صندوق النقد الدولي يرسل غدا وفدا إلى العراق لتقصي الحقائق وجمع المعلومات

TT

قال مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي ان المؤسسة سترسل غداً وفدا الى العراق لتقصي الحقائق وجمع المعلومات. وذكر هورست كولر مدير عام الصندوق ورئيس مجلس ادارته في مؤتمر صحافي عقده مساء امس الاول في فندق برج العرب بدبي ان الصندوق «مستعد الآن لتقديم المساعدات اللازمة في جهود اعادة اعمار العراق، مشيرا الى ان المؤسسة الدولية ستوفد فريقا منها لتقصي الحقائق وماهية المساعدات الفنية التي يمكن للصندوق تقديمها لاطلاق الاقتصاد العراقي من جديد بعد انتهاء الحرب».

وقال في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» ان زيارة الوفد جاءت بعد تنسيق مع قوات التحالف ومنظمة الامم المتحدة والحصول على موافقة مجلس ادارة الصندوق. واشار الى ان الوفود سيقدم تقريرا حول نتائج زيارته الى المشاركين في الاجتماع التمهيدي للدول المانحة المقرر انعقاده في نيويورك في 24 يونيو (حزيران) الحالي. وقال كولر: «نعرف ان مهمتنا ستكون صعبة في العراق خاصة في غياب المعطيات والمعلومات اللازمة حول اداء الاقتصاد العراقي».

وتتهم قوات التحالف النظام العراقي السابق باتلاف مستندات وبيانات المؤسسات الاقتصادية والمالية العراقية ومنها وثائق البنك المركزي العراقي.

وقال كولر: «ستتركز مهمة الوفد على جمع معلومات تتيح للصندوق تقديم المساعدات الفنية للعراقيين لوضع ميزانية تتمتع بالشفافية وسياسة نقدية للبنك المركزي وكيفية اقامة علاقات مالية وتجارية مع العالم الخارجي واصدار عملة مستقلة وكل ما من شأنه اطلاق عملية النمو في الاقتصاد العراقي».

وأعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي أن الاجتماعات السنوية لمجالس محافظي مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المقرر عقدها بدبي في سبتمبر (ايلول) المقبل ستركّز بشكل رئيسي على سبل تحسين التنمية الاقتصادية في منطقة الشرق الاوسط.

وحول لقاءاته في دولة الامارات ذكر كولر أنه قام بجولة في مركز دبي الدولي للمؤتمرات حيث ستعقد الاجتماعات السنوية، والتقى الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مجموعة الامارات رئيس مركز دبي التجاري العالمي والدكتور محمّد خلفان بن خرباش وزير الدولة لشؤون المالية والصناعة وسلطان بن ناصر السويدي محافظ المصرف المركزي لدولة الامارات، والمنسّق العام لدبي 2003 ابراهيم بالسلاح وبحث معهم خطط استضافة الاجتماعات.

وقال: «إن ما رأيته وسمعته اليوم يؤكد أن البنية التحتية الضرورية لاجتماعاتنا جاهزة تماما، وأود أن أعرب عن تقديري للجهود المميزة التي بذلتها السلطات الاماراتية ودعمها لمؤسسات بريتونوودز، وأتطلّع الى العودة مجددا الى دولة الامارات في شهر سبتمبر المقبل». وتحدّث كولر عن التعاون القائم بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في القطاعات النقدية والمالية والتنموية، وقال إن عقد اجتماعات محافظي هاتين المؤسستين في المنطقة العربية وفي دبي تحديدا هو تأكيد للاعتراف بأن منطقة الشرق الاوسط هي جزء متكامل من الاقتصاد العالمي ولاعب أساسي في عملية التعاون الدولي.

وأضاف: تتسم هذه الفترة بالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط والاقتصاد العالمي عموما بالقلق لكن المنطقة تمكّنت من مواجهة الاعاصير التي عصفت بها بشكل جيد. ونحن نتوقّع ان تحقق المنطقة انتعاشا هذا العام بتحقيق نمو نسبته 4.5%». واشار الى ان هذه النسبة هي اقل بنقطة مئوية عن معدل النمو للدول النامية، مؤكدا ان نسبة النمو تلك هي اقل من الامكانيات التي تتمتع بها المنطقة وانها تمر بهذه الحالة منذ وقت. وقال: «من بين الموضوعات التي ستناقشها الاجتماعات (في دبي) هي كيفية تحسين هذا الاداء حتى تتمتع شعوب المنطقة بمعدلات اسرع في فرص العمل ومستويات المعيشة وانا واثق من ان هذا الهدف قابل للتحقيق». وكان كولر قد التقى في الدوحة قبل وصوله الى الامارات، وزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي وأبدى تقديره لالتزام تلك الدول التعاون الاقليمي، مؤكدا أنها تقدّر أن تعزيز التعاون الاقتصادي واتباع سياسيات الاقتصاد الكلي والسياسات الهيكلية هي الطريقة المثلى لتعزيز التنمية المستدامة والتطوير، مشيرا الى أن محادثاته مع المسؤولين في صندوق النقد العربي تؤكد الالتزام عينه والحاجة الى المزيد من الشفافية.

وقال المدير العام لصندوق النقد الدولي: «قبل وصولي الى هذه المنطقة، حضرت قمة مجموعة الثماني التي عقدت في إيفيان، في فرنسا حيث وجدت ارادة سياسية لدى زعماء المجموعة ودول الاسواق النامية والناشئة الرئيسية للعمل معا لمواجهة مشاكل العالم».

واشار الى ان الاقتصاد العالمي يشكو ضعفا حاليا في مسيرة النمو «لكني واثق أنه سيستعيد عافيته بقوة في الاشهر المقبلة، وآمل أنه عندما نعود الى هنا في سبتمبر سنكون قادرين على التحدث بثقة أكبر عن تعزيز الانتعاش».

وقال إن أبرز مهمة لنا الآن هي إعادة الاقتصاد العالمي الى وضع التنمية المستدامة القوية، وفي هذا الاطار ينبغي أن يؤدي تعزيز التجارة العالمية، من خلال ختام ناجح لجولة الدوحة التجارية في الاطار الزمني المخصص لها، دورا رئيسيا في هذه العملية.