ملتقى السياحة السعودي الأول: حضور حكومي وغياب القطاع الخاص

توقعات بإنفاق 21 مليار على السياحة الداخلية عام 2020 والهيئة العليا تقرر تنظيم سوق السياحة العام المقبل

TT

قدرت الهيئة العليا للسياحة في السعودية أن يصل حجم إنفاق السياح في البلاد نحو 80 مليار ريال (21 مليار دولار) في عام 2020، حيث انفق 35 مليار ريال عام 2000 على السياحة الداخلية.

وقال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أمين عام الهيئة العليا للسياحة، إن اعتماد السياحة في البلاد على السوق المحلي (السياحة الداخلية) يجعل القطاع السياحي من أقل القطاعات الاقتصادية تأثرا بالازمات والكوارث الداخلية والخارجية، بالاضافة إلى المقومات السياحية المتوافرة نتيجة الطلب الكبير والمتنامي على مختلف أنشطة السياحة في السعودية.

وأضاف الأمير سلطان بن سلمان، الذي كان يتحدث ظهر أمس أمام مسؤولين حكوميين ورجال أعمال في مناسبة انطلاقة فعاليات ملتقى السياحة السعودي الاول في جدة الذي ينظمه مجلس الغرف السعودية، وحضره الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، انه يجدر بالوسطاء بين جانبي العرض والطلب السياحي من منظمي الرحلات السياحية ووكلاء السفر والسياحة، أن يقوموا بدورهم الفعال من خلال ابتكار منتجات سياحية مترابطة ومتنوعة ذات جودة عالية واسعار معقولة وتسويقها للسائح المحلي.

وبين أن الدراسات التي اجرتها الهيئة تكشف ان المواقع السياحية المستثمرة حاليا لا تتجاوز 30 في المائة من المواقع السياحية القابلة للتطوير والاستثمار.

وكشف أمين عام الهيئة عن عزم الهيئة بمشاركة المختصين في صناعة السياحة تنظيم «سوق السياحة السعودي» الذي سيكون الاول من نوعه في العام المقبل، كما أعلن عن تخصيص جائزة يتم الاعداد لها تمنح للمساهمين في رقي السياحة.

وركز المشاركون في جلسات العمل الاولى ضمن فعاليات الملتقى التي تختتم غدا، على أهمية دور العنصر البشري والخدمات المساندة في تنشيط السياحة الداخلية، حيث اعتبر الدكتور عبد الله صادق دحلان، وهو رجل أعمال سعودي، أن معيار التنافس يكون بالخدمات المساندة التي تنعكس سلبا وايجابا على عدد السياح واستمرارية تدفقهم على هذه المناطق. وأضاف أن التقارير الاحصائية والمعلوماتية تبين أن جميع مناطق الجذب السياحي في العالم يتطور عدد السياح فيها بتطور الخدمات المساندة، ويعتقد الدكتور دحلان أن أسباب تأخر العالم العربي في مجال السياحة وتطورها يعود إلى المستوى المتدني فيها. ويرى أن انه لاتوجد اسعار تشجيعية في السعودية لوسائل النقل الجوي وان وجدت فهي محدودة وغير مشجعة.

من جهته أكد الدكتور علي بن عيسى الشعبي عميد كلية الامير سلطان لعلوم السياحة الفندقية، ضرورة ترسيخ المفاهيم الحديثة لعلم وصناعة السياحة العصرية المتطورة مع التركيز على تجربة كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة الفندقية في أبها. واعتبر الشعبي أن هناك قصورا واضحا في مخرجات التعليم السياحي بسبب قلة المراكز والمعاهد والكليات المتخصصة، وهو ما يعبر عنه سوق العمل السياحي من افتقاده إلى الكوادر العلمية المؤهلة.

