البنك المركزي العراقي حول سحب قصي صدام حسين مليار دولار: «اسألوا الأميركيين»

العاملون يتدفقون عبر فتحة صغيرة في أسلاك شائكة لتسلم 20 دولارا مساعدات أميركية إنسانية

TT

بغداد - رويترز: تبدو المهمة الملقاة على عاتق فالح سلمان هائلة اذ يكافح من أجل اعادة البنك المركزي العراقي للحياة من بين أكوام الزجاج المكسور والملفات الممزقة واوراق النقد المحترقة التي تحمل صورة وجه صدام حسين.

وقال سلمان، 59 عاما، القائم بأعمال محافظ البنك المركزي لرويترز خارج المقر الرئيسي للبنك في قلب حي البنوك في بغداد «يعتصرني الالم والمأساة عندما أرى ما حدث لهذه المؤسسة».

وتضيع كلماته وسط هدير دبابة اميركية يعلو صوتها على ضجيج مولد كهربائي وصوت جرافة تطهر المكان من أكوام ربما تكون لملايين الملفات والوثائق الممزقة والمحترقة.

ولا يمكن لسلمان ان يقترب من مجمع مباني البنك المركزي وبنوك الدولة من دون اذن من الجنود الاميركيين الذين يفرضون طوقا أمنيا على مداخله الرئيسية خلف الاسلاك الشائكة.

وقال سلمان انه بحاجة لتسهيل وصول العاملين الى البنك وتعيين حراس مخصصين يحملون السلاح للبنك.

وبينما كان سلمان يدلي بحديثه كان عشرات من العاملين يتدفقون عبر فتحة صغيرة في الاسلاك الشائكة لكي يتسلم كل منهم مبلغ 20 دولارا من مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية الذي شكلته وزارة الدفاع الاميركية.

وأمام سلمان الذي بدأ عمله موظفا في البنك قبل 40 عاما مهلة حتى 30 مايو (ايار) لاعادة تشغيل النظام المصرفي باعادة فتح مؤسسته التي تعرضت ابوابها للتدمير. وتحتوي خزائن البنك المركزي على احتياطيات العراق من الذهب والنقد.

وقال سلمان «لن أقدم لكم أرقاما محددة. هناك ملايين بالعملة الاجنبية في خزائننا وقد استرددنا جميع احتياطياتنا من الذهب. وكلها موجودة».

وردا على سؤال امتنع سلمان عن تأكيد ما تردد عن قيام قصي صدام حسين بسحب نحو مليار دولار من البنك المركزي قبل الحرب. واكتفى بالقول «اسأل الأميركيين».

ويقول مسؤولون اميركيون ان نحو 80 في المائة من الاموال المسروقة قد اعيدت ويجري فحصها للتأكد من انها غير مزيفة. وتتعدد مشاغل سلمان بخلاف اكتشاف حجم الاموال الموجودة في خزائن البنك.

ويتعين عليه ان يعيد تشغيل الجهاز المصرفي دون اي وسائل اتصال سوى بعض الخطوط التليفونية.

وقال سلمان ان مسؤولين من البنك المركزي يعملون الان بتوجيهات خبراء مصرفيين من مكتب اعادة الاعمار الاميركي على شراء معدات لتحل محل المعدات التي نهبت قبل ان تفرض القوات الاميركية سيطرتها على حي المال.

وتعرض المبنى الرئيسي للبنك المركزي للقصف ولحق به دمار، لكن سلمان وموظفين اخرين يعيدون تجهيز مبنيين آخرين تعرضا للنهب رغم ان هياكلهما سليمة.

ويؤدي باب جانبي محطم الى قاعة في المبنى الرئيسي كانت تضم عددا من المصاعد ما زالت رائحة الدخان الناجم عن احتراقها تزكم الانوف.

وقالت سعاد النصيف كبيرة المحاسبين «اين نعمل» وهي تنتحب وتتردد في دخول الباب وسط اكوام الزجاج المحطم واوراق النقد المحترقة من فئة 250 دينارا التي تحمل صورة صدام.

وكل هذه الاوراق تم تخريمها وكان من المقرر اعدامها فما كان من الناهبين الذين اكتشفوا عدم صلاحيتها الا ان بعثروها وحرقوها.

وفر اللصوص بالعربات المدرعة التي يملكها البنك وسياراته بما فيها السيارة التي كانت مخصصة لسلمان.

وقال سلمان ان العراقيين سيلتفتون الى قضايا أخرى ملحة مثل الدين الخارجي الضخم بعد تشغيل البنك المركزي والقطاع المصرفي.

واضاف «لدينا ارقامنا الخاصة. لكن علينا ان نجلس مع دائنينا حتى نتوصل الى تفاهم... ونحن مستعدون للحوار».