اليورو يرتفع مقابل الدولار مع إصرار سويسرا على إضعاف الفرنك

الأسهم البريطانية تتراجع متأثرة بشكوك بشأن الانتعاش واليابانية في أعلى مستوى منذ ستة أشهر

TT

ارتفع اليورو امام الدولار امس مع تدافع المستثمرين على شراء العملة الموحدة بدلا من الفرنك السويسري المتهاوي في اعقاب سلسلة من التصريحات المحبطة له من جانب جون بيير روث رئيس بنك سويسرا الوطني (المركزي).

واشار روث الى ان البنك المركزي لن يتردد في التدخل في اسواق العملة للحد من قوة الفرنك لدعم اقتصاد سويسرا بعد ان ابقى البنك على سعر الفائدة مستقرا في وقت سابق امس كما كان متوقعا.

وبلغ اليورو منتصف صباح امس اعلى مستوى له في الجلسة مسجلا 1.1801 دولار بارتفاع بنحو ربع نقطة مئوية خلال اليوم.

كما بلغ اعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات الذي سجله في الفترة الاخيرة امام الفرنك السويسري عند 1.5498 فرنك .

وجرت تعاملات محدودة على الين بسبب مخاوف من تدخل السلطات اليابانية في السوق واستقر سعر الدولار خلال اليوم على 117.57 ين واليورو على 138.66 ين.

وتوقع العديد من المتعاملين ان تكون السلطات اليابانية قد تدخلت اول امس الخميس عندما هبط الدولار مقتربا من 117.40 ين بعد صدور بيانات اميركية متضاربة.

وقال زيمبي ميزوجوتشي المسؤول البارز في وزارة المالية اليابانية ان المناخ الاقتصادي لا يبرر ارتفاع الين باكثر من ذلك وان اليابان ستتخذ الاجراءات اللازمة في سوق الصرف.

لكن الاضطرابات الاقتصادية في سويسرا اجتذبت الانتباه مع تكرار اشارة روث الى ان التدخل في سوق الصرف ليس مستبعدا اذ لم يعد هناك مجال امام البنك المركزي لخفض الفائدة التي اقتربت من الصفر.

ويخشى البنك المركزي السويسري من ان يضر الفرنك القوي بفرص سويسرا في الانتعاش الاقتصادي المعتمدة على الصادرات.

وتخلى البنك بالفعل عن تقديراته بأن ينمو الاقتصاد بمعدل واحد في المائة في عام 2003 متوقعا ركودا هذا العام مع تزايد اعداد طالبي اعانات البطالة وسط تراجع الطلب من الاسواق الرئيسية.

لكن من المتوقع ان يواصل الفرنك السويسري الذي يعتبر ملاذا امنا للقيمة ارتفاعه اذا استمر الدولار في الهبوط.

وسجل اليورو 1.1786 دولار ارتفاعا من 1.1765 دولار عند اقفاله السابق في نيويورك اول امس.

وارتفع اليورو الى 138.66 ين من 138.52 ين في نيويورك اول امس. وبلغ الدولار 117.63 ين من 117.70 ين في نيويورك اول امس.

وارتفع الجنيه الاسترليني قليلا امس مقتربا من اعلى مستوى له منذ ثلاثة اعوام ونصف العام امام الدولار الذي سجله في الجلسة السابقة واعلى مستوى منذ شهر امام اليورو مدعوما بفروق أسعار الفائدة.

وارتفع الاسترليني صباح امس 0.8 في المائة عن اليوم السابق الى 1.6720 دولار بعد ان بلغ 1.6789 دولار اول أمس.

وأمام اليورو زاد 0.09 في المائة الى 70.49 بنس بعد ان دفع العملة الموحدة الى الانخفاض لمستوى 70.02 بنس.

وتدعم الاسترليني في الفترة الاخيرة بسبب فروق سعر الفائدة امام كل من الدولار واليورو التي تزايدت عندما ابقى بنك انجلترا المركزي على سعر الفائدة من دون تغيير الاسبوع الماضي في حين خفض البنك المركزي الاوروبي الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية.

ويقول المتعاملون ان ارتفاع الاسترليني امام الدولار الذي يجاهد امام اغلب العملات منذ بداية العام ليس مفاجئا لكن الاسترليني يحتاج لتدعيم مكانته امام اليورو.

