خفض النفقات وتسريح الموظفين وراء تحسن أداء الشركات الأميركية

TT

نيويورك ـ ا.ف.ب: اعلنت الشركات الاميركية عن نتائج افضل بكثير من المتوقع في الربع الاول من العام الجاري، لكن هذا الاداء الناجم عن خفض كبير في النفقات وتحسن في سعر الدولار، يغطي انتعاشا اقتصاديا ما زال هشا.

واعلن رئيس وكالة المعلومات المالية «فيرست كول» تشاك هيل «انه افضل فصل نشهده منذ وقت طويل».

وقال مدير الاستثمارات في بنك «فيرست ألباني» هيو جونسون ان «حوالي 63.5 في المائة من شركات «ستاندارد اند بورز 500» (وهو مؤشر يمثل ابرز 500 شركة اميركية) حطمت توقعات المحللين في وول ستريت. انه افضل بكثير من الفصول السابقة».

وجاءت افضل المفاجآت من قطاع التكنولوجيا الجديدة.

واشار كبير خبراء شؤون اسواق الاوراق المالية في وكالة التصنيف المالي «ستاندارد اند بورز» سام ستوفال الى ان «شركة مثل «ياهو!» عكست هذا الوضع».

واكدت شركة الانترنت انها حققت، مع قفزة من 4.7% في رقم اعمالها على مدى سنة، اكثر من مجرد مقاومة ازمة الشركات الالكترونية.

وكانت الشركة العملاقة في التجارة الالكترونية «امازون» التي تأثرت حركة مبيعاتها بسبب سياسة تجارية جريئة وبسبب موقع البيع بالمزادات العلنية «اي باي» الذي ضاعف ارباحه الصافية بعد تسجيله رقما قياسيا في عدد الزبائن، اكدت عودة الطفرة الى هذه السوق.

لكن النتائج الجيدة تخفي حقيقة اقل ايجابية. وقال جونسون «اذا ما نظرنا الى هذه الارقام، فانها مثيرة للدهشة. واذا نظرتم عن كثب فانها اقل تشجيعا».

واوضح «ان هذا الاداء الجيد على علاقة في القسم الاكبر منه بالتوفير الكبير الذي حصل في التكاليف (وخصوصا التسريحات او تجميد الاستخدام) وليس بارتفاع رقم الاعمال».

وقد واجه اداء بعض الشركات ايضا تدهور سعر صرف الدولار الذي يشجع الصادرات وسمح للشركات المتعددة الجنسيات بالاستفادة من تأثيرات اسعار القطع المشجعة.

وسمح ارتفاع اسعار النفط والغاز الطبيعي للشركات الناشطة في قطاع الطاقة ايضا بتحقيق اداء استثنائي.

وقد شهدت شركتا «اكسون موبيل» و«شيفرون تكساكو» النفطيتان اللتان تحتلان المرتبة الاولى والثانية على المستوى العالمي، ارتفاع ارباحهما على التوالي الى ثلاثة اضعاف وضعفي ما سجلتاه في الفصل الاول.

والخبراء منقسمون بالنسبة لما تم تحقيقه في الفصل الثاني. فالبعض منهم يبدي تفاؤله. ويؤمن سام ستوفال في تسارع وتيرة الاقتصاد ويتوقع ارتفاع نتيجة استثمار الشركات المدرجة في مؤشر «ستاندارد اند بورز 500» بمعدل 12%.

ويميل اخرون الى التشاؤم. واعتبر هيو جونسون ان «الشركات اعلنت توقعات ضعيفة جدا»، متوقعا جمودا في حركة المبيعات في الفصل الثاني.

اما تشاك هيل فيعرب عن قلقه من فائض القدرة المستمرة للشركات الاميركية. وقال «اخشى ان يقوم عدد اكبر من الشركات بمزيد من خفض نفقاته الاستثمارية» وذكر «ماكدونالدز» مثالا على ذلك.

وقال «انها مشكلة عالمية. لقد اقمنا عددا اكبر من اللازم من فروع شبكات مطاعم الوجبات السريعة، والكثير من متاجر الالبسة للمراهقين... ينبغي وقف الافراط في القدرة او تحفيز الاستهلاك»، معتبرا ان هذا الوضع سيعود الى التوازن في الفصل الثالث على اقل تقدير.

وخلص هيل الى القول انه «لا يمكن التكهن بما هو مقبل. لم نشهد هذا النوع من الانكماش (المرتبط بفائض القدرة) منذ العشرينات ولا نعرف كيف تتطور».