الشركات الأميركية تتحول إلى العراق بعد فشل صفقة غاز سعودية

TT

نيويورك ـ رويترز: قال محللون ان انهيار المحادثات الاسبوع الماضي بين السعودية ومجموعة شركات تقودها اكسون موبيل بشأن مشروع لاستغلال الغاز الطبيعي بتكلفة 15 مليار دولار يحول الاضواء لتسلط بقوة على العراق بوصفه افضل فرصة للشركات الاميركية للفوز بحصة من ثروات الطاقة في الشرق الاوسط.

ورغم الجهود التي استغرقت اعواما فشلت شركات النفط الدولية الكبرى في اقناع السعودية صاحبة اكبر احتياطيات نفطية في العالم وكذلك الكويت المجاورة بالموافقة على استثمارات اجنبية في مشروعات للتنقيب والانتاج في مجالات الطاقة.

وفي الوقت نفسه تحول العقوبات التي تفرضها واشنطن دون استثمار الشركات الاميركية في ايران صاحبة رابع اكبر احتياطي نفطي في العالم منذ عام 1995 وفي ليبيا منذ عام 1986.

وفي غياب الشركات الاميركية حققت شركات اوروبية منافسة امثال رويال داتش/شل وبي.بي. وتوتال فيناالف وريبسول تقدما في هاتين الدولتين وتحركت بخطى اسرع لتوقيع صفقات في روسيا التي تمتلك احتياطيات ضخمة من موارد الطاقة في الشمال.

وقال جون كوسيك المحلل في فانستوك اند كو في نيويورك: «المهم العثور على النفط وبتكلفة منخفضة لذا هناك ما يدعو للقلق في كل مرة تستبعد فيها (شركات اميركية كبرى) من مشروع».

وتفيد بيانات الصناعة ان احتياطيات النفط في الشرق الاوسط تبلغ 685.6 مليار برميل مقارنة مع 65 مليار برميل في الاتحاد السوفياتي سابقا و77 مليار برميل في افريقيا.

كما ان تكلفة انتاج النفط في المنطقة هي الارخص على مستوى العالم ومن ثم تدر اكبر الارباح.

وقال محللون ان شركات النفط قد تجد صعوبة اكبر في الحفاظ على نمو الانتاج مع تراجعه في مناطق بلغت مرحلة النضوج مثل بحر الشمال والولايات المتحدة فيما ما تزال بعيدة عن الاحتياطيات الضخمة في منطقة الشرق الاوسط.

واعلنت اناداركو بتروليم كورب ثاني اكبر شركة مستقلة لانتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي انها ستخفض اهدافها للانتاج لهذا العام بنسبة خمسة في المائة بينما قالت شيفرون تكساكو في وقت سابق من هذا العام انها لن تعلن اهدافا للانتاج.

واكبر عمليات للولايات المتحدة في الشرق الاوسط في قطر التي تمتلك سبعة في المائة من الاحتياطيات العالمية للغاز حيث تستثمر اكسون موبيل في الغاز الطبيعي المسال.

وتدير اكسون موبيل اكبر شركة طاقة تتداول اسهمها في البورصات مصافي في السعودية ولكنها لا تقوم باعمال تنقيب وانتاج هناك.

وقال المتحدث باسم اكسون: «نعتبر انفسنا لاعبا رئيسيا في الشرق الاوسط مقارنة بالشركات الكبرى».

واستثمرت شيفرون واكسون مبالغ كبيرة في اعمال التنقيب والانتاج في كازاخستان واذربيجان الجمهوريتين السوفيتيتين سابقا وفي انغولا ونيجيريا في افريقيا.

ومع وجود مشروعات مبشرة في جنوب شرق آسيا واميركا اللاتينية يتوقع ان تحافظ هذه المناطق على نمو الانتاج خلال العقد المقبل على الاقل.

الا ان الغنيمة ما تزال في الشرق الاوسط. وخلال السنوات المقبلة لن تسنح فرصة افضل من العراق حيث يوجد اكثر من مائة مليار برميل من النفط قابل للاستخراج بينما افتقرت البلاد للاستثمارات في ظل العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على مدى 13 عاما ورفعت في الشهر الماضي.

وقال فاضل شلبي المحلل في مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن «دمرت ثلاث حروب البلاد وحل الفقر فيما لا يمكن للحكومة العراقية التوسع في صناعة النفط بمفردها».

وتابع ان تكلفة انتاج النفط في العراق الذي يمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم يقل عن دولار واحد للبرميل مقابل 2.50 دولار للبرميل في السعودية ونحو عشرة دولارات للبرميل في الولايات المتحدة.

وتفوقت الشركات الروسية والفرنسية والصينية في المفاوضات ابان الحظر على صناعة النفط في العراق. ولكن عقب اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين يتوقع ان تظهر شركات النفط الامريكية الكبرى في الصورة حين تدرس الحكومة العراقية الجديدة تطوير واستغلال ثرواتها النفطية.

وقال شلبي وكيل وزارة النفط العراقية السابق: «فتح الصناعة امام شركات اجنبية من اميركا واوروبا لصالح البلاد».