من بنغلاديش برزت فكرة بنك الفقراء

TT

استنبط الأمير طلال بن عبد العزيز فكرة انشاء بنوك الفقراء ضمن اهتمامه بمحاربة الفقر والتخفيف من حدته وآثاره، من مشروع بنك القرية «جرامين» الذي أسسه في بنغلاديش الدكتور محمد يونس ففي عام 1976 بدأ البروفسور يونس الذي كان يعمل استاذاً للاقتصاد بجامعة شيتاجونج في بنغلاديش، مشروعاً للأعمال البحثية في قرية بالقرب من شيتاجونج بغرض الكشف عن الإمكانيات المتاحة، ووضع إطار لتجمع الفقراء من سكان المناطق الريفية ضمن شبكة مصرفية قادرة على الاستمرار. وبعد نجاح التجربة البحثية العلمية، أنشأ البروفسور يونس مشروع بنك جرامين في يونيو (حزيران) 1979 بمعونة مالية من البنك المركزي في بنغلاديش، وتم ربط المشروع بالفروع المحلية للبنوك التجارية المؤممة والبنك الزراعي ببنجلاديش. إلا أنه وبعد مرور سبع سنوات على هذه التجربة، ثبت أنه لا يمكن توفير الدعم المالي للفقراء من خلال النظام المصرفي الحالي وذلك لأسباب من أهمها عدم موافقة البنوك التقليدية على تقديم قروض دون ضمان، فتحول بالتالي المشروع إلى بنك باسم «بنك جرامين» بمقتضى قرار حكومي، لتحقيق أهداف تتعلق: بتقديم التسهيلات للفقراء وبخاصة النساء، والقضاء على استغلال المقرضين من القطاع الخاص، وإيجاد فرص العمل الحر للقوى البشرية الهائلة كلياً أو جزئياً، ومساعدة الفقراء من الذكور والإناث على تحقيق الاعتماد الفردي والجماعي على الذات.

وقد أنشا بنك جرامين بصفته مؤسسة ائتمانية متخصصة، برنامجاً ائتمانياً يهدف إلى التخفيف من حدة الفقر بين سكان المناطق الريفية، ولا سيما النساء منهم، واستهدف البنك مساعدة النساء اللائي يشكلن نحو 94.75% من اعضائه، إدراكاً منه لأهمية مساهمتهن في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولتفكيرهن في مستقبل ابنائهن واسرهن أكثر من الرجال.

ويعمل بنك جرامين كبنك خاص، ويملك المقرضون منه 93 في المائه من أسهمه. ومن أعظم إنجازاته أنه نجح بحلول أغسطس (آب) من عام 1998 في تقديم قروض لأكثر من 2.36 مليون فرد من الفقراء في بنغلاديش، بمبالغ وصلت إلى ما يعادل 2.05 مليار دولار.