السعودية تتجه لتنظيم مناطق في المدن والمحافظات لتفعيل دورها في قطاع السياحة

انطلاق أول ملتقى سياحي بنهاية مايو المقبل في جدة بمشاركة 600 خبير

TT

أكد الامير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة في السعودية أن قطاع السياحة في السعودية مقبل على صناعة كبيرة من شأنها تفعيل الادوار، وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن من بين الاطروحات الموجودة والتي سترى النور خلال الاشهر المقبلة هي إقامة مناطق وتنظيمات في المدن والمحافظات لها مداخيل خاصة وموظفون من القطاع الخاص والجهات الحكومية ولها أيضا مدير تنفيذي ومجلس إدارة، ومهمة هذه التنظيمات هي وضع خطط وبرامج واستراتيجيات سياحية لكل منطقة منفردة، حيث أن الهيئة لن تكون لها فروع في المدن السعودية، وتقوم هذه التنظيمات مقام الهيئة في المدن ولها صلاحيات واعمال.

على صعيد اخر تقرر إقامة ملتقى السياحة السعودي الاول في الايام الاخيرة من مايو (آيار) المقبل في جدة، تحت شعار «تسويق السياحة الوطنية» ويفتتح الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام رئيس الهيئة العليا للسياحة، الملتقى الذي يشارك فيه نحو 600 خبير ومسؤول مختص بالسياحة والمشاريع الترفيهية من السعودية ودول العالم.

وقال الامير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العليا للسياحة، إن الهدف من الملتقى هو إبراز السياحة كصناعة ودورها الهام للمساهمة في الناتج المحلي وتنويع مصادر الدخل، خاصة أن الهيئة تسعى إلى تفعيل المشاركة بين القطاعين الحكومي والخاص، من حيث المساهمة الفعالة للمناطق المختلفة كشريك فاعل مع الهيئة ونشر الفهم الواعي.

وأضاف الامير سلطان بن سلمان أنه لتحقيق التفاعل بين الاطراف المشاركة شرعت الهيئة في عقد لقاءات مفتوحة مع المعنيين من المهتمين، وعقد لقاء مع المسؤولين على مستوى المناطق والقيام باستطلاع الاراء ووجهات النظر لرجال الاعمال والجمهور، موضحا أن الامانة العامة للهيئة بصدد تنظيم أول ملتقى لسوق السفر والسياحة في السعودية الاشهر المقبلة، يستهدف التسويق والترويج للبرامج السياحية في البلاد، فضلا عن مشاركة نحو 50 شركة سعودية متخصصة في السياحة في ملتقى دبي السياحي الذي يقام الشهر المقبل، وبين الامير سلطان بن سلمان أن الهيئة سوف تشارك بجناح خاص لها في المعرض فضلا عن الشركات السياحية السعودية.

ويركز الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام ويشارك على تطوير الأنشطة السياحية سواء لأبناء البلاد أو الزائرين لها من دول مجاورة، ويلقي الضوء على المشاريع الخدمية والمناطق السياحية المتوفرة.

ويتحدث في الملتقى أكثر من 25 متحدثا من خبراء السياحة في القطاعين العام والخاص ومن المتخصصين الاكاديميين من أساتذة الجامعات السعودية.

ويتصدر قائمة المتحدثين الرئيسيين الامير خالد الفيصل أمير منطقة عسير، حيث تعتبر منطقته من المدن السعودية الأولى التي استقطبت سياحا سعوديين وعرباً واجانب، كما يتحدث أيضا الامير عبد الله بن فيصل بن تركي محافظ الهيئة العامة للاستثمار، حيث يلقي الضوء حول مناخ وبيئة الاستثمار في السعودية، إضافة إلى نخبة من رجال الاعمال الذين لديهم باع طويل في هذا المجال الحيوي.

وقالت مصادر منظمة للملتقى ان واحدا من أهم المحاور التي سيتم التركيز عليها، هو تنشيط السياحة المحلية كهدف اقتصادي استراتيجي وتشجيع الجهود الرامية لتطوير السياحة الداخلية، كما يركز على التسويق السياحي وهو نشاط يعني بالبحث في احتياجات العمل واجتذابه وتحقيق رغباته وتحويله من الخدمات والمنتجات السياحية في الخارج الى التعامل معها في الداخل، الامر الذي يؤدي الى انتعاش الاستثمارات المحلية والخدمات المصاحبة لقطاع السياحة.

ويستعرض في الملتقى التجارب السياحية الناجحة في عدد من الدول المجاورة، حيث يتحدث كل من محسن بن خميس البلوشي، وكيل وزارة التجارة والصناعة للسياحة في سلطنة عمان، ومحمد بن خميس بن محارب المهيري من دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، مبينا أن هناك خطوات جادة لاحداث النقلة الجديدة في عمر الهيئة وهي الخروج من المرحلة التأسيسية وبدء المرحلة التنفيذية، كما أن هناك مشروعين متوازيين، منهما بناء المؤسسة والاعمال الصعبة من بينها ايجاد مؤسسة غير موجودة، مشيرا إلى أهمية التحالفات والتكتلات الاقتصادية في العصر الحالي والمعلومات فضلا عن الجدوى الاقتصادية للمشروعات، وعدم تحميل القطاعات الحكومية بأعباء ربما تؤثر في تأخر بعض البرامج المهمة.

وقال «إن السياحة في السعودية لن تنجح إذا لن تكون هناك نقلة نوعية، من ناحية السياسة العامة واعتبار السياحة أنها صناعة كبيرة ومقاييس وموارد بشرية».

ولم يستبعد ان تنطلق الخطة التنفيذية خلال الاشهر المقبلة بالتعاون مع شركاء تنفيذين، معتبرا أن ميزانية الهيئة في الخطة الخمسية تقدر بنحو 1.2 مليار ريال ولكن المتوقع ان يكون عائد من تشغيل البرامج السياحية والمردود منها يقدر بنحو 11 ـ 6.1 مليار ريال في السنوات المقبلة.

ورصدت الامانة العامة للسياحة 17 مليون ريال للتسويق ومليوني ريال لانشاء موقع تجريبي على الانترنت، وهذا الموقع حسب امين عام الهيئة تم بعد ان وقفت الهيئة على نحو 150 موقعا الكترونيا للسياحة ويقدم خدمات جيدة ومميزة، وفي نفس الاطار الذي يدعم اعمال الهيئة، فقد تم تعيين نائب لامين عام الهيئة والذي قدم من القطاع الخاص، وتسعى إلى إقامة مراكز خدمات في المناطق والمدن السعودية يقدم التسهيلات للمستثمرين الراغبين في السياحة ويجيب على استفساراتهم، بحيث لن تستغرق المعلمة فيها أكثر من 24 ساعة فقط، وهناك أفكار تدرسها الهيئة من بينها تقوية الاستثمار السياحي ودراسة طرح صناديق للاستثمار في المجال السياحي وبحث مشروع الضمانات وتمويل المشروعات من قبل البنوك.

وتبين المؤشرات الاقتصادية أن إنفاق القطاع الخاص على السياحة سوف يرتفع الى اكثر من خمسة مليارات ريال(1.33 مليار دولار) حتى عام 2010 بمعدل نمو 5.7 في المائة بينما ينخفض الانفاق الحكومي على السياحة إلى 594 مليون ريال وبمعدل 1.3 في المائة.