د. العفيلي: مشروع أبراج البيت يستوعب 21 ألف شخص في الليلة وخيارات استراتيجية بعوائد مجزية للمستثمرين

«جوار» السعودية تكشف عن أكبر المشاريع الاستثمارية «الوقفية» في العالم الإسلامي باستثمارات تصل إلى 1.6 مليار دولار

TT

اعلنت شركة «جوار» لادارة وتسويق العقار امس عن تفاصيل المشروع الضخم الذي تشرف عليه والذي يعد عملاق المشاريع الاستثمارية الوقفية في السعودية والعالم الاسلامي ويحمل اسم ابراج البيت (وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين بمكة المكرمة) وقد صمم ليستوعب 21 الف شخصا في الليلة الواحدة فيما تتجاوز تكلفته الاجمالية 6 مليارات ريال ما يعادل (1.6 مليار دولار) فيما يتكون المشروع من اربعة ابراج سكنية بارتفاعات متفاوتة وتشمل 6 آلاف وحدة سكنية متنوعة، كما يشتمل على فندق خمسة نجوم يحتوي على 1260 غرفة.

وقد أكد الدكتور إبراهيم بن فهد الغفيلي رئيس مركز الريادة للاستشارات المالية والمستشار المالي في مشروع وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين بمكة المكرمة (أبراج البيت) أن الدراسات المالية والتسويقية التي أعدت للمشروع تشير إلى تحقيق المشروع عوائد مالية مجزية، وبين الدكتور الغفيلي أن الفرص الاستثمارية المتعددة التي يتمها المشروع للمستثمرين الممولين أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة أو المستثمرين المشغلين المتخصصين في نشاط الحج والعمرة، أو الأفراد المستثمرين بتملك وحدات سكنية في أبراج البيت من عائدات مالية مجزية. جاء ذلك في حديث صحافي أدلى به الدكتور الغفيلي: لـ«الشرق الاوسط»

* ما هي الفكرة التي يقوم عليها مشروع أبراج البيت؟

ـ تقوم فكرة هذا المشروع على تخفيض منسوب جبل القلعة عبر أعمال القطع الصخري الكبيرة والقيام باستغلال معظم أجزاء الأرض وبالارتفاعات المناسبة إلى جانب العمل على إقامة هذا المشروع على منسوب قريب من منسوب ساحات الحرم المكي الشريف بهدف تأمين سهولة حركة الدخول والخروج.. كما يهدف إلى إيجاد مواقف للسيارات لعدد 1200 سيارة حيث تمت دراسة الأنفاق القائمة ومناسيبها المختلفة والاستفادة منها لصالح هذا المشروع من خلال إعادة تطويرها بشكل أكثر فاعلية.

كما روعي في المشروع إبراز النواحي الجمالية والمحافظة على البيئة والطابع المعماري للمنطقة المحيطة بعمل واجهات للمباني ذات طابع معماري إسلامي يليق بأهمية وموقع المشروع قرب الحرم المكي الشريف.

* ما هي الأسس التي استندت اليها دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع أبراج البيت؟

ـ في البداية ينبغي الإشارة إلى أن هذه الدراسة تهدف إلى التحقق من الجدوى الاقتصادية والمالية لمشروع وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين في قلعة أجياد بمكة المكرمة.. والذي يهدف إلى إقامة مجمع سكني تجاري عملاق بهدف تطوير واستثمار قطعة أرض الوقف جبل قلعة أجياد أمام الحرم المكي الشريف.. ليضم هذا المجمع فندق خمسة نجوم ومجموعة من الأبراج السكنية 4 ابراج سكنية ومجمع التسوق ومواقف للسيارات إلى جانب كافة الخدمات والمرافق المطلوبة.

فيما قامت دراسة الجدوى المالية والاقتصادية لمشروع أبراج البيت على أسس علمية مهمة، واستندت كذلك الى تقدير التكاليف الاستثمارية لمشروع أبراج البيت، وتحديد هيكل التمويل الأمثل للمشروع، وكذلك تقدير تكاليف التشغيل السنوية، وتقدير الإيرادات المتوقعة من تشغيل المشروع، وأيضاً تقدير قائمة الدخل التقديرية لحساب مجموعة المؤشرات المالية المهمة للمستثمر.

* ما هي الفرص الاستثمارية التي يطرحها مشروع أبراج البيت؟ وما هي الآليات التي تحقق تلك الفرص؟

