تفاقم أزمة مواد البناء تهدد قطاع المقاولات في لبنان

TT

تفاقمت ازمة مواد البناء الاساسية (بحص ورمل) في لبنان بعدما طغى فيها الجانب السياسي على الجانب التقني، وحتى الآن لم تحل هذه الازمة سياسياً ولا تقنياً.

وكان سبق ان وضع مخطط توجيهي عام للكسارات والمرامل على كامل الاراضي اللبنانية قضى بنقل جميع هذه المرامل والكسارات الى سلسلة جبال لبنان الشرقية المحاذية للحدود مع سورية، ثم وضع مخطط ثان (كلفت «دار الهندسة» بوضع المخططين) يقضي بإقامة كسارة ومرملة في كل محافظة من محافظات لبنان الخمس، ولكن الدولة لم تتبن بعد اياً من الحلين بشكل نهائي، في الوقت الذي اجبرت كل المرامل والكسارات على وقف اعمالها وختم معظمها بالشمع الاحمر، قبل ايام، على ان ينال صاحب المرملة او الكسارة اذناً خاصاً لتصريف ما لديه من الستوكات.

ويبدو ان وزير البيئة الجديد فارس بويز يميل الى اعتماد الحل الثاني، وهو غير مقتنع بالسياسة المتبعة في هذا المجال، على حد ما جاء في احدى مقابلاته التلفزيونية.

ويؤيد نقيب مقاولي الاشغال العامة والبناء فؤاد الخازن الحل الثاني ايضاً، ويقول لـ«الشرق الاوسط»: «ان البحص والرمل في قطاع البناء والمشاريع هما مثل الخبز للمواطن، ويفترض ان ترتكز هاتان المادتان على ثلاثة اسس، اولها توافرهما بدون انقطاع، وثانيها استقرار الاسعار، وثالثها الالتزام بالمواصفات العالمية الصحيحة». واضاف: «نحن لا يمكن الا ان نكون ضد تشويه الطبيعة وضد التلوث، ولكن هذا يجب الا يلغي قطاعاً اساسياً من قطاعات الانتاج. فالمقالع والمرامل لها مواصفات ويمكن الاستفادة من تجارب الدول الاخرى في هذا المجال، وخصوصاً لجهة اعتماد التدرج، ومن ثم التشجير والتجليل».

ورأى الخازن ان حصر الكسارات والمرامل بالسلسلة الشرقية لجبال لبنان امر غير مقبول لعدة اسباب ابرزها ارتفاع كلفة النقل، تخريب الطرقات، وتلويث الجو بفعل الشاحنات الناقلة، بالاضافة الى ان المنطقة تكسوها الثلوج شتاء، ومساحاتها غير كافية، فضلاً عن ان بعض المناطق فيها يجب ان تدخل اليها عبر سورية».

وفيما يؤكد الخازن ان كلفة استيراد الرمل من مصر تبلغ اربعة اضعاف سعره محلياً، وان كلفة استيراد البحص من مدينة حمص السورية تبلغ ثلاثة اضعاف تقريباً (17 دولاراً للطن السوري مقابل 6 الى 7 دولارات للطن المحلي)، يقول المستورد محمد بشاشة «ان تكلفة طن البحص الى المرافئ اللبنانية هي في حدود 9 دولارات، تضاف اليها مصاريف المرافئ البالغة 3 دولارات، فيكون سعر الطن 12 دولاراً».

يذكر ان حاجة لبنان من البحص للمشاريع الخاصة والعامة تناهز 50 الف متر مكعب يومياً، والكمية نفسها من الرمل، وهذه الكميات يستعملها، بالاضافة الى المقاولين، اصحاب مصانع حجر الباطون والبلاط والباطون الجاهز وقطاعات اخرى.