أما بالنسبة لاسواق الاسهم العالمية، فقد تراجعت الاسهم البريطانية امس اذ فاق اثر الشكوك المستمرة بشأن عائدات الشركات الاميركية والانتعاش الاقتصادي اثر ارتفاع مبيعات شركة «تيسكو» للمتاجر.

وارتفع سهم «تيسكو» بنسبة 2.1 في المائة الى 209.25 بنس بعد ان قالت ان مبيعاتها في الربع الاول من العام نمت بنسبة 15.1 في المائة في حين ارتفعت مبيعاتها في بريطانيا بنسبة 5.8 في المائة اذ اجتذبت زبائن من منافسين اضعف مثل «جيه سينزبري» الذي انخفض سهمه بنسبة 1.1 في المائة.

وتراجعت كذلك اسهم شركات النفط والاتصالات.

وانخفض مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الرائدة صباحاً 1.5 نقطة اي بنسبة 0.04 في المائة الى 4159.8 نقطة متراجعا عن ذروته التي سجلها في وقت مبكر عند 4174.7 نقطة. وبلغ أدنى مستوى للمؤشر في المعاملات الصباحية 4146.8 نقطة.

وقال المتعاملون ان اغلاق بورصة وول ستريت على استقرار والتصريحات الايجابية التي ادلت بها شركة «اوراكل» عملاقة برامج الكمبيوتر الاميركية دعمت السوق لكن القلق استمر بسبب بيانات اقتصادية متضاربة صدرت في الفترة الاخيرة.

وخفضت أسهم شركات النفط المؤشر بمقدار ست نقاط مع تراجع سهم «بي.بي» 1.2 في المائة. وهبطت اسهم شركات الاتصالات كذلك فانخفض سهم مجموعة «بي.تي» 2.4 في المائة بعد ان خفض بنك «ميريل لينش» تصنيفه للسهم.

وارتفعت اسهم البنوك بشكل عام مدعومة بتصريحات ايجابية من جانب محللين في بنك «يو.بي.اس» وقاد سهم «لويدز تي.اس.بي» الارتفاعات فزاد بنسبة 1.5 في المائة بعد ان رفع «يو.بي.اس» تصنيفه له.

وزاد سهم مجموعة «ام.اف.اي» للاثاث بنسبة 11 في المائة الى اعلى مستوياته منذ 14 شهرا.

وفي طوكيو، ارتفعت الاسهم اليابانية الى أعلى مستوى منذ ستة اشهر في نهاية المعاملات امس بعد اقبال شديد من المستثمرين الاجانب على الشراء توقعا لارتفاع الاسهم في بورصة طوكيو في ما بعد.

لكن مؤشر نيكاي الرئيسي فشل في البقاء أعلى من مستوى تسعة آلاف نقطة.

وعند الاغلاق صعد المؤشر المكون من أسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى اي بنسبة 0.70 في المائة الى 8980.64 نقطة وهو أعلى مستوى اغلاق منذ الرابع من ديسمبر (كانون الاول) بعد ان صعد في وقت سابق امس الى 9020.89 نقطة.

أما مؤشر توبكس الاشمل الذي يضم كل أسهم الدرجة الاولى فقد ارتفع 0.64 في المائة الى 881.30 نقطة.

وفي نيويورك، فتحت الاسهم الاميركية على ارتفاع طفيف امس مع استيعاب المستثمرين لانباء انخفاض اسعار مبيعات الجملة الاميركية وانتظارهم بيانات بعد فترة وجيزة من الفتح عن ثقة المستهلكين.

وفتح مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا 12.78 نقطة اي بنسبة 0.14 في المائة الى 9209.33 نقطة. وزاد مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 0.91 نقطة اي بنسبة 0.09 في المائة الى 999.42 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 3.76 نقطة او 0.23 في المائة الى 1657.38 نقطة.

وفي وقت سابق قالت الحكومة ان اسعار مبيعات الجملة انخفضت في مايو (ايار) بسبب انخفاض اسعار الطاقة مع نهاية الحرب على العراق. لكن الانخفاض كان محدودا بحيث هدأت المخاوف المتعلقة بانخفاضات كبيرة في الاسعار.