تباطؤ الاقتصاد العالمي والـ«سارس» يضران بسوق السلع الفاخرة

متاجر الماركات الشهيرة في أوروبا تخشى تفاقم التراجع في أعداد السياح الآسيويين

TT

باريس ـ أ.ف.ب: يواجه سوق السلع الفاخرة في العالم، الذي تقدر قيمته بتسعين مليار دولار، في الاشهر الاخيرة صعوبات نجمت خصوصا عن انهيار البورصات والهجمات الارهابية والحرب في العراق وتباطؤ الاقتصاد وازمة الثقة لدى المستهلكين وتراجع سعر الدولار ومرض الالتهاب الرئوي الحاد وانخفاض عدد السياح.

وبعد ان قاوم الازمة التي بدأت في عام 2000 مع انهيار أسواق التكنولوجيا، أصبح سوق السلع الفاخرة في الاشهر الاخيرة ضحية مشكلة حقيقية نجمت عن الحرب في العراق ووباء الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في آسيا.

وقد تراجع عدد السياح في كان وروما وجنيف وباريس، التي لم تعد المحلات التجارية الفاخرة فيها تستقبل الكثير من الزبائن الذين لا يترددون في شراء ساعة او خاتم يحلمون به.

وتعكس النتائج الاخيرة لاشهر الشركات المنتجة للسلع الفاخرة في ايطاليا او فرنسا أو سويسرا هذا التراجع. وقال خبراء ان هذا الركود سيستمر في الاشهر المقبلة، اذا أدى وباء الالتهاب الرئوي الى الحد من تدفق السياح الآسيويين الذين يشكلون اكثر من ثلث السوق أو اذا بقي الدولار ضعيفا.

فالشركة السويسرية «ريشمون» التي تحتل المرتبة الثانية في الاسواق بعد الفرنسية «ال في ام اش» شهدت تراجعا في رقم أعمالها بمقدار النصف في السنة المالية 2002 ـ 2003 التي انتهت في مارس (اذار) الماضي.

أما الارقام لشهري ابريل (نيسان) ومايو (ايار) فليست جيدة وتشهد تراجعا بنسبة 27%، على حد قول رئيس المجموعة يوهان روبرت.

وتحت راية ريشمون عدد من اكبر المجموعات المعروفة في صناعة الساعات والمجوهرات، سجلت اشهرها وهي «كارتييه» تراجعا بنسبة 8% في مبيعاتها في آخر ارقام مالية لها.

ويبدو ان ساعات «كارتييه» مثلا تراجعت الى حد كبير. فمقابل 480 الف قطعة كانت تنتجها الشركة في سنوات الازدهار، لم يتم انتاج اكثر من 230 الف قطعة العام الماضي.

اما مجموعة «اس تي دوبون»، التي تنتج ولاعات واقلام حبر فلا تدعو آفاقها المالية الى السرور لان اكثر من نصف مبيعاتها تسجل عادة في آسيا.

ويبدو ان وباء الالتهاب الرئوي الحاد زاد من مصاعب شركات السلع الفاخرة. فقد أكدت دراسة لدار الوساطة المالية «ميريل لينش» ان استمرار انتشار المرض حتى نهاية العام الجاري سيؤدي الى انخفاض ارباح الشركات 3% في المتوسط.

وحتى الآن نجحت المجموعة الايطالية «بولغاري» في تدبير أمرها، ففي الربع الاول من العام حققت زيادة في الارباح بنسبة 27% بفضل مبيعات معززة (+3%).

كما حافظت «ايرميس» على وضعها، اذ سجل رقم اعمالها ارتفاعا بنسبة 3% بأسعار الصرف الثابتة. لكن هذه المجموعة تبقى حذرة جدا حيال المستقبل.

وتعاني المجموعات التي تسعى الى كسب حصص في السوق من الاستثمارات الهائلة في السنوات الاخيرة التي يصعب البدء بها في فترة من الضيق الاقتصادي.

وقالت مديرة الدراسات حول السلع الفاخرة في مجموعة «يوروستاف» مود ستيفان: «في عالم تزداد المنافسة فيه حدة خففت كل المجموعات وتيرة فتح محلات في جميع انحاء العالم وخصصت ميزانية هائلة للتسويق والاعلانات لإطلاق منتجات تركز فيها على هويتها».

واضافت ان «هذه السياسة تكللت بالنجاح لدى ديور وفويتون، لكنها لم تكن جيدة لمجموعات اخرى»، الا انها ليست متشائمة على المدى المتوسط والبعيد.

وقالت اذا سيطرت الشركات على نفقات الانتاج وبرهنت على قدرتها على التجديد واطلقت منتجات ذات هوية واضحة، فقد يحقق القطاع قفزة في اول تحسن في القطاعين النقدي أو السياحي».