إضراب عام يشل النمسا اليوم احتجاجا على سياسات الحكومة الاقتصادية

TT

تعيش دولة النمسا اليوم حالة شلل واضطراب بسبب اضراب هو الاخطر منذ الخمسينات ويبدأ من ساعات الصباح الاولى حتى الحادية عشرة صباحا وتشارك فيه نقابات بعض المؤسسات الكبرى للبترول والبوستة والمدرسون والطباعة فليس هناك صحف اليوم! واهم من ذلك يجيء توقف سبل المواصلات العامة من قطارات وقطارات انفاق وترمايات وباصات مما سيؤثر على كل الانشطة الاخرى.

ويجيء الاضراب احتجاجا ضد السياسات الاصلاحية للخدمة المعاشية التي تنادي بها الحكومة المحافظة التي تحكم النمسا بالائتلاف بين حزبي الشعب والحرية وتهدف لتغيير قوانين المعاش، ومعلوم ان النمسا تتمتع بنظام معاش هو الاريح عالميا لكن مع ازدياد سن المعمرين وقلة المواليد فان الدولة تخشى من تناقص عدد القوى العاملة تكون كافية لتمويل خزينة المعاشات، ولهذا فهي ترى ان ترتفع السن القانونية لترك الرجال للخدمة من 61 عاما ونصف العام الى 65 عاما ونصف العام وللنساء من 56 عاما ونصف العام الى 60 عاما ونصف العام. كما تؤمن بضرورة تخفيض مبلغ المعاشات المدفوعة بما قد يصل الى عشرة في المائة مما يثير عليها غضبا وصل الى مرحلة الاضراب والتوقف عن العمل، وهذا امر نادر جدا في النمسا التي تقل فيها الاضرابات بل تنعدم.

من جانبه أدان المستشار النمساوي ولفقانق شوسل الوصول بالمحادثات الجارية بين الحكومة والنقابات لمرحلة الاضراب واصفا اياه بأنه خطأ جسيم غير اخلاقي وسياسي الاهداف في اشارة للحزب الاشتراكي المعارض، ومن جانبها تقول النقابات انها لم تجد مفرا غير استخدام سلاح من حقها لكنها لم تعرف باستخدامه الا وهي عاجزة تماما وان ساعات اليوم هي مجرد اشارة بداية! الطريف بالأمر ان بعض الفنادق انتهزت فرصة اضراب وسائل المواصلات العامة فأعلنت عن تقديمها غرف بنصف القيمة مع إفطار خاص لكل من يحب قضاء الليلة قريبا من مكان عمله ليصله راجلا، وفي ذات السياق عرضت متاجر تأجير الدراجات عروضا خاصة في ظل توقف المواصلات العامة وتحسن الاحوال الجوية.