اليورو يضاعف نفوذه على حساب الدولار في السوق المصرية وصعوده يثير مخاوف انخفاض قيمة احتياطي النقد الأجنبي

TT

رصد مصرفيون مصريون زيادة تراوحت بين 4 و5 في المائة في الطلب على اليورو والجنيه الاسترليني وكذلك ارتفاع ملحوظ في معدلات الادخار باليورو على مدار الاسبوع الماضي، وأوضحوا ان حصيلة الاوعية الادخارية باليورو مرشحة للزيادة خلال الايام القليلة المقبلة على خلفية التوقعات التي ترجح استمرار تصاعد اليورو أمام الدولار الاميركي الذي حقق أدنى مستوى له أمام العملة الأوروبية منذ 4 سنوات.

وتلقت البنوك المصرية نصائح حكومية بتعزيز التوجه نحو طرح المزيد من الاوعية الادخارية باليورو في اطار سياسة مصرفية تستهدف تشجيع حائزي الدولار على تحويل ودائعهم الدولارية الى اليورو من أجل زيادة المعروض من الدولار في السوق وتقليص سيطرة العملة الاميركية على تعاملات سوق الصرف وكذلك تخفيف الضغط على العملة الوطنية والحفاظ على قيمتها الحالية من دون انخفاض جديد.

من جهة أخرى شهدت سوق الصرف غير الرسمية تحولا نوعيا خلال الايام القليلة الماضية في مجال المضاربة على العملات الأجنبية حيث نشطت المضاربة على اليورو والجنيه الاسترليني بعد ان قفز سعر الأول في البنوك الى نحو 676 قرشا للشراء و684 قرشا للبيع وتجاوز سعر الثاني حوالي 947 قرشا للشراء و962 قرشا للبيع، وقد دفعت هذه الزيادة الكبيرة العديد من المضاربين الى اكتناز العملة الأوروبية في محاولة لتحريك التعاملات في السوق غير الرسمية التي تعاني من ركود واضح منذ حوالي شهرين، ويراهن المضاربون على احتمالات استمرار صعود اليورو أمام الدولار وزيادة الطلب عليه، الأمر الذي تنتج عنه فجوة يستطيعون من خلالها تحقيق مكاسب، وبدأ بعض المدخرين في التحول من الدولار الى اليورو سعياً وراء الحصول على فائدة أعلى وأملا في استمرار زيادة قيمة اليورو التي زادت بحوالي 3 جنيهات في أقل من ثلاثة أشهر.

وأبدى بعض المصرفيين المصريين مخاوف من تعرض احتياطيات مصر من النقد الاجنبي للتراجع دفتريا في ظل صعود اليورو والاسترليني أمام الدولار والتوقعات المرجحة لاستمرار هذا الصعود واهتزاز مكانة الدولار الاميركي كمخزن للقيمة، وأكد محافظ البنك المركزي السابق اسماعيل حسن ان الدولار يشكل نحو 85 في المائة من الاحتياطيات الدولية المصرية من النقد الاجنبي البالغة حاليا نحو 14.3 مليار دولار، وبالتالي فان استمرار تراجع قيمة العملة الاميركية أمام اليورو والجنيه الاسترليني يعني الحاق خسائر في قيمة هذه الاحتياطيات في حالة توريقها أو محاولة تحويلها لعملات أخرى.

وتوقع مصرفيون حدوث انخفاض بنسبة تتراوح بين 8 و10 في المائة في الارصدة والودائع الدولارية خاصة خلال الاسابيع المقبلة مع بدء عودة المصريين العاملين بالخارج في حالة استمرار تراجع الدولار في الاسواق العالمية والاقبال المتزايد محليا على حيازة اليورو.

ورجح مدير عام بنك التمويل المصري السعودي صلاح عطية ان تذهب حصيلة الانخفاض في الارصدة والودائع الدولارية حال حدوثها كتحويلات وودائع الى العملة الأوروبية وكذلك الجنيه الاسترليني وربما الفرنك السويسري وذلك نتيجة حرص بعض العملاء المتنامي حاليا على أوعية اليورو الادخارية التي تسابقت البنوك المصرية منذ يوليو (تموز) العام الماضي في الاعلان عنها وتنافست في طرحها بفائدة عالية.

ونبه رئيس مجلس ادارة بنك الدلتا الدولي علي نجم الى ان البنوك مطالبة باعادة النظر في مراكز المالية بالعملات الاجنبية وان تأخذ التدابير الاحتياطية التي تجنبها تحقيق خسائر محتملة من تصاعد عمليات المضاربة المتوقعة على أسعار اليورو والجنيه الاسترليني وأيضا الدولار ومن ثم الدينار الكويتي والريال السعودي أمام الجنيه، موضحا انه من غير المنتظر هبوط اليورو مجددا أمام الدولار خلال الاشهر القليلة المقبلة خاصة في ضوء تحسن مؤشرات الأداء الاقتصادي في منطقة اليورو.