراز «ايرباص» الا ان الرئيس التنفيذي تجنب الحديث عن ماهية المفاوضات مع بوينغ او ايرباص بخصوص نوع الطائرات التي تنوي شراءها مستقبلا، وقال «لدينا طائرات ايرباص اكثر وقلت لبوينغ: اعطونا صفقة جيدة (لننوع اسطولنا)».