استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أول أمس بمدينة أغادير مارتن بويغ الرئيس المدير العام لمجموعة بويغ الفرنسية التي فازت بصفقة إنجاز الجزء الأول من مشروع بناء ميناء طنجة ـ المتوسط، الذي تقدر كلفته الإجمالية بنحو مليار دولار، والذي سيتم تمويله أساسا من طرف صناديق عربية.
وفازت بويغ بالصفقة المتعلقة بإنشاء البنيات الأساسية والمنشآت البحرية للميناء الضخم على إثر منافسة حادة شاركت فيها 80 مجموعة دولية ودامت نحو 10 أشهر. ورست الصفقة على المجموعة الفرنسية بقيمة 42.2 مليار درهم (نحو 240 مليون دولار) وجرى الاتفاق أن يتم أداء نصف هذا المبلغ بالدرهم المغربي والنصف الآخر باليورو، والتزمت المجموعة بأن تنفد المشروع في ظرف 36 شهرا.
وقال مصطفى بكوري رئيس وكالة تنمية منطقة طنجة ـ المتوسط خلال مؤتمر صحافي أمس في الدار البيضاء ان المشروع لا يقتصر على بناء ميناء، ولكن يهدف إلى تهيئة منطقة اقتصادية مندمجة على مساحة 500 كيلومتر مربع يشكل الميناء ذي المواصفات الدولية نواتها الأساسية. وقال بكوري ان المشروع يتضمن مناطق حرة للصناعة والتصدير ومنطقة سياحية، بالإضافة إلى بناء التجهيزات الأساسية لربط الميناء بشبكات الطرق البرية والسكك الجديدة. وتم التخطيط للمشروع لكي يصبح جاهزا مع بداية عام 2007 لتصل وتيرة تشغيله القصوى مع موعد دخول اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب وأوروبا حيز التنفيد سنة 2010 .
وعن مصادر تمويل المشروع الذي تقدر كلفته الإجمالية بنحو مليار دولار، يقول بكوري ان إمارة أبوظبي منحت للمشروع التنموي مبلغ 800 مليون دولار، والتزم الصندوق الوطني لأبوظبي بدعم المشروع بقرض يصل 200 مليون دولار، كما حصل المشروع على قرض بمبلغ 100 مليون دولار من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية وقرض بمبلغ 45 مليون دولار من الصندوق الكويتي للتنمية. إضافة إلى ذلك يقول بكوري التزمت الدولة المغربية بالمساهمة في المشروع بمبلغ 500 مليون دولار، وقدم صندوق الحسن الثاني دعما للمشروع بقيمة 300 مليون دولار، وبذلك تجاوزت الموارد المالية التي وضعت رهن إشارة المشروع التقديرات الفعلية للمشروع.
وكان مصطفى بكوري الذي يشغل منصب المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير قد عين على رأس وكالة تنمية طنجة المتوسط مند إنشائها في سبتمبر 2002 وكلف بمهمة هيكلة الوكالة والإشراف على تركيب المشروع وإطلاقه. وخلال ترأس العاهل المغربي لحفل توقيع اتفاقية الصفقة بين الوكالة، وهي هيئة حكومية مغربية، ومجموعة بويغ الفرنسية، أول أمس بأغادير عين العاهل المغربي سعد الهادي رئيسا للوكالة خلفا لمصطفى بكوري.