ـ يطرح مشروع أبراج البيت فرصا استثمارية واعدة ومجزية، تحقق عوائد جيدة، وتمكن من استرداد رؤوس الأموال المستثمرة في فترة زمنية قصيرة أو متوسطة، وحدة الفرص متاحة لكبار المستثمرين الذين يهدفون إلى استئجار أحد عناصر المشروع (الأبراج السكنية، الفندق، مجمع التسوق) لكامل فترة الامتياز، من خلال آلية وصيغة الإيجار المعجل للعنصر المستأجر تدفع لتمويل إنشاء البرج خلال سنوات الإنشاء، حيث قام مركز الريادة للاستشارات المالية بتطوير هذه الصيغة لتلائم تمويل إنشاء عناصر المشروع بصيغة شرعية مع عدم زيادة تكاليف التمويل، وذلك بالطرق التمويلية التي تطبقها المصارف التجارية أو الإسلامية، وأمام المستثمر عدة خيارات استراتيجية لاستثمار البرج الذي استأجره لكامل فترة الامتياز، منها تأجير الوحدات السكنية وأدوار البرج وفق صيغ الإيجار المعجل وتسويقها لشريحة الأفراد المستهدفة، وبهذه الصيغة يسترد المستثمر رأس ماله وأرباحه خلال فترة الإنشاء، والخيار الاستراتيجي الثاني يتمثل في تأجير كامل البرج بعقود إيجار تشغيلية قصيرة أو سنوية لشريحة مستهدفة من المستثمرين المشغلين المتخصصين في نشاط حملات الحج والعمرة، وفي هذا الخيار يسترد المستثمر الممول رأس ماله خلال فترة متوسطة مع تحقيق الأرباح خلال معظم بقية فترة الامتياز، والخيار الاستراتيجي الثالث يرتكز على تشغيل البرج ذاتياً، ويفترض أن يكون المستثمر من المتخصصين في إدارة وتشغيل نشاط الحج والعمرة، أو يتعاقد مع شركة «جوار» لإدارة وتسويق العقار وهي شركة متخصصة ستقوم بتشغيل الأبراج ومجمع التسوق وفق خطط وأساليب إدارية وتسويقية محترفة، وسوف يحقق المستثمر إيرادات وأرباح مجزية.

* يعتبر الاستثمار في مشروع أبراج البيت خروجاً بمفهوم الوقف عن نطاقه الضيق، المحصور في المساجد، إلى مفهوم أوسع وأشمل، فما هي رؤيتكم لهذا الجانب؟

ـ التوجه الحالي في السعودية هو طرح الأوقاف، وخاصة أوقاف الحرمين الشريفين، للقطاع الخاص لتطويره واستثماره، وهو توجه ذو استراتيجية ناجحة وفعالة وسيتحقق بمشيئة الله من هذه الاستراتيجية، إحياء الوقف وتنمية منافعه وفوائده الاقتصادية والاجتماعية، كما أن لهذه الاستراتيجية مزايا عديدة، منها على سبيل المثال تخطيط وتطوير وإدارة وتشغيل المشاريع الوقفية بمنهجية وأساليب اقتصادية وتجارية تحقق عوائد اقتصادية ومالية مجزية للجهة المستفيدة من الوقف (الحرمين الشريفين) بالمساهمة في دعم الميزانية التشغيلية للحرمين الشريفين، وتخفيض العبء المالي تدريجياً عن ميزانية الدولة، واتاحة فرص استثمارية واعدة للمستثمرين السعوديين باستئجار فوائض رؤوس أموالهم في هذا المشروع والمشاريع الوقفية المماثلة عوضاً عن تصدير أموالهم إلى خارج الاقتصاد السعودي. وكذلك خلق وظائف تقدر بحوالي 5 الاف وظيفة سوف يعمل فيها سعوديون في إدارة وتشغيل الأبراج السكنية والفندق ومعارض ومطاعم مجمع التسوق ومواقف السيارات مما تنعكس آثارها على اقتصاد مكة المكرمة.

* ما هي انعكاسات مشروع أبراج البيت على حركة الاستثمار في المنطقة المحيطة بالحرم؟

ـ يعتبر مشروع أبراج البيت، أول نموذج متكامل لمشروع إسكاني تجاري خطط له بمنهجية علمية متكاملة، حيث نجد أن أرض المشروع وقفاً للحرم المكي وليس ملكاً للأفراد أو أي شركة تهدف لتحقيق الربح فقط ، كما أن المشروع بذلت فيه جهود استشارية هندسية وتسويقية وتقنية وإدارية لوضع حلول استراتيجية جذرية للمشاكل التي ظهرت بعد إنشاء بعض المشاريع السكنية والتجارية المحيطة بالحرم الشريف، أو التي تواجهها الآن مثل فصل حركة السيارات عن حركة المشاة لتسهيل عملية الوصول والخروج من المشروع من خلال نفقي كدي والبركة والطريق الدائري الأول .

* من وجهة نظركم ما انعكاسات الاستثمار في هذا المشروع على الاقتصاد الإسلامي؟

ـ يعتبر الوقف أحد ركائز الاقتصاد الإسلامي وإحدى المؤسسات الاقتصادية والمالية في نظام الاقتصاد الإسلامي والذي حرصت الشريعة الإسلامية على تنميتها في المجتمع المسلم والمحافظة عليها وذلك للأهداف الإنسانية والاجتماعية والدينية التي يسعى لتحقيقها الوقف جيلاً بعد جيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهي إحدى الأهداف النبيلة التي تساهم في إعادة توزيع الثروة والمال في الاقتصاد الإسلامي وتحقيق التوازن بين فئات المجتمع المسلم، وتوفير التكافل بينها والوقف يعتبر الأداة والوعاء التي تضمن الصدقة الجارية عبر الأجيال.