منتجو القطن الأفارقة متخوفون من أثر دعم الدول المتقدمة لمزارعيها على اقتصاداتهم

TT

أبيدجان ـ أ.ف.ب: تحركت الدول المنتجة للقطن في افريقيا، افقر قارة في العالم، في مواجهة معونات حكومية اميركية واوروبية للمزارعين الغربيين، تقول تلك الدول انها لا تعطل المنافسة فحسب بل انها مدمرة لاقتصادها.

وقرر عدد من تلك الدول التقدم بشكوى رسمية لمنظمة التجارة العالمية لوقف تلك المعونات.

ويقود مجموعة تلك الدول بليز كومباوري، رئيس بوركينا فاسو، الذي تعد بلاده من اكبر الدول المنتجة للقطن في غرب افريقيا، واحدى افقر الدول في العالم.

وفي سبتمبر (ايلول) الماضي اتهم كومباوري الولايات المتحدة واوروبا «بالتصرف المعطل للمنافسة».

ومؤخرا قال «العديد من الدول المنتجة للقطن في غرب ووسط افريقيا هي ضحايا الظلم على يد القوتين التجاريتين، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، اللتين تدعمان انتاجهما في انتهاك فاضح لقوانين منظمة التجارة العالمية».

وفي عام 2002 قدمت الولايات المتحدة وهي من اكبر مصدري القطن، 3.9 مليار دولار (3.5 مليار يورو) بشكل دعم مالي لمزارعي القطن لديها، اي ما يزيد عن الدعم الممنوح للدول الافريقية بثلاثة اضعاف.

ووفقا لما ذكرته منظمة «اوكسفام» البريطانية غير الحكومية، فان مبالغ الدعم تلك تتسبب في خسارة المزارعين عائدات بقيمة 300 مليون دولار كل عام، وان وقف تلك المبالغ سيرفع سعر القطن الافريقي بحوالي 25%.

وفي الفصل الزراعي 2001 ـ 2002 كانت مالي اكبر منتج للقطن في غرب افريقيا، تلتها بوركينا فاسو حيث كان القطن سلعة التصدير الرئيسية ومثل 60% من العائدات الوطنية.

وفي بوركينا فاسو يعتمد مليونا شخص بشكل مباشر على صناعة القطن، ومليونا شخص بشكل غير مباشر على هذه القطاع.

وندد سيدي كاغناسي، رئيس مجموعة «ايغلون» في مالي وتعمل في انتاج القطن، بـ«تفقير» مزارعي القطن الافارقة الذين تهددهم تلك المعونات.

وقال كاغناسي ان «الغاء المعونات المالية الاميركية وحده سيسمح لعائدات القطن ان تزداد بمقدار 250 مليون دولار في دول غرب ووسط افريقيا».

واوضح ان «هذا يمثل نحو 14% من مساعدات التنمية الحكومية الوافدة الى هذه المنطقة». واضاف «هذا يظهر تأثير المعونات المالية الحكومية على اقتصادنا».

ومالي اكبر دولة منتجة للقطن في غرب افريقيا. ويبلغ انتاجها حوالي 500 الف طن سنويا.

وللمساعدة في انهاء هذا الوضع قررت اربع دول منتجة للقطن، هي بنين وبوركينا فاسو وتشاد ومالي، الاسبوع الماضي مناشدة منظمة التجارة العالمية النظر في هذه المسألة قبل الجولة التالية من المفاوضات المقررة في المكسيك في سبتمبر القادم.

وقال وزير التجارة في بوركينا فاسو، بينوا اواتارا، ان الشكوى تهدف الى «تحييد الظلم والسعي من اجل المزيد من الدعم لتنمية الدول».

وتنتج الدول الافريقية الناطقة بالفرنسية حوالي مليون طن من القطن سنويا، وتسهم في 16% من حصة السوق العالمي.

وقال خبير اقتصادي في ابيدجان، عاصمة ساحل العاج وأحد المراكز التجارية الرئيسية في غرب افريقيا، ان المنطقة مهمشة في منظمة التجارة العالمية وان عليها ان ترفع شكواها عن طريق «محام مثل فرنسا» ليكون للشكوى تأثير.