الموت يغيب رجل الأعمال السعودي عبد العزيز القصيبي

بدأ حياته محاسبا في ميناء الخبر وأنهاها مليونيرا بثروة تبلغ 3 مليارات دولار

TT

توفي رجل الاعمال السعودي عبد العزيز حمد القصيبي عميد اسرة القصيبي عن عمر يناهز 80 عاما، وقد شيع جثمانه ظهر امس وسط حضور كبير من المشيعين ورجال الاعمال من داخل وخارج المنطقة الشرقية.

ويعد عبد العزيز القصيبي احد ابرز رجال الاعمال السعوديين، وقد صنفته مجلة «فوربس» الاميركية كواحد من اثرياء العالم بثروة تقدر بحوالي 2.9 مليار دولار في الترتيب الـ118 في قائمة اثرياء العالم في وقت كان يحتل فيه المرتبة السادسة على مستوى رجال الاعمال السعوديين. وعلى الرغم من ان عبد العزيز القصيبي لم يتلق تعليما كافيا مثل معظم التجار السعوديين الأساسيين، الا انه تمكن من الحصول على العديد من الأوسمه والشهادات الفخرية ومنها على سبيل المثال منحه الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة لندن تقديرا لجهوده ونشاطاته، ويرأس القصيبي العديد من مجالس ادارت في شركات ومؤسسات مختلفة من ابرزها رئاسته لمجلس ادارة البنك السعودي الاميركي «سامبا» منذ عام 1986، ويقترن اسم مجموعة القصيبي التي تتخذ من مدينة الخبر في المنطقة الشرقية مقرا رئيسيا لها بعدد من المنتجات والقطاعات الناجحة في الاقتصاد السعودي مثل البيبسي كولا، بعض المنتجات الغذائية الخفيفة، خدمات اميركان اكسبريس بجانب القطاع المصرفي ومنها البنوك والاستثمار والصناعة والتجارة والتنمية العقارية.

ولد عبد العزيز القصيبي في مدينة الجبيل بالمنطقة الشرقية عام 1921، وبدأ عمله كمحاسب في ميناء الخبر، وفي بداية الاربعينيات الميلادية التحق بوالده الذي كان يمارس حينها التجارة والصرافة، وفي مطلع الخمسينيات بدأ بتوسيع نشاط عائلته ليشمل الصناعة حيث بنى مصنعا لانتاج البيبسي كولا، ثم اصبح واحدا من اهم الموردين الى شركة «ارامكو» السعودية في ميدان استيراد انابيب الفولاذ والمولدات الغازية والكهربائية والاطارات، بجانب مكائن بلاكستون المستخدمة في الزراعة لصالح وزارة الزراعة بالسعودية، وفي السبعينيات بدأ اعمال الفندقة حيث تم انشاء فندق القصيبي بالخبر من فئة الخمس نجوم، وصناعة العلب الفارغة الخاصة بتعبئة المشروبات الغازية، اضافة الى الاعمال البنكية والاستثمارية على المستوى المحلي والخارجي ولهذا قام بانشاء شركات خدمات لاكمال الحلقة العملية مثل البواخر، التأمين، وكلات السفر والطيران، ومن هنا انبثقت وكالة الخطوط الجوية الباكستانية، حيث اصبح وكيلا عاما لها في المنطقة الشرقية، وبعد النجاح الذي حققته الشركة بحسن ادارتها لأسطولها الكبير نجح في توسيع نشاط وكالته لتشمل جميع المنطقة الجغرافية للسعودية.

وعبد العزيز القصيبي هو احد الاخوة الثلاثة الذين يملكون مجموعة احمد حمد القصيبي واخوانه والتي يرأس مجلس ادارتها، وتعد واحدة من اكبر الشركات حيث تغطي انشطتها كافة انحاء السعودية، وشغل القصيبي قبل وفاته مناصب قيادية مهمة منها رئاسته لمجلس ادارة البنك السعودي الاميركي لعدة دورات متتالية حيث لعب دورا مهما في عملية الدمج الذي قام بها البنك مع البنك السعودي المتحد الذي ساهم في خلق عملاق مصرفي مطلع عام 1999، وكان القصيبي قد أكد في لقاء مع «الشرق الأوسط» ان البنك السعودي الاميركي اصبح مؤهلا لمواجهة التحديات القادمة، فيما اشار الى أن فكرة الاندماج جاءت بعد دراسات متعمقة للسوق المصرفية محليا وعالميا، والتي اكدت جدوى فكرة الدمج خاصة في الوقت الراهن حيث يشهد الأقتصاد العالمي حالة من التباطؤ في النمو، مؤكدا ان عملية الدمج ستجعل من البنك قوة هائلة في مواجهة المنافسة المتزايدة في السوق المصرفية في ظل الانفتاح الذي يشهده العالم.

ويرأس القصيبي عددا من مجالس الادارات منها مجلس ادارة شركة الاسمنت السعودية، نائب رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية لعدة سنوات سابقة، مؤسس ونائب رئيس لشركة كهرباء المنطقة الشرقية المعروفة سابقا بكهرباء الشرقية «سكيكو»، مؤسس في البنك السعودي البريطاني، مؤسس وعضو منتدب لشركة اتحاد الخليج للتأمين، نائب رئيس مجلس ادارة «ايفا بنك» بباريس، عضو مؤسس في كثير من المؤسسات الصناعية والفندقية والخدمات المالية المتعددة.

* عائلة القصيبي السعودية رحلة نصف قرن في عالم التجارة والمال

* بدأت عائلة القصيبي نشاطها التجاري في الاربعينيات الميلادية من خلال العمل في مجال الصرافة، وكانت تقوم حينها بجلب العملات الفضية من مختلف مناطق السعودية والدول المجاورة لبيعها لشركة ارامكو مقابل الدولارات لأن موظفي ارامكو السعوديين كانو يصرون حينذاك على تسلم رواتبهم من العملات المعدنية، وخلال سنوات عمل قليلة تطورت اعمال عائلة القصيبي حيث قامت بافتتاح محطة وقود بالاتفاق مع ارامكو، ثم توسعت ودخلت في مجال بيع وتسويق قطع غيار السيارات، وفي منتصف الخمسينيات الميلادية افتتحت اول مصنع لتعبئة البيبسي كولا في السعودية، وقام هذا المصنع بتوفير البيبسي لموظفي شركة «ارامكو» السعودية، خاصة الاجانب منهم، حيث لم يكن هذا المشروب معروفا لدى السعوديين، وقد أثمر تعاون القصيبي مع شركات «ارامكو» السعودية ان أصبحت موردا رئيسيا لاحتياجات الشركة من الانابيب وغيرها.

* تأسيس مصرف في البحرين وإنشاء مشروع بتروكيماوي في الجبيل أحدث أنشطة المجموعة

* قبل شهور قليلة مضت كشفت مؤسسة نقد البحرين انها منحت ترخيصا لانشاء مصرف باسم «مصرف القصيبي» برأسمال 100 مليون دولار، ويتوقع ان يزاول هذا المصرف نشاطه قريبا، اما على صعيد المشروعات الصناعية فينتظر ان تشهد الفترة القليلة القادمة بدء انتاج مشروعها المشترك مع شركة هانتسمان الاميركية في مدينة الجبيل الصناعية الذي يفوق حجم الاستثمار فيها 70 مليون دولار، ويركز هذا المشروع بشكل اساسي على انتاج مشتقات اكسيد الاثيلين والتي تشمل الايثانولمين والايثوكليتس اللازمين لصناعة العناصر الوسيطة للبتروكيماويات.