السعودية: تزايد عدد وسائط البيع والشراء في سوق السيارات المستعملة والجديدة ودخول صغار السن في المهنة

TT

شهدت معارض السيارات في حي النسيم، بشرق العاصمة السعودية الرياض، في الفترة الأخيرة تزايد نسبة «الشريطية»، اي وسطاء البيع والشراء من صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، يمارس هؤلاء الشبان عمليتي بيع وشراء السيارات بشكل احترافي.

ويقول أحدهم، محمد القحطاني، لـ «الشرق الأوسط» انه يعرف أسعار السيارات عن طريق الوكالة أو الموزع، ويقارن بعدها سعر السوق بعدد الكيلومترات التي قطعتها السيارة وطرازها وموديلها، اضافة الى حالة السيارات من حيث كل جزء فيها من الاطارات (الكفرات) الى الصدمات الى حالة المحرك وناقل السرعة، وتابع انه عند الاتفاق على البيع يقوم بإحضار المشتري الى المعرض لكي يتم نقل ملكية السيارة له، في حين يحصل في النهاية على مبلغ يصل غالبا الى نصف نسبة الربح. وأكد محمد، على انه يركز دائما على التعامل مع السيارات اليابانية، وذلك للاقبال الكبير علىها في السوق.

من جهة ثانية، قال مشعل المطيري، انه بدأ ممارسة بيع وشراء السيارات كهواية، لكنه عدل عن هوايته ويفكر حالياً بترك الدراسة من أجل ان يتفرغ لهذه المهنة بالكامل نظراً لما تحققه من مكاسب. وتابع «ان حالة السوق هذه الايام راكدة لكنها تشتعل مع بداية العطلة الصيفية ونهايتها».

أما مسفر العتيبي فقال انه استفاد كثيرا من شقيقه الاكبر وهو من القدامى في هذه المهنة، مشيرا الى ان وجوده في السوق لم يؤثر على دراسته.

في حين يقول سعيد الخضيري وهو من «الشريطية» القدامى ويعمل في المهنة منذ أكثر من 20 سنة، ان السوق الآن «نفج بالكثير فصارت مهنة من لا مهنة له بل ان السوق تمتلئ حتى ببعض المدرسين والموظفين الذين ينتهون من عملهم ويبدأون في الحضور والى ارض المعارض ويمارسون عملية البيع والشراء.. انها عملية ليست منظمة ليست حكراً على أحد وهناك ايضاً من المقيمين من يمارس هذه المهنة». وأوضح الخضيري انه يعرف ذلك من تكرار الوجوه عليه كل يوم لدرجة انه حفظ وجوههم واسماءهم ايضا.

وذكر ان اسعار السيارات الموجودة «تأتي حسب نوع السيارات وحالتها» مشيرا الى هبوط اسعار السيارات الاميركية الى ادنى مستوى قد يصل الى النصف من قيمتها السوقية وارتفاع السيارات اليابانية، خاصة الصغيرة الى أعلى مستوى».

وارجع الخضيري الاقبال على السيارات الصغيرة لرخص أسعار قطع الغيار والصيانة واستهلاك الوقود، وكذلك توفر قطع الغيار وكونها لا تحتاج الى صيانة أكثر بجانب سهولة اصلاحها «بينما معظم السيارات الاميركية بقطع غيار مرتفعة الثمن وأحيانا غير موجودة مع صعوبة اصلاحها».

ويقول بندر العتيبي ان اسعار السيارات وكذلك قطع غيارها «تحددها عوامل السوق من عرض وطلب مثلها مثل أي سلعة أخرى، ولكن عدم استفادة المشتري من البدائل الموجودة يعرضه الى دفع اسعار مرتفعة تفوق قدرته على الدفع».

وأشار العتيبي الى ان الاستيراد من الدول المجاورة «ادى الى انخفاض القيمة السعرية للسيارات، خاصة بعد قرار انخفاض سعر التعرفة الجمركية من 12 الى 5 في المائة»، مبينا ان بعض الزبائن الذين يرغبون في شراء سيارة جديدة يعرضون عن ذلك ويقبلون على شراء سيارة مستعملة قليلا من النوع المرغوب فيه بأسعار تقل كثيرا عن الجديدة إلا انها تقاربها في حالتها، واضاف ان السيارات الجديدة تفقد الكثير من قيمتها بعد استعمالها ولو لفترة قصيرة جداً وقد تصل تلك النسبة بعض الاحيان الى 50 في المائة.

مما يشار اليه ان دراسة حديثة في السعودية اظهرت ان اسعار قطع الغيار في السعودية اقل مقارنة بالبلدان الأخرى على الرغم من أن الرسوم الجمركية فيها هي الأعلى، وان بعض أو غالبية موردي قطع الغيار الخليجيين على صلات أوثق بوكلاء السيارات في بريطانيا والولايات المتحدة منها بالوكلاء السعوديين، وان لبعض الموردين مصانع سيارات في تلك البلدان، مما أحدث تأثيرا ايجابيا على أسعار قطع الغيار.