من جهته عدد إسماعيل ابراهيم سجيني رئيس مركز السجيني للاستشارات الاقتصادية والادارية المجالات المتاحة للعمل من حيث فرص العمل في القطاع السياحي والتقسيم على أساس العلاقة المباشرة بالقطاع وكذلك معوقات توفير العمالة، ومشكلة نظم معلومات العمالة السياحية والاجور والرواتب، وحسب الاحصائيات التي اوردها السجيني، فإن 62 في المائة من العاملين في القطاع السياحي يحملون الشهادة المتوسطة وأقل من المتوسطة، ونحو 65 في المائة يشعرون باحترام السياح حينما يقدمون لهم خدماتهم، ونحو19.5 في المائة يوافقون على أن كثيرا من الافراد لايقدرون ما يقومون به، ونحو 15 في المائة من العاملين لديهم قانعة أن السائح السعودي لا يجيد التعامل مع المنشآت والمرافق السياحية، وأعرب 32 في المائة من العاملين في القطاع السياحي أنهم يوافقون على عبارة «لا أثق بكثير مما يقال عن تميز السياحة الداخلية مقارنة بالسياحة الخارجية، وأبدى 68 في المائة من العاملين موافقتهم على أنه لا يوجد لدينا سياحة بالمفهوم الحقيقي للسياحة». واعتبر عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس الغرف السعودية أن فعاليات الملتقى تأتي في مرحلة مهمة لمواجهة التحديات والمعوقات التي تشتكي منها السياحة الداخلية ومحاولة ايجاد الحلول الخاصة بها، خاصة وأنها تواجه تحديات صعبة ومنافسة قوية، وبين الجريسي أن مجلس الغرف السعودية وبالتعاون والتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة تسعى إلى ايجاد شراكة بين القطاع الحكومي والخاص.

وقد شدت الرقصات والعروض الفنية التي قدمتها فرقة شعبية قدمت من عسير إنتباه الحضور، وسجلت عسير بذلك نقطة لصالحها حينما أخذت موقعا مميزا داخل المعرض المصاحب لفعاليات الملتقى، وقدمت فيه نموذج القرية السياحية وعروض الصيف المقبل ووزعت كتيبات وأقراصا مدمجة أعلنت فيها منافستها بقوة لفعاليات الصيف المقبل بين المدن السعودية، وتفاعل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز مع الفرقة حينما شاركهم في العرضة الفنية، وقدمت شركات سياحية وترويجية وايضا الخطوط السعودية من خلال أجنحتها بعض الانشطة.

وسجل أمس في الجلسة الافتتاحية للملتقى غياب واضح لرجال الاعمال وخاصة المستثمرين، وهو ما اعتبره المشاركون في ان الجهات الحكومية شاركت بفعالية ولكن غاب المستثمرون والقطاع الخاص سوى عدد قليل من الاكاديميين ورجال الاعمال، حيث بلغ عدد الحاضرين في الجلسة الاولى نحو 50 مشاركا فقط، والشيء الواضح في الملتقى السياحى هو المشاركة النسائية في الحوارات وطرح الاسئلة من خلال اماكن مخصصة للنساء منفصلة عن الرجال.

وينتظر أن أن تطرح اليوم ورقات عمل في مجال الاستثمار السياحي ودوره في تنشيط السياحة الداخلية يقدمها رئيس الجلسة المهندس عبد الله بن يحي المعلمي، أمين محافظة جدة. ومشروع درة العروس ودوره في تفعيل السياحة الداخلية يقدمها عبد الله صالح كامل، الرئيس التنفيذي في شركة دلة البركة القابضة. كما يقدم الدكتور أشرف بن عبد القادر التركي والدكتور علي بن يسلم باعبيد من جامعة الملك عبد العزيز «التخطيط الاقليمي ودوره في تكوين صورة حضرية صحراوية مميزة تساهم في رفع كفاءة الجذب السياحي - المستثمر المحلي والدولي للسعودية»، وورقة بعنوان «المهرجانات السياحية ودورها في تنشيط السياحة الداخلية» للدكتور ماجد القصبي